*بقلم عاطف مغاوري:منذ نهاية القرن التاسع عشر،وانعقاد مؤتمر الحركة الصهيونية فى مدينة بازل بسويسرا،وتحركات الحركة الصهيونية من خلال الدوائر الاستعمارية تتزايد من اجل اغتصاب فلسطين،واقامة كيان غاصب لكل القيم،والمبادئ،وحقوق شعب فلسطين الذى يتحول الى اللجؤ والشتات تنفيذا للمقولة الصهيونية الضالة والمضللة(شعب بلا ارض لأرض بلا شعب)،ومعها اصبح كل يوم من ايام العام يحمل من الذكريات،والويلات،والانكسارات،والانتصارات للشعب الفلسطينى ،على مدى اكثرمن مئة عام اصبح معه اليوم الواحد يحمل اكثر من ذكرى،ومعها اصبحت ذاكرة الشعب الفلسطينى العربى هى المعضلة،والعقبة الكؤود امام الرواية الصهيونية التى تستهدف نفى واقصاء الشعب الفلسطينى من الوجود عبر نفى الرواية الفلسطينية،واحلال الرواية الصهيونية،وفى هذا الطريق ارتكبت الحركة الصهيونية كافة الجرائم عبر العصابات،والتشكيلات الارهابية التى تشكلت برعاية ،ودعم، واحتضان من قبل القوى الاستعمارية،وفى المقدمة منها ادارة الانتداب البريطانية المفوضة من عصبة الامم،وضمن المخطط الاستعمارى(سايكس بيكو)،وذلك اتنفيذ المخطط الصهيونى الاستعمارى على ارض فلسطين،وبحق شعبها،وفى اول جريمة تشهدها البشرية اقتلاع شعب وزرع اخر محله. ولم تنحصر الحدود الجغرافية بأرض فلسطين كمسرح للجرائم الصهيونية،بل امتدت وتمددت الى كافة الاراضى العربية،والتى استهدفت دفع اليهود فى البلاد العربية للهجرة الى الوطن المزعوم،وبعد اعلان الكيان الصهيونى مارست الدولة الصهيونية ذات الجرائم فى البلاد العربية،وكافة ارجاء المعمورة تعقبا لقيادات الشعب الفلسطينى فى محاولة لشطب القضية ،واسكات الصوت الفلسطينى،ووئد الثورة بعد ان فشلت سياسات القتل والتدمير واللجؤ والشتات فى تحقيق الهدف النهائى للحركة الصهيونية بشطب الشعب الفلسطينى من خارطة شعوب العالم،وكان ذلك اختراقا للسيادة والامن القومى العربى،حيث تحمل الذاكرة العربية لشهر ابريل/نيسان حيث اصبحت دولة الارهاب امتدادا لعصابات الارهاب الصهيونى. ففى العاشر من ابريل/نيسان1973قامت مجموعة ارهابية صهيونية بعملية الفردان ببيروت عاصمة المقاومة،ودولة لبنان لإغتيال ثلاثة من قادة الثورة الفلسطينية محمد يوسف النجار،كمال عدوان،كمال ناصر. وفى ذات الشهرويوم السادس عشر منه،وفى الاشهر الاولى لأنتفاضة الشعب الفلسطينى التى انطلقت فى السابع من شهر ديسمبر/كانون الاول1987لكسر جدار الصمت الذى فرض او خطط لفرضه على القضية الفلسطينية فى اعقاب الخروج من بيروت بعد العدوان الاسرائيلى على لبنان يونيو1982،وحصار بيروت، والمفاوضات التى اسفرت عن خروج منظمة التحرير وقيادتها،وفصائلها واطقمها الادارية من بيروت.حيث تحركت عناصر الارهاب الصهيونى عبر البحر، وامام الشواطئ العربية،والمجال الجوى للبلاد العربية الى تونس،حيث تم الانزال فى 16ابريل/نيسان1988وتنفيذ عملية اغتيال لأبرز قيادات الثورة الفلسطينية خليل الوزير(ابوجهاد)، ومهندس ومخطط انتفاضة الداخل بعبقرية شهد لها العدو قبل الصديق ،وتم التخطيط للعملية ظنا منهم انهم بذلك يسكتون الصوت الفلسطينى،ويخمدون انتفاضته،ويأتى يوم استشهاد ابوجهاد فى اليوم السابق على يوم الاسير الفلسطينى الذى يصادف السابع عشر من شهر