باريس .. محمد صبرى متولى:منذ منتصف يناير الماضى شهدت معظم القطاعات الصحية والخدمية ندرة غير مسبوقة فى أدوات الوقاية الطبية كالقفازات والمواد المطهرة والكمامات الطبية , حتى أصبحت منعدمة تماما ببدايات فبراير , قبيل تصنيف منظمة الصحة العالمية لفيروس كوفيد 19 كوباء أو حتى كجائحة حدث ذلك , حتى إنها كانت تتوفر بشكل يومى وكبير لشركات التمريض والرعاية الطبية الخاصة أيضا , وبسؤال إحدى مديرى شركات التمريض أجابت أنها غير موجودة أصلا منذ بداية الفيروس , وبسؤال إحدى طبيبات تعمل بأكبر مشفى للأطفال أوضحت بأن لم تعد توجد حتى بالصيدليات والعدد محدود جدا بمعظم المشافى الباريسية وضواحيها حتى إننا نضطر لشرائها على نفقاتنا الخاصة فى الأونة الأخيرة . بغرابة ودهشة شديدة دخلت عدد غير قليل من الصيدليات كانت الإجابة قاطعة لا يوجد لا يوجد حتى إن أحدهم قال لى قبل إلقاء التحية لا يوجد كمامات , سألت عدد من الأصدقاء من أين لى أن الإتيان بالكمامة او الجل او الكحول90 , اجابوا بالنفى أيضا , حينها ذهبت لبعض الضواحى الباريسية عسى أن توجد بالصيدليات نفس الشئ اجابتنى مديرة إحدى الصيدليات هناك كانت يونانية الأصل لا تتعب حالك الكمامات غير موجودة فى كل فرنسا ولا الجل الهيدروكحولى رغم أن الحكومة رخصت لنا بتصنيعة داخل معاملنا وبيعه , ولكنه بكميات محدودة جدا وينفذ فى الحال , خرجت مندهشا لكنى فرحا بعد حصولى على زجاجة الجل من هذا المعمل . بحلول شهر مارس حتى بدايات الحظر والحجر الشامل لافتات موحدة على الابواب الخارجية لكل الصيدليات فى باريس كتب عليها نأسف لعدم وجود كمامات , نأسف لعدم وجود جل , نأسف لعدم وجود قفازات . ايه الحكاية ؟ وماهى الأسباب ؟ ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية تبريرا بأنها كانت قد أمدت الصين فى ديسمبر الماضى عند ظهر الفيروس لأول مرة بمدينة ووهان ,بمعدات تزن 17 طن تضمنت كمامات وقفازات وأقنعة طبية ومطهرات . الأربعاء الماضى 18 مارس ,جان لودريان وزير الخارجية الفرنسى ظهر فى مقابلة تليفزيونية أكد فيها إرسال الصين مليون كمامة طبية لفرنسا ستجئ على دفعات , ورد بأنها جاءت من المنظمات الخيرية الصينية كمساعدة لفرنسا على مواجهة الوباء المستجد كوفيد19 . صرحت أونزولا دير لاين رئيس المفوضية الأوروبية الاربعاء 18 مارس أن بكين تعهد بإمداد الإتحاد الأوروبى بأقنعة الوجه وأجهزة الفحص لمكافحة تفشى الجائحة كوفيد 19 بهيئة 2 مليون كمامة جراحية و 200 الف كمامة ان 95 و 50 الف جهاز فحص ،بمجمل 50 طن مساعدات طبية تعهد بها رئيس الوزراء الصينى ليه كي تشيانج . اثبتت هذه الخطوة معها هشاشة المنظومة الأوروبية الإقليمية الأشهر فى التاريخ وفشلها الذريع فى مواجهة أزماتها والتصدى لها سواء أكانت وطنية داخلية أو على صعيد الدول أعضاء الإتحاد الأوروبى أو البريكسيت والتعاطى والتضامن المفترض , بين دول الإتحاد حتى على مستوى الأباء المؤسسين والزعماء التاريخيين للإتحاد المزعوم , فهاهى القوة الأكبر عسكريا وأقتصاديا وتاثيرا فرنسا ومعها ألمانيا تعجزان عن توفير حتى كمامات لأعضاء الإتحاد أو حتى مواطنيها أو حتى للفرق الطبية بل وغلق الباب بالكامل أمام طوفان الجائحة أمام إيطاليا وإسبانيا الأكثر تضررا إنها تجربة كمامات ومعدات طبية بسيطة وليست إقراض دولة كاليونان , أضحت قوة إتحاد تحالفات المرابين الإقتصادية تتطور بعدما إغتالت اليونان بعد إعلان إفلاسها , وتتواطأ لإغتيال مواطنيها بالتغافل تارة وإبراء الذمة تارة أخرى وافعل ما تريد أيها المواطن أنت فى مجتمع حر ليبرالى حرية الموت الأسود الجديد , تتواطأ كبرى دول الإتحاد مع الفيروس فى البدء بالإبادات الجماعية لجيرانها الجنوبيين , كل هذا وذاك فى بدايات الجائحة التى نرجو جميعا ان تنتهى دونما أقل خسائر ممكنة فى الأرواح . إتحاد أوراق التواليت الأوروبى ؟؟ منذ شهور إحتفلت بريطانيا بخروجها من البريكست الاتحاد الأوروبى لكن سرعان ما ثار الجدل داخل البرلمان البريطانى عن اوراق التواليت وتزايد الشكوى عن أن مراحيض بريطانيا العظمى بلا أوراق تواليب بسبب تسرع رئيس الوزراء البريطانى فى إتخاذ القرار بالخروج من الاتحاد الاوروبى البريكست , حيث لم ينجح فى تأمين إتفاق مع الإتحاد يضمن تعويض النقص المحتمل فى أوراق التواليت , أضحى الوضع كارثى , فتقدمت إحدى الشركات الألمانية وكمساعدة إنسانية ووفقا لما ورد بموقع وكالة الأنباء الألمانية كان فى مارس الماضى أرسلت كمية كبيرة من أوراق التواليت إلى قصر باكينجهام توخيا للمخاطر الجمة التى ستحيق ببريطانيا حال خروجها من الإتحاد الأوروبى هل سينهار الإتحاد الأوروبى أمام أوراق التواليت التى أوشكت على الإنقراض بسبب الصراع المذعور عليها بين الافراد وجماعات ودول الإتحاد حتى قبل الأزمة انهمروا فى شراءها أكثر من الأغذية . بعدما انهارت المنظومة الأقليمية الأشهر والأشرس عالميا على الإطلاق أمام الكمامات , أم أن هناك إعادة هيكلة بعد جائحة الكمامات وأوراق التواليت . سؤال مفتوح مغلق فى آن ؟