يعانى المجتمع المصرى بجميع فئاته من أزمة انتشار وباء كورونا, فأينما يولى وجهه يجد الأمر أمامه ..اصابات وحالات وفاة فى تزايد مستمر ..مصير مجهول ينتظر بلادنا ودول العالم أجمع ..وشائعات تحيط بنا من كل جانب ..فالموضوع داخل بيت كل مواطن والأمر لم يعد يتعلق بعمله أو قوت يومه فحسب بل يتعلق بحياته وبقائه ..فالجميع يخشى من الإصابة ويخشى الموت وللأسف الأمر لا يقف عند هذا الحد بل أصبح المصريون اكثر قلقا واضطرابا مما أدى إلى تراجع نشاطهم البدنى ..والسؤال هل سيؤثر فيروس كورونا حقا على الصحة النفسية للمصريين؟ وهل سيترك أثرا سلبيا فى نفوسهم مما يؤدى بهم الى قلة نشاطهم ودخولهم فى حالة من الخمول والكسل نتيجة الخوف والاضطراب المسيطر عليهم؟! أظهرت نتائج بحث للدكتور هشام ماجد الطبيب النفسي والدكتور خالد حسين طبيب الأمراض العصبية والنفسية, تم نشره في مجلة فورتشن للطب النفسي عن تأثير فيروس كورونا المستجد على الصحة النفسية للمصريين، أظهرت ارتفاع أمراض القلق والتوتر والاكتئاب والوسواس القهري أثناء الوباء، وانخفاض عدد مرضى الذهان مثل مرضى الفصام في التردد علي العيادات. ووفقا للبحث كان القلق والوسواس القهري وتعاطي المخدرات أبرز الأعراض التي ظهرت على المصريين. وحول الأثر النفسى الذى سيتركه كورونا فى نفوس المصريين أوضح د" جمال فرويز، استشاري الطب النفسي أن هناك فئة معينة ستتأثر صحتها النفسية بفيروس كورونا وهى الشخصيات العُصابية,لافتا الى أن الأشخاص الذين لديهم استعداد مرضي من الوارد أن تحدث لهم تغيرات على مستوى العصابية، لكن باقي الأفراد مستبعد أن يتأثروا، لأن حدوث تغيير فى السمات الشخصية تتطلب فترات طويلة لإحداث تغيير, كما أن طبيعة الشعب المصرى النسيان وهو ما حدث بعد الموجة الاولى . وأشار إلى أن استجابات الأشخاص للأحداث والضغوط تختلف وفق نوع الشخصية، ونوَّه بأن الشخصية الوسواسية (إحدى سمات العصابية) –فالشخصيات التى لديها شعور زائد بالخوف والتوتر المستمر، من المرجح أن يستمر ذلك حتى بعد انتهاء الوباء. واشار الى أن الشعب لمصرى بأكمله مر بهذه الضغوط والذين سيخرجون من هذه الازمة بمشاكل نفسية هم الشخصيات المكتئبة التى تعانى الخوف الشديد أو الذين أصيبوا بالفعل أو فقدوا شخصا بسبب الوباء, أما باقى الشعب سوف يستعيد حياته كما كانت قبل الوباء وكأن شيئا لم يكن . واوضح أن المشكلة الآن هى خوف الناس على قوت يومها فالجميع غنيا أو فقيرا يخشى العودة مرة اخرى للاغلاق نظرا لتأثر الجميع بفترة الاغلاق الاولى, والعلاج من وجهة نظر د"فرويز"هو عدم الاستسلام والتعايش مع الأزمة مهما كانت الخسارة المادية لأن الأهم هو الخروج بسلامة والنجاة من هذا الوباء.