بوتيرة متسارعة، تشهد اثيوبيا تطورات سريعة وتصعيد فى الشأن الداخلى ، حيث احتدمت المواجهات المسلحة داخل إثيوبيا بين قوات جبهة تحرير تيجراي والجيش الإثيوبي علي مدار الساعات الماضية ، والتي أعلن خلالها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ، نقل صلاحياته لنائبه وزير الخارجية ديميكي ميكونين ، بالتزامن مع سلسلة من التحذيرات الغربية من اتساع دائرة العنف وسقوط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وسط انهيار بات وشيكاً للنظام. وفى ظل اقتراب جبهة تحرير تيجراى من العاصمة أديس أبابا، قامت العديد من الدول بدعوة رعاياها هناك ل مغادرة اثيوبيا على الفور، بداية من الدعوات المتجددة للخارجية الأمريكية وسفارتها فى أديس أبابا، لرعاياها بضرورة المغادرة بسبب الأوضاع الأمنية ، حيث تقترب المعارك فى إثيوبيا من العاصمة أديس أبابا، باقتراب قوات جبهة تحرير شعب تيجراى من السيطرة على مدينة دبر برهان التى تبعد عن عاصمة إثيوبيا بأقل من 130 كلم ، كما دعت الحكومة الكندية، رعايا البلاد إلى مغادرة إثيوبيا على الفور، معربة عن بالغ قلقها من التدهور السريع للوضع الأمني الداخلى، مطالبة الكنديين باتخاذ ترتيبات السفر الخاصة بهم الآن ويجب ألا يعتمدوا على رحلات الإجلاء. ومع احتدام الحرب الإثيوبية دعت كل من ألمانيا وفرنسا رعاياهما إلى مغادرة الأراضي الإثيوبية بشكل عاجل بعد تحذير مماثل أطلقته الولاياتالمتحدة، فضلاً عن مغادرة شبه كاملة لبعثة الأممالمتحدة المتواجدة في إثيوبيا، بالاضافة الى دعوة الخارجية الإيطالية مواطنيها الموجودين فى أديس أبابا إلى المغادرة فورًا، وأوصت بعدم سفر مواطنيها إلى هناك، يأتي ذلك فيما نصحت وزارة الخارجية السويسرية مواطنيها بعدم السفر إلى إثيوبيا لأى سبب، داعية جاليتها إلى مغادرة البلاد فورًا بوسائلهم الخاصة. وفي مشهد أخر يعكس حجم الارتباك داخل النظام الإثيوبى، أقدمت حكومة آبى أحمد على طرد أربعة من ستة دبلوماسيين أيرلنديين لديها، بسبب الموقف الأيرلندى من الصراع الدائر فيها، الامر الذى أثار غضب وزير الخارجية الأيرلندى، سيمون كوفينى، والذى أكد على تصعيد الامر الى مجلس الامن والاتحاد الاوروبى، فيما تستعد الأممالمتحدة لإجلاء جميع أفراد عائلات الموظفين الدوليين المباشرين في إثيوبيا فى ظل تفاقم الصراع الداخلى وفى سياق متصل ، اعلن أنتونى بلينكن ، وزير الخارجية الأمريكى إن الحرب فى إقليم تيجراى وضعت إثيوبيا على طريق الدمار، مطالبا رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد بتحمل مسئوليته وإنهاء العنف فى البلاد، والجمع بين الأطراف المتحاربة ، مشدداً على انه لا يوجد حل عسكرى للتحديات فى إثيوبيا معتبار ذلك طريق إلى دمار البلاد، معربا عن قلقه من "احتمال أن تنهار إثيوبيا من الداخل"، بينما دعا برنامج الأغذية العالمية التابع للأمم المتحدة ، جميع أطراف النزاع فى أثيوبيا إلى احترام العمليات الإنسانية والسماح بمرور الإغاثة الإنسانية الى المدنيين دون عوائق، وذلك فى ظل تصاعد أعمال القتال. جدير بالذكر، أنه لا تزال المواجهات العسكرية جارية على عدة جبهات بإقليم أمهرة وعفار بين الجيش الإثيوبي والقوات الخاصة للإقليمين، ضد جبهة تحرير تجراى، وذلك بعد مرور عام من اندلاع الصراع بين الجبهة والجيش الإثيوبى والقوات الموالية له فى الإقليم الشمالى تيجراى.، فيما قام الجيش الأمريكى بنشر قوات عمليات خاصة فى جيبوتى لتقديم المساعدة لسفارة البلاد فى إثيوبيا، إذا تدهور الوضع هناك.، بالاضافة الى تحريك بعض عناصر قوات الصاعقة البرية ، الامر الذى يعكس شعور الولاياتالمتحدة بقلق متزايد بشأن تدهور الوضع الأمنى مع تقدم الجماعات المسلحة المتحالفة ضد الحكومة الإثيوبية جنوبا نحو العاصمة أديس أبابا.