ماهر عزيز: الأسعار لابد أن تكون تنافسية سامح نعمان: فتح المجال للتدريب في هذا المجال.. وتوفير الطاقة المتجددة اللازمة للإنتاج مصطفى بدرة: فرصة لتشغيل مزيد من الأيدي العاملة والتوسع في التصدير أكد خبراء طاقة واقتصاديون، أن هناك خطة طموحة تنفذها الدولة، لتكون مركزا عالميا لإنتاج الهيدروجين الأخضر، لتنويع مزيج الطاقة، واعتمادا على الطاقة النظيفة للحد من التلوث، انطلاقا من تنفيذ ما تم في مؤتمر المناخ الذي عقد مؤخرا بشرم الشيخ، موضحين أن الدولة أطلقت استراتيجية وطنية للهيدروجين، وتم بالفعل توقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات خلال مؤتمر المناخ. وأكد وزير الكهرباء، الدكتور محمد شاكر، أن لدى مصر قدرة على إنتاج الهيدروجين الأخضر بأقل تكلفة في العالم، وذلك بدءا من 2.68 دولار/ كجم في عام 2025، وستنخفض لتصل إلى 1.7 دولار/ كجم في عام 2050؛ وذلك بما يمكن مصر من الاستفادة من قدراتها التنافسية، لتحقيق خطة طموحة والوصول إلى 8% من السوق العالمية للهيدروجين، مشيرا إلى العوائد الجمة لتلك الاستراتيجية، والتي تتمثل في زيادة الناتج المحلي الإجمالي لمصر في حدود (10-18) مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025، فضلا عن اتاحة أكثر من 100 ألف وظيفة جديدة في حال زيادة استخدام القدرات المحلية بصناعات الهيدروجين، فضلا عن المساهمة فى تخفيض واردات مصر من المواد البترولية، وتحقيق المستهدفات الوطنية المتعلقة بتقليل انبعاثات الكربون، بما يعزز من مساهمة مصر في تحقيق المستهدف العالمي المتعلق بتقليل انبعاثات الكربون العالمية بمقدار 55 مليون طن سنويا بحلول عام 2050.
توقيع اتفاقيات
ومن أبرز الاتفاقيات التي وقعتها الدولة لتنفيذها بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ، توقيع عقد شركة سكاتك النرويجية والتي تستهدف إقامة منشأة جديدة بمنطقة السخنة لتصنيع الأمونيا الخضراء بسعة مليون طن سنويًّا قابلة للزيادة إلى 3 ملايين طن سنويًا، وكذلك توقيع عقد أميا باور الإماراتية والذي يتضمن إنتاج 390 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويًّا، حيث يبدأ التشغيل التجاري بنهاية 2025.
وتم أيضا توقيع عقد تحالف شركتي (زيرو ويست) المصرية و(إي دي إف رينيوابلز) الفرنسية لإنتاج الوقود الأخضر، ويقام المشروع بمنطقة السخنة داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لإنتاج 350 ألف طن من الوقود الأخضر، وتوقيع العقد الخاص بتحالف "توتال" الفرنسية و"إنارة كابيتال" المصرية لمشروع إنتاج 300 ألف طن من الأمونيا الخضراء بمنطقة السخنة، وكذلك توقيع عقد مع شركة "رينيو باور" الهندية بالتعاون مع مؤسسة السويدي لإقامة مشروع إنتاج الوقود الأخضر من هيدروجين وأمونيا على مساحة 600 ألف متر مربع، بإجمالي طاقة إنتاجية 1.1 مليون طن أمونيا خضراء سنويًّا، و220 ألف طن هيدروجين أخضر سنويًّا.
كما تم توقيع عقد شركة FFI "Fortescue Future Industries الأسترالية لإقامة منشأة لإنتاج الأمونيا الخضراء بحجم إنتاج إجمالي يتخطى 2 مليون طن من الأمونيا الخضراء سنويًا، وعقد عقد شركة "جلوباليك" البريطانية لإقامة مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بإجمالي إنتاج متوقع يصل إلى 2 مليون طن سنوياً، وعقد عقد شركة " الفنار" السعودية الذي يستهدف إقامة مصنع لإنتاج الوقود الأخضر الإنتاج بحجم إنتاج 500 ألف طن سنوياً، إضافة إلى عقد شركة مصدر الإماراتية وحسن علام المصرية لإقامة مشروع إنتاج الوقود الأخضر بمنطقة السخنة الصناعية لإنتاج ما يصل إلى 480 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا.
