الثروة الحيوانية في مهب الريح ..

تتعرض أمهات المواشي المحلية البلدية لنزيف يهددها بالانقراض أو الاختفاء من مصر بعد أن قضت موجات الفيروسات بالحمي القلاعية وحمى الوادي المتصدع العام الماضي علي آلاف الرؤوس الحية من الماشية والأمهات .. ودخلت أزمة تراجع أسعار المواشي بالأسواق عقب عيد الأضحي لتعصف بالجزء الباقي من الحيوانات وتهدد المربين والعاملين في الإنتاج الحيواني بالحبس وآلاف الأسر بالتشرد لعجزهم عن سداد القروض التي حصلوا عليها بضمان حظائر المواشي. فلم يتجرأ مربٍ واحد علي العودة للعمل في هذا القطاع مرة أخري حيث يضطر إلي التخلص منها وبيعها بنصف الثمن لاستهلاكها كمية غذاء و أعلاف كبيرة بأسعار مرتفعة لا توازى تكلفة الإنتاج.
وفي الوقت الذي عجزت فيه الأنواع المستوردة في التأقلم مع البيئة المصرية وإعطاء حجم الإنتاج الذي كان متوقعا منها لكنها استطاعت أن تنقل بعض الأمراض إلي السلالات المصرية واستوطانها وأصبحت الآن تهدد بانقراض النوع المصري تماما.
شارك في الملف الجيزة مجدي عباس عواجة من الإسكندرية احمد سلامة ودينا صاموئيل المنوفية عادل شحتينو وكفر الشيخ منتصر النجار سوهاج عبد الحي عطوان وإبراهيم عبدالرؤوف الفيوم احمد حسن أسيوط سويفي رشدي القليوبية رشا عبد اللاه

الإسكندرية ارتفاع تكاليف التسمين
شهد سوق المواشى فى الإسكندرية ركودا وانهيارا في أسعار الماشية مما ترتب عليه خسائر كبيرة للمربين، لاسيما في ظل ارتفاع أسعار تكاليف التسمين سواء كانت الأعلاف الجافة او الرطبة أو الأدوية والعقاقير.ورغم شكاوى مزارع التربية فى غرب وشرق المدينة المتكررة إلى وزارة الزراعة وبعض النواب إلا أن الأزمة تفاقمت منذ عيد الأضحى الماضى وحتى الآن .
يذكر سامح نور جزار بمنطقة المنشية: أن أسعار اللحوم البلدية فى تذبذب بسبب انخفاض المنتج المحلى ورغم ذلك معظم الجزارين اضطروا إلى تخفيض الأسعار حتى لا يفقدون الزبائن الذين يتجهون لشراء اللحوم المستوردة وقال أن كيلو اللحم ثبت عند 100 جنيه، ووصل سعر كيلو الضاني 140 جنيها والمستوردة عند 70 جنيها .
يقول م.احمد حسن أحد مربى المواشى بمنطقى النهضة “أن من أسباب الركود في سوق المواشي ارتفاع أسعار العلف واعتماد الحكومة على الاستيراد من عدة دول بكميات كبيرة بدعوى سد العجز وخفض الأسعار إلا أن النتيجة جاءت عكسية حيث تدهور الإنتاج الحيوانى وارتفعت أسعار اللحوم البلدية وكذلك المستوردة لعدم وجود رقابة من الحكومة على المستوردين.
ويري م .نور حسانى أحد مشرفى الطب البيطرى فى وزارة الزراعة بمحافظة الإسكندرية أن غياب التنسيق الحكومي يقف وراء هذه الأزمة، حيث تم الاتجاه نحو استيراد اللحوم بشكل كبير دون دراسة احتياجات السوق، ومعرفة حجم الانتاج المحلي لدى المربين مما مثل ضربة قاتلة للإنتاج المحلي مما تسبب في انخفاض أسعار الماشية بشكل كبير، وترتب عليه خسائر فادحة للمربين.
وحذر حسانى من إهمال الحكومة لهذه المشكلة، لما لها من تأثيرات سلبية كبيرة في انهيار الثروة الحيوانية، بمصر، بعد عزوف المزارعين والمربين عن الاستثمار في مجال الثروة الحيوانية.
منبها إلي أن هذا التدهور سوف يزيد من أسعار اللحوم فيما بعد عندما يتوقف المربون تماما عن الإنتاج ويقتصر الأمر علي المستورد.
من جهته يرى الدكتور”حاتم عمر” الخبير فى تربية الثروة الحيوانية أن الحجر البيطرى يقوم بحجز الحيوانات المستوردة من الخارج لفترة معينة ليتم الفحص الصحي عليها، وتنقيتها حتي لا يدخل مصر إلا الحيوانات السليمة فقط، لكن الأزمة تكمن في وجود حيوانات داخل الحجر البيطرى قد لا يظهر عليها أمراض، والتى تسمى «أعراض غير ملحوظة» حيث يكون الحيوان خلال فترة الحجر يكاد يظهر سليما تمامًا أثناء الفحص ومن ثم يحدث العكس بعد الإفراج، وهذا الأمر يشكل خطورة كبيرة جدًا علي السلالات الوطنية.
سوهاج: المربون مهددون بالسجن
وقد تراجعت أسعار الماشية الحية خلال الأشهر القليلة الماضية وانصبت الخسارة علي المربى الصغير وحده.
