*أشرف بيدس: المخرج: حسين كمال, قصة: إحسان عبد القدوس, إنتاج: أفلام صوت الفن (محمد عبدالوهاب- عبدالحليم حافظ- وحيد فريد), سيناريو وحوار: سعد الدين وهبة, مدير التصوير: وحيد فريد, الموسيقي التصويرية: علي اسماعيل, بطولة: عبدالحليم حافظ- نادية لطفي- ميرفت أمين- عماد حمدي – سمير صبري- صلاح نظمي- نبيلة السيد- أميرة- الوجه الجديد: فتحي عبدالستار- إحسان شريف- حامد مرسي- ناهد سمير- حسين اسماعيل- فتحية شاهين- محمود رشاد- فاروق يوسف- قيس عبدالفتاح- بولا يعقوب- فريال بدر- أشرف- أحمد الدله- سهير مصطفي- أمين رياض- علوي فريد- سمير رستم, تاريخ العرض: 17-2-1969 ̧مدة الفيلم: 142 دقيقة. يحتل فيلم "أبى فوق الشحرة 1969" المركز رقم 88 فى قائمة أفضل 100 فيلم فى ذاكرة السينما المصرية, استمر عرضه أكثر من 58 أسبوعا بدور العرض. وتجاوزت ايراداته 900 ألف جنيه، في الوقت الذي كانت فيه تذكرة السينما بستة عشر قرشاً ونصف, قدمت بالفيلم خمس أغاني: جانا الهوى: تأليف محمد حمزة، ألحان بليغ حمدي- الهوى هوايا: تأليف عبدالرحمن الأبنودي، ألحان بليغ حمدي- أحضان الحبايب: تأليف عبدالرحمن الأبنودي، ألحان محمد الموجي- يا خلى القلب: تأليف مرسي جميل عزيز، ألحان محمد عبدالوهاب- قاضى البلاج: تأليف مرسي جميل عزيز، ألحان منير مراد, كان من المفترض أن تكون هناك أغنية سادسة وهي "أعز الناس" لكن اضطر المخرج حسين كمال، أثناء عملية مونتاج الفيلم لحذفها، وذلك لضيق الوقت وكثرة الأغاني، وكانت موجودة في بداية الفيلم. استحوذت الموسيقي بالفيلم علي 53 دقيقة, حيث بدأت أغنية دقوا الشماسي في الدقيقة 13 وانتهت في الدقيقة 26, ثم بدأت أغنية الهوا هوايا في الدقيقة 30 وانتهت في الدقيقة 37, وخلي القلب في الدقيقة 45 وانتهت في الدقيقة 55, وبدأت جانا الهوا في الدقيقة 95 وانتهت في الدقيقة 103, ومشيت علي الاشواك في الدقيقة 114 وانتهت في الدقيقة 121, اضافة إلي 3 دقائق تتر الفيلم و5 دقائق رقصات نادية لطفي. استغرق تصوير أغنية "قاضي البلاج" 3 أيام متتالية، على شاطئ "المنتزه" بالإسكندرية، نظرا لصعوبة تنفيذها بالشكل الذي ظهرت عليه, وشاركت فيها فرقة رضا الاستعراضية, وقام بتصميم الاستعراضات حمادة حسام الدين. من الحكايات الغريبة التي تدعو للدهشة أن كواليس الفيلم شهدت مشاحنات عديدة بين عبدالحليم حافظ ونادية لطفي، وذلك بسبب الخلاف حول بعض تفاصيل العمل، والتي وصلت إلى حد الشجار بينهما، وتحدثت نادية لطفي في أحد اللقاءات عن تلك الخلافات قائلة: "قد تشعر بالدهشة إذا قلت إننا كنا في حالة خصام دائم أثناء تصوير هذا الفيلم، وكانت هناك خلافات على بعض التفاصيل في العمل ولم تكن علاقتنا على ما يرام، ولكن ذلك لم يظهر أبدا على الشاشة، بل ظهر العكس، علاقة حب ومودة تجمعنا". شاهدت فيلم "أبي فوق الشجرة" في سينما درجة تالتة (مرمر- الدقي) مسرح نجم الآن, وأذكر أن كل الحضور كانوا من الصبية الذين لم يكن يشغل بالهم سوي عدد القبلات في الفيلم (قمت بعدها وكانت 54 قبلة), وكذلك الصراخ عندما يردد "حليم" كلمة "ابكي" في أغنية (مشيت علي الأشواك), ثم يأتي بعد ذلك الانسحاق من رؤية شاطئ بحر الاسكندرية والألوان والرمال والبنات والصيف والامنيات المستحيلة بالذهاب يوما إلي هناك, وعندما كبرت وشاهدت الفيلم مرارا وتكرارا تنبهت أن شعوري تجاه عبدالحليم حافظ المطرب يفوق بل ويضاعف عشرات المرات إحساسي به كممثل في الفيلم, عندما يغني فهو الملك المتوج علي عروش شواطئ البحر المتوسط بإحساسه الدافئ وكاريزمته الاسطورية, كان