مستقبل الطاقة
أكد الدكتور ماهر عزيز، عضو مجلس الطاقة العالمي، أن الهيدروجين الأخضر يعد واحدا من أهم المقومات التي ستؤدي دورا كبيرا في مستقبل الطاقة، ولذلك تولى له الدولة اهتماما كبيرا خلال هذه الفترة، مشيرا إلى أنه لن يؤدي دوره وحده، حيث يجب أن تسانده مزيج الطاقات الجديدة والمتجددة.
وتابع أن إنتاج الهيدروجين الأخضر يأتي من خلال تحليل مياه البحار تحليلا كهربيا، وتحتاج هذه العملية إلى كميات كبيرة من الكهرباء لا يمكن أخذها من الشبكة الرئيسية للكهرباء، ولكن سيتم توليدها بالطاقة الجديدة والمتجددة، موضحا أن دخول الهيدروجين كمصدر للطاقة سيعزز بصورة كبيرة انتشار الطاقة الجديدة والمتجددة، والاثنين معا يؤديان دورا متساندا ضخما في مستقبل الطاقة.
وأوضح عضو مجلس الطاقة العالمي، أن أسعار الهيدروجين الأخضر لابد أن تكون تنافسية، ولكن يوجد ما يسمى حدود التكنولوجيا، فهناك حدود لا يمكن أن تقل عنها هذه التكنولوجيا في الجانب الاقتصادي أو في الأسعار، فنحن مقيدين بأحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا في إنتاج الهيدروجين الأخضر في العلم، وأحدث ما يرتبط بها من اقتصاديات، موضحا أن الأسعار ستكون تنافسية في حدود معينة بين الشركات المقبلة على الاستثمار في الهيدروجين الأخضر في مصر.
وأضاف أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، منتظر لها أن تكون محورا عالميا لإنتاج الهيدروجين الأخضر، فهذه المنطقة متوفر بها مصادر المياه، ومجتمعات المياه اللازمة موجودة، والأراضي اللازمة لإنشاء وحدات إنتاج الهيدروحين متوفرة، وأيضا الأراضي اللاكمو لإنتاج الطاقات المتجددة حول وحدات الهيدروجين الأخضر متوفرة هي الأخرى، وبالتالي فهي تعتبر منطقة جيدة لاستثمارات الهيدروجين الأخضر.
وتابع عضو مجلس الطاقة العالمي، أن الهيدروجين الأخضر مطلوب في الدول الأوروبية بجانب السوق المحلي، وفي عديد من دول العالم منها اليابان، موضحا أن هناك أسواقا كبيرة في العالم، ستجد فيها الدولة فرصة عظيمة للتسويق.
يستخدم في جميع المجالات أكد الدكتور سامح نعمان العيسي، خبير الطاقة الجديدة والمتجددة، أن الهيدروجين الأخضر يعد أحد العناصر الأساسية للطاقة في المستقبل، ويعتمد في إنتاجه على الطاقة المتجددة، موضحا أن الطاقة المنتجة من الهيدروجين الأخضر تمثل 3 أضعاف ما يتم إنتاجه من الطاقة التقليدية، ويستخدم في جميع المجالات التي يستخدم فيها الوقود الأحفوري، من وقود للمركبات بجميع أنواعها أو توليد الطاقة أو لنظم التدفئة، وللمصانع كثيفة الطاقة.
وقال إن عوادم الهيدروجين الأخضر عبارة عن " مياه مقطرة"، ولا تحتوي على ثاني أكسيد الكربون وبالتالي فهو غير ضار للبيئة، وهو موجود في الغلاف الجوي بصورة طبيعية، ونستخدم تحليل المياه إنتاجه.
