قسمُ اللهِ …فاطمة محمود سكاف – لبنان

قد أقسمَ اللهُ بالزّيتونِ والتّينِ
واليومَ نُقسِمُ بالنّصرِ الفلسطيني
إنّا نراهُ بُزوغًا حانَ موعدُهُ
رغمَ الدُّجونِ؛ يبثُّ الرّوحَ في الطّينِ
قدسٌ تُنادي شآمًا: أينَ إخْوَتُنا؟!
هيّا اسعِفيني؛ فبعضُ الحُبِّ يشفيني
صنعاءُ تصنعُ فينا العِزَّ؛ يقتلُها
طعْنُ الأشِقّاءِ، لا طعْنُ السّكاكينِ
صلّى ابنُ غزّةَ عندَ الفجرِ مُبتسِمًا
والقلبُ يُخفي حنينًا كالبراكينِ
ثارَ ابنُ عاملةٍ؛ لا خوفَ يُقعِدُهُ
كالعِشْقِ ينبضُ في قلبٍ لعِشْريني
بغدادُ… كم طالَ فيها اللّيلُ فانتفضَتْ
مثلَ اليمامةِ من بينِ الثّعابينِ
والشّامُ… كم غزَّ فيها الموتُ بُرْثُنَهُ
ظلَّتْ كنرجسةٍ في شهرِ تشرينِ
يا أُمّةَ العُرْبِ… كم أنجبْتِ من بطلٍ!
فلا تخوضي بهم حربَ الطّواحينِ
شَقُّوا الدّياجي؛ فكم شمسٍ لنا سطعَتْ
من مثلِ فتحي ورضوانٍ وياسينِ!
هُمُ القصائدُ؛ والميدانُ منبرُها
تأبى المُكوثَ بطيّاتِ الدّواوينِ
إنّ الدّماءَ إذا خطَّتْ لنا أُفُقًا
تُمسي أساورَ أصفادُ السّلاطينِ
فكم أسيرٍ أحالَ السّجنَ مُنطلَقًا!
وكم طليقٍ غدا رهْنَ المساجينِ!
خصَّ الإلهُ ربيعَ الكونِ يأمرُهُ:
أنْ كُنْ؛ فكانَ حُماةَ العِرْضِ والدّينِ
والأرضُ نادَتْ: أيا أبنائيَ انتفِضوا
ما غيرُ ثورتِكُم غَيْثٌ ليَرْويني
شامٌ، حجازٌ، ويا ذا المغربُ العربي
كونوا انبعاثًا لإحياءِ الملايينِ
كونوا لكلِّ أبِيٍّ في الورى وطنًا
ساحُ البطولةِ من أبهى الميادينِ
واحْنوا كقَوْسٍ بهِ الألوانُ من قُزَحٍ
فوقَ البوادي لِتزهو كالبساتينِ
لا تأمَنوا المكْرَ من غربٍ يُغَرِّرُكُم
يا بئسَ مُؤْتمِنَا مكْرَ الشّياطينِ!
دَعوا الحناجرَ تُفصِحْ عن مواجِعِها
دَعوا اللّهيبَ بأصلابِ الشّرايينِ
دَعوا الشُّعوبَ بِلا قَيْدٍ سَواعِدُها
فالحقُّ في يدِها أقْوى القوانينِ