صوته يطعم الجميع حبا وحنانا, ولكن عندما يمثل دور "عادل" طالب كلية الهندسة أشعر أنه يتراجع ويتراجع ويفقد كثيرا من رونقه وابهته, ليس عن ضعف موهبته التمثيلية التي تفوق قدراته كمطرب, وإنما لأن عقلي لم يستوعب "حليم" في دور "عادل, وأنه أكبر من الشخصية, لكن صوته كان أشبه بالمخدر الذي افقد الناس وعيهم.. عرض الفيلم وحقق نجاحا كبيرا لدرجة انهم سموا سينما ديانا والتى كان يعرض فيها الفيلم «سينما أبى فوق الشجرة»، كان مرشح للدور الذى لعبته ميرفت أمين، زيزى مصطفى التي منعتها ظروف أسرية، وتردد أن نجلاء فتحى كانت مرشحة للدور ولكنها مثلت فيلما آخر هو «افراح 1968» أثناء الإعداد للفيلم, فتم ترشيح ميرفت أمين عن طريق وحيد فريد الذي شاهدها فى فيلم "نفوس حائرة 1968", وقد صرحت ميرفت أمين في جريدة المصري اليوم 19-5-2015 : «حينما طلبت في فيلم (أبى فوق الشجرة)، ذهبت لمقابلة عبدالحليم حافظ فقط دون الاهتمام بالفيلم أو أي شىء آخر، فعبدالحليم نفسه ذات قيمة كبرى، (كنت رايحة أشوف عبدالحليم وأبصله بس، وفرحت لما قالولي أنتى في الفيلم.. أول يوم تصوير في الفيلم كان أغنية (ياخلي القلب) وكان بالنسبة لى أهم شىء هو أن عبدالحليم حافظ يغني لى، والناس أصبحت تحبني من حبهم لعبدالحليم حافظ». أما عن رفض هند رستم القيام بدور الراقصة "فردوس" الذي لعبته نادية لطفي, فصرحت ابنتها بسنت رضا في حوار بجريدة اليوم السابع 6 يوليو 2019: إن والدتها رفضت المشاركة فى الفيلم بعدما رشحها عبدالحليم, بعد أن أبدت ملاحظات علي السيناريو, لكن حسين كمال وعدها بتعديل المشاهد التى تعترض عليها وأثناء التحضير للفيلم كان هناك أحد المشاهد الذى يظهر فيها العندليب لأول مرة فى الفيلم، ورأت والدتى أن المشهد يقوم على أن ترقص وعلى خصرها مرآة صغيرة يظهر فيها وجه عبدالحليم فاعترضت على هذا المشهد، وقالت إزاى يظهر وجه عبدالحليم على بطنى", كما أنها اعترضت على كم القبلات التي يحويها الفيلم، وقالت " ليه يظهر عبدالحليم على بطنى وأتباس فى الفيلم 70 بوسة، ورفضت المشاركة فى الفيلم".. كتب مجدي العمروسي في مجلة الكواكب عام 1969حول الفيلم : "كانت من أمنيات حياتي أن التقي بالكاتب إحسان عبد القدوس الذي كنت احتفظ بكل كلمة كتبها, وقد واتتنى هذه الفرصة عن طريق عبد الحليم حافظ الذي اصطحبنى إلى دار روز اليوسف القديم ، وتعرفت في تلك الزيارة على كل الرسامين والكتاب في روزا اليوسف, كانت دنيا جديدة على بهرتنى وجعلتنى أحرص على أن أرافق حليم في كل زياراته لإحسان.. بعد ذلك أنشأنا صوت الفن وأصبحت مديرا لها، كان أول اتصال لى به بخصوص الكتب والروايات اسم رواية كان قد كتبها وكنا ننتج فيلما يليق له اسم هذه الرواية، وأردنا أن نعرض على الأستاذ إحسان أن نشترى هذا الاسم لنضعه للفيلم الذي صورناه وكان الاسم "منتهى الحب"… ذهبت إليه ولم تنجح مفاوضاتى ورفض بيع الاسم بحجة أن القصة التي سماها "منتهى الحب" سوف تنتج فيلما سينمائيا وأنه باعها فعلا.. بعد ذلك أعجب عبدالحليم بقصة "أبي فوق الشجرة" وطلبها عبدالحليم منه ووافق إحسان، وهي قصة من مجموعة "دمي ودموعي وابتسامتي", ومنعا للإحراج طلب عبدالحليم من محمد عبدالوهاب أن يتفاوض معه بالنسبة لقيمة شراء القصة.. رفض عبدالوهاب وقال لحليم كلمه أنت لأنه صديقك وأنت أقرب إليه منى، فقال حليم ممكن كلامى يسبب له حرجا، فقال عبدالوهاب: خلاص اللى يشترى القصة صوت الفن، وصوت الفن لها مدير اسمه مجدى العمروسى، يبقى هوه اللى يكلم إحسان واللى يعوزه إحسان ياخده ما دام القصة