وأضاف خبير الطاقة الجديدة والمتجددة، أن الهيدروجين الأخضر هو مستقبل الطاقة، وجميع الاستثمارات في الطاقة ستتجه مستقبلا نحو الهيدروجين الأخضر، وهذا يتطلب توفير الطاقة المتجددة أولا لإنتاج الهيدروجين.
وفيما يخص تنافسية الأسعار، قال: مثل كل المشروعات الجديدة فتكلفة ستكون مرتفعة في بداية الأمر، ولكنها مع الوقت ستكون منحفضة بحد كبير، ولكنه سيتم تفضيله وسعره سينخفض بأقل من النصف وسيكون لا غنى عن استخدامه كمصدر للطاقة، موضحا أن هناك استراتيجية جيدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ولكن الفيصل هنا هو الكيفية التي سيدار بها هذا المشروع، حيث هناك أساسيات يجب توفيرها أبرزها إدخال التكنولوجيا الجديدة للمنطقة، وتوفير الإمكانيات الميسرة داخليا وعدم استيرادها لخفض التكلفة وبالتالي يعود على أسعار المنتج، بجانب زيادة الخبرة في هذا المجال، وفتح المجال للتدريب في هذا المجال، مشيرا إلى أن كل دول العالم تعتبر أسواقا مستهدفة للهيدروجين الأخضر، ومقال على ذلك تكالب العديد من الدول للمشاركة في مشروعات الهيدروجين الأخضر التي ستقام.
استثمارات ضخمة
وفي نفس السياق، أكد الدكتور مصطفى بدرة الخبير الاقتصادي، أن الدولة تخطط خلال الفترة المقبلة للاستثمار في المشروعات القومية والتي تم اعتبار الهيدروجين الأخضر واحدا من هذه المشروعات، موضحا أن قمة المناخ كانت بمثابة تثبيت قدرات الدولة في جذب الاستثمارات، تقدر بحوالي 86 مليار دولار حتى عام 2030، مضيفا أن هناك حوالي 7 سنوات، لتكون هذه المشروعات قادرة على تدشين بنية تحتية استراتيجية في الهيدروجين الأخضر، لافتا إلى توجه الدولة لاستغلال محطة بنبان للطاقة الشمسية ليكون لها دور في إضافة قيمة مضافة لمشروعات الهيدروجين الأخضر.
وتابع الخبير الاقتصادي، أن هذه المشروعات، والدخول باستثمارات ضخمة في إنتاج الهيدروجين الأخضر، سيعمل على توفير النقد الأجنبي، وكذلك توفير فرص عمل، وزيادة المشروعات القومية، وأيضا العمل على تحسين بيئة العمل داخل المجتمع، وأيضا استغلال هذه الطاقة للتوسع في التصدير للخارج.
وأوضح أن الحديث حول أسعار طاقة الهيدروجين الأخضر ستتوقف على الآليات التي سيقوم بها المشروع وفرص تنمية هذه المشروعات، وكذلك خطة الدولة وآلياتها نحو المنافسة، موضحا أن هذا مشروع قومي، ومرحلة جديدة في محدثات الطاقة، والدولة اتخذت خطوات جادة ومنتظر أن نقوم بالتصدير للعديد من دول العالم، ولكن هذا الأمر متوقف على الشكل النهائي لبنية المشروعات التي سيتم تدشينها.
وأكد الخبير الاقتصادي، أن الدولة تعد المنطقة الاقتصادية قناة السويس لكي تكون محورا عالميا لإنتاج الهيدروجين الأخضر، مضيفا أن هذا ما يسمي الفرصة المتاحة أمام العالم، أن مصر اتاحت المنطقة للاستثمار في الهيدروجين الأخضر، لما تفيد في استخدامات الطاقة المتعددة من وقود للسفن والمصانع، مؤكدا أن مصر أطلقت المبادرة الأولى لخلق بنية استثمارية عالمية في إنتاج الهيدروجين الأخضر، وقدمت كل ما لديها من تهيئة لمناخ البيئة للتوسع في جذب الاستثمارات الخاصة بطاقة الهيدروجين الأخضر.