لم تكن القيادتين في الشمال والجنوب قيادة وحدوية بالمفهوم القومي العربي ، كان النظام في الجنوب نظامًا يسارياً امميًا يدور في الفلك السوفييتي الذي أنشأ أكبر قاعدة عسكرية في المنطقة قاعدة العند الاستراتيجية ، في المقابل كانت هناك قاعدة عسكرية موازية في الشمال قاعدة خالد ابن الوليد التي بناؤها قبل العند بسنوات ، قبل الوحدة كان للحرب الباردة تأثيرها على الدولتين الشطرية الشمالية المتحالفة مع مايعرف بمعسكر الاعتدال العربي والجنوبية المتحالفة مع المعسكر الراديكالي الذي يضم سوريا وليبيا والعراق والجزائر فيما عُرف بجبهة الصمود والتصدي التي عقدت اول قمه لها في مارس 1977في طرابلس الغرب كرد على زيارة السادات للقدس ، خلال مرحلة ما بعد الاستقلال قام النظام الماركسي في الجنوب بتصفية القوى القومية والوحدويه في الجنوب الناصريين الذين كانوا على صلة بجبهة التحرير تحالف القوى الثورية بقيادة القائد الناصري عبدالله المجعلي ، وفي 22 يونيو 1969 استولى الجناح الماركسي المنشق عن حركة القوميين العرب على السلطة و الذي تمكن الماركسيين من الاطاحة بالرئيس قحطان الشعبي الذي كان يشكل رمزاً حقيقيًا للتيار الوحدوي القومي في الجنوب اليمني والذي تمت الإطاحة به مع العديد من القيادات الوحدوية ، ابرزهم فيصل عبداللطيف أحد أبرز رجالات الاستقلال ،شهدت السبعينيات الحرب الأولى بين الشطرين في عام 1972 ، بعدها استمر النظام في الجنوب بحملات اعتقال ضد التيار الوحدوي العروبي وتحديدا الناصريين هادي عامر نموذج للقيادي الناصري قضى قرابة العقدين في المعتقل ووصل الأمر الى تنفيذ احكام بالاعدام ضد بعض العسكريين من المحسوبين على التيار القومي من امثال الضابط الكسادي والنقيب محمد العبد سعد الذين تلقوا علومهم العسكرية في الأكاديمية العسكرية المصرية ، وبات مجرد ذكر أسم جمال عبدالناصر يعتبر بمثابة تهمة عقوبتها السجن والاعدام ، حتى تمت اعادة الاعتبار لعبدالناصر كبطل تحرير قومي إبان حكم الرئيس علي ناصر محمد في عام 1983م ،كانت اولويات جهاز أمن الدولة او وزارة امن الدولة فيما بعد هو ملاحقة التيار الوحدوي . في الشمال ومنذ العام 1968م واحداث اغسطس بدأ النظام القبلي الطائفي برئاسة القاضي عبدالرحمن الإرياني وبشراكة ونفوذ القبيلة بقيادة الشيخ عبدالله الأحمر رجل السعودية القوي بتصفية القوى القومية واليسارية ذات الاتجاه الوحدوي ، استمرت العلاقات في توتر مستمر حتى بعد اتفاقيتي القاهرة اكتوبر1972 ، وبيان قمة طرابلس نوفمبر 1972، الذي تم برعاية العقيد معمر القذافي رئيس مجلس قيادة الثورة والذي اقترح الأسم الحالي للبلاد الجمهورية اليمنية ، وحدد العلم واللجان الثمانية للوحدة ومن المآخذ على العقيد القذافي حينها هو اصراره على ان يكون شكل الدولة الوحدوية ونظامها هو النظام الاشتراكي ، بعدها بدأت اللجان تعمل لكن بوتيرة بطيئه جدا بسبب التدخلات والضغوط السعودية للحيلولة دون احراز اي تقدم في المسيرة الوحدوية ، 15000 ساعة وثمانية عشر عامًا ، هي الفترة الزمنية بين بيان طرابلس وقيام الجمهورية اليمنية تخللتها عمليات عمليات نزوح وتهجير واسعة لعشرات الالآف من اليمنيين من هذا الشطر إلى الآخر سواء بعد احداث الرئيس سالم ربيع علي (سالمين) في 1978م أو احداث الحجرية بقيادة عبدالله عبدالعالم ،ومقتل المشايخ أو تلك التي جرت بعد المحاولة الانقلابية للناصريين على حكم علي عبدالله صالح في15 اكتوبر 1978. ، كانت اهم المحاولات الوحدوية التي لم يكتب لها النجاح في اكتوبر 1977عندما اقدمت القوى المعادية للوحدة بدعم رجعي على اغتيال الرئيس الشاب ابراهيم الحمدي ،الذي كان سيتوجه للجنوب للتوقيع على اتفاقية قيام الجمهورية اليمنية بمناسبة الأحتفالات بذكرى ثورة الرابع عشر من اكتوبر حينها كانت الاتفاقية فيما لوحدثت ستكون برئاسة الرئيس ابراهيم الحمدي مع اعلان عدن عاصمة لدولة الوحدة يتبع .. **بقلم عبدالرحمن الرياني (1-2)..كاتب صحفي رئيس المركز الدولي للإعلام والعلاقات العامة IMC