عاجباك".. كتب سامي السلاموني: والواقع أنه لا يمكن مناقشة هذا الفيلم مناقشة جدية لأنه لا يقوم علي أساس جدي واحد من أسس السينما. فهو فيلم خرافي أو أسطوري أكثر من "شيء من الخوف" نفسه, وإذا كان منتجوه قد أنفقوا عليه بالفعل مائة وخمسين ألف جنيه.. فقد كان في ذهنهم بلا شك أن يستردوا هذا المبلغ بكل أرباحه وبمنتهي السرعة بأن يصنعوا نوعا من الفيلم الهندي الذي ينجح جدا في أسواقنا.. فهذا الفيلم هو "سانجام" أو "سوراج" ناطق باللغة العربية, وقد كان جمهوره المبهور هو نفس جمهور السينما الهندية جمهور البسطاء المراهقين الذين يريدون أن يستريحوا ويحلموا أخر النهار أمام سينما ملونة تخدرهم.. ولقد خدرهم "أبي فوق الشجرة" بالفعل من أول لقطة مستخدما خبرة صانعيه الفائقة بسيكولوجية جمهور السينما المصرية, لقد كنت أسمع بأذني تأوهات النساء والفتيات الصغيرات من حولي: يا ختي عليه! كلما ظهر عبدالحليم حافظ الذي يكتسب في هذا الفيلم جاذبية خرافية لم يكن بوسعي أنا نفسي أن أقاومها, وكان البذخ والابهار واضحا من أول لحظة, حتي في الاستخدام الساذج السوقي للألوان ورقصات البلاج التي استغل فيها ظهور الراقصات استغلالا جنسيا (رائعا) مع صدر ميرفت المهتز وهي تجري لتلقي بنفسها في أحضان عبدالحليم, الذي لا يمكن أن نتهمه وهو الطالب العادي بأنه عاش علي شاطئ المعمورة ليالي هارون الرشيد ما دام السيناريو الثلاثي قد احتاط لهذه النقطة من البداية فجعل أسرته تضحي بالتصييف من أجل أن يصيف هو.. فهذه فكرة اشتراكية أيضا. روي سعدالدين وهبة في ماسبيرو زمان: "عرفت عبدالحليم عند كامل الشناوي, وفي عام 1963 كان رمسيس نجيب ينوي انتاج فيلم (دعني لولدي) عن قصة احسان عبدالقدوس, واتفق مع "حليم" للقيام بالبطولة, وطلب مني كتابة السيناريو بالاشتراك مع كاتب ايطالي (جورج بروسبري) والتقيت مع عبدالحليم في هذه الآونة للنقاش حول الفيلم, وبدأ التصوير بمشاهد في فينسيا, لكن حدث خلاف بين رمسيس نجيب وعبدالحليم ولم يكتمل العمل, ثم التقيت به مرة أخرى في فيلم "أبي فوق الشجرة" وهي قصة لإحسان عبدالقدوس أيضا لواقعة حقيقية حدثت عام 1936, وقدم لي عدة سيناريوهات حول الفيلم واكتشفت أن جميعها وقعت في خطأ ارتباطها بالفترة الزمنية للاحداث, فاقترحت أن تعاد الكتابة بما يتماشي مع مشاكل الشباب في وقتنا الحاضر, ولقي طرحي قبولا, ومع بداية العمل عانيت الامرين من عبدالحليم حافظ الذي كان يناقش كل كلمة وكل تفصيلة في السيناريو, وبعد أن حقق الفيلم نجاحا كبيرا, كان هناك طموح أن نعمل سويا في فيلم (ايوب المصري) لكن الموت لم يمهلنا لتحقيق هذا الحلم". انتهي الصيف, أو كاد, وراحت الحكاية تكتب السطور الأخيرة بمواجهة بين "فردوس" و"عادل" الطالب الذي أتي إلي الاسكندرية ليلتقي باصدقائه فوقع في براثن الراقصة التي رأت فيه رجل أحلامها رغم قلة حيلته المادية, لكنها وجدت حلا للأمر باصطياد الزبائن للصرف علي بيتها وعلي "عادل" شخصيا, انساق الشاب عندما فتحت له الراقصة خزائن المتعة والغواية, ولما يكتشف بأن مثله الأعلي "والده" يجلس علي الشجرة يأكل ما كان يأكل منه الاخرون وبتدبير من "فردوس" يثور عليها وينتفض من غفلته, فها هو الأب الذي جاء لينزله جلس واستقر, ورغم محاولات فردوس بخداع عادل يصر علي اصطحاب والده وليس العكس. وعندما يفشل تتدخل "فردوس" لتكشف له عن مدي حبها, وتصدق علي كل كلامه.. ولكنها لا تنسي أن تقول أنها لم تفعل معه هذا الأمر لأن بالفعل أحبته.. وتنتهي الحكاية ليعود كل شيء إلي صورته الأولي, أو هكذا ظن الجميع.