ابريل/نيسان من كل عام احتراما ةتقديرا للحركة الاسيرة التى من رموزها شيخ الاسرى فؤاد الشوبكى،والقائد احمد سعادات،واسير الشبيبة مروان البرغوثى،وياللى العجب ان يوم الاسيرالفلسطينى هو ذات اليوم الذى تحررت فيه سورية من أسرالانتداب الفرنسى عام1946،والذى كان ضمن مخطط سايكس/بيكو فى عام 1916الذى تم بموجبه اقتسام النفوذ الاستعمارى الغربى على منطقة الشام،حيث تمت خيانة الامانى والتطلعات العربية بأقامة الدولة العريبة الموحدة بأنتهاء الحرب العالمية الاولى،حيث نوقشت الاوضاع فى فلسطين من خلال مؤتمر انعقد 19ابريل/نيسان 1920الذى اوصى بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطانى،وقد تم اقرار التوصية من قبل عصبة الامم فى يوليو1922على ان ينتهى قبل الاول من اغسطس1948 وذلك وفقا للمادة(22)من ميثاق عصبة الامم،وتم التأكيد على الهدف من الانتداب بالنص عليه فى المادة الثانية من صك الانتداب(تكون الدولة المنتدبة مسئولة عن وضع البلاد فى احوال سياسية،وادارية،واقتصادية تضمن انشاء الوطن القومى لليهودوفقالما جاء فى بيانه فى ديباجة عذا الصك،وتطوير مؤسسات الحكم الذاتى،وتكون مسئولة ايضا عن الحقوق المدنية والدينية لجميع سكان فلسطين بصرف النظر عن الجنس والدين)،وفى المادة الرابعة من الصك(يعترف بوكالة يهودية ملائمة كهيئة عمومية بهدف توجيه النصح الى ادارة فلسطين والتعاون معها فى الشئون الاقتصادية،والاجتماعية،وغيرها من الامور التى قد تؤثرفى انشاء الوطن القومى لليهود،ومصالح اليهود فى فلسطين…….ويعترف بالمنظمة الصهيونية كوكالة ملائمة مادامت دولة الانتداب ترى ان تأليفها ودستورها يجعلانها صالحة لذلك على ان تقوم بعد التشاورمع حكومة صاحب الجلالة بإتخاذ الخطوات اللازمة لتأمين الحصول على مساعدة فى انشاء الوطن القومى لليهود)وكما جاء تأكيد عصبة الامم تراجع دولة الانتداب للتحقق من مدى الوفاء بألتزاماتها لتحقيق حلم وهدف الصهيونية وذلك من خلال المادة الرابعة والعشرين من صك الانتداب(تقدم الدولة المنتدبة الى مجلس عصبة الامم تقريرا سنويا بصورة تقنع المجلس بتناول التدابير التى اتخذت خلال العام لتنفيذ نصوص صك الانتداب………)مما يؤكد ان ماأعلنه بن جوريون وما أطلق عليه بأعلان الاستقلال فى مايو1948لم يكن منفصلا ولا منقطع الصلة عن ما سبق من مخططات ، وتحركات صهيونية بدعم ،ومساندة،واحتضان من الدوائر الاستعمارية سواء بصك النتداب1922 من قبل عصبة الامم،وقرار التقسيم الظالم فى 29نوفمبر/تشرين الثاتى1947الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة،والذى اتخذ فيما بعد يوما عالميا للتتضامن مع حقوق الشعب الفلسطينى،وبقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة ايضا. ةتبقى الصهيونية كحركة عنصرية اخطر من وباء كورونا،فوباء كورونا مهما طال الزمن والالم سيصبح من ذكريات التاريخ مثله مثل الكوليرا،والطاعون ،وكافة الاوبئة التى تعرضت لها البشرية عبر تاريخها اما الصهيونية ستظل نزيفا داميا فى جسد الانسانية لأنها اسست كى تعلو وتنتصر على جماجم ،وامال ،وطموحات شعوب يتم انتزاعها من اراضيها،وديارهاوألقاءها فى اللجؤ والشتات،وتبقى الصهيونية اخطر من كل وباء…….وانها حقا ذاكرة تأبى النسيان