يقول عبد النبي خلف مربي توقفنا عن تربية المواشي بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف الجافة والخضراء إضافة إلي ارتفاع ثمن الأدوية البيطرية اللازمة للتطعيم .
مضيفا أن انتشار مرض الحمى القلاعية ساهم في الإضرار بالثروة الحيوانية وانخفاض إعدادها بشكل ملحوظ بسبب ارتفاع الوفيات بين الماشية المصابة التي سجلت اعلي نسبة إصابة بالمقارنة للأعوام السابقة مما اضطر الفلاحين إلي التخلص من رؤوس الأمهات وعدم الاحتفاظ بها.
وأضاف سعد عبدالمالك ان اغلب أفراد الماشية الحية حالية من أمهات الماشية وتتعرض للبيع والذبح مما تسبب في انخفاض حجم الثروة الحيوانية بعد ان عزف المربين عن التربية بعد عيد الأضحى الماضي وانهيار أسعار المواشي الحية.
وطالب الدولة بمساندة مزارع تربية وتسمين المواشي بدعم الأعلاف حفاظا علي الثروة الحيوانية في مصر التي يعمل بها قطاع عريض من المجتمع بالريف ومصدر دخل لآلاف الأسر والأيدي العاملة وحفاظا علي السلالات المصرية النادرة
وارجع المهندس محمد محروس مدير الإدارة الزراعية بمركز البلينا اسباب ارتفاع أسعار الأعلاف هو جشع التجار الذين يتلاعبون في أسعارها مضيفا أن مديرية الزراعة بسوهاج تقوم بتوفير مشاريع للمربي الصغير للحفاظ على الثروة الحيوانية وتساعده في توفير الأعلاف والعناية البيطرية .
ووصف أحمد جابر مربي ماشية من المراغة قرار الدولة بفتح باب الاستيراد للماشية الحية من السودان بانه قرار خاطئ حيث أدى إلي تدهور وتراجع الإنتاج المحلي من الرؤوس الحية البلدية كما تسبب في نقل أمراض كثيرة إلي الماشية المصرية أثرت علي جودتها وتهدد سلامتها وسلامة المواطن هو الأخر بسبب انتقال هذه الفيروسات إلي الإنسان.
ويؤكد خليفة محمد السيد فلاح من مركز جهينة مئات الفلاحين ومربي الماشية حاليا مهددين بالسجن بسبب القروض التى حصلوا عليها من بنك التنمية والائتمان الزراعى بضمان حظائر المواشي وخسروا رؤوس أموالهم فيها، قائلا في الوقت الذي يتحمل فيه المربي الخسائر وحده رغم غلاء فواتير الكهرباء والمياه وارتفاع سعر الأسمدة والبذور وأجرة العمال ،لا نحصل علي دعم للفلاح، او مساندة من الدولة حتي أنهكتنا الديون مضيفا أن هذا العام سمى بعام الكوارث بسبب ما عاناه أغلب الفلاحين وما تكبده الفلاح من خسائر.
وشدد المهندس محمد محروس مدير عام بالتعاون الزراعى بسوهاج علي ضرورة أن يكون هناك تشجيع علي الاستثمار في مشروعات الثروة الحيوانية لأنها تخلق فرص عمل كثيرة، وان تتم عملية استيراد الماشية لسد العجز فى اللحوم، وتخفيض الأسعار ولكن بشكل مدروس ومتوازن مع الإنتاج المحلى.
ووصف الأمين العام لاتحاد الفلاحين السيد مصطفى ما يحدث الآن للفلاح يمثل كارثة ستظهر آثارها فى المستقبل، لأن كل الفلاحين قاموا ببيع المواشي ،التى يمتلكونها بأقل من تكلفتها، وتكبدوا خسائر فادحة، حتى تستطيع منافسة الدولة فى بيع اللحوم المستوردة، ولكن فى القريب العاجل سوف تفقد الدولة إنتاجها المحلي، حينذاك ستضطر لاستيراد كل الكميات المطلوبة ويتحكم المستوردون في السوق وترتفع الأسعار أضعافا مضاعفة .
وذكر « السيد مصطفى » ان هناك عددا كبيرا من الفلاحين حصلوا على القرض المعروف بقرض “السيسي” فئة الزراعى، بمبالغ كبيرة تخطت 500 ألف جنيه بضمان حظيرة الماشية لكن نفوق الماشية وانخفاض أسعارها يهددهم بالسجن لعجزهم عن سداد هذه القروض .
وأشار السيد جاد الله جزار الي ظهور مشكلة كبيرة خاصة فى الصعيد وهى قلة المعروض من الماشية البلدية الحية في الأسواق حاليا ووصل سعر الكيلو القايم حاليا الي 60 جنيها.
أسيوط: طن النخالة ب2000 جنيه والكسب ب3500
سجلت أسواق المواشى زيادة ملحوظة فى الأسعار خلال الأسبوعين الماضيين بمحافظة أسيوط ويتوقع استقرارها قبل شهر رمضان القادم بعد أن تأثرت بنسبة كبيرة بسبب انخفاض أسعارها رغم ارتفاع الأعلاف .
يقول حسين عبدالمعطى نقيب فلاحين بمحافظة أسيوط بالنقابة المستقلة أن سوق المواشى شهد تحركا فى الأسعار خلال الأسبوعين الحاليين بالمقارنة بالشهور الماضية حيث سجل سعر كيلو اللحم القائم فى الأسواق 33 جنيها فيما وصل الآن ما بين 45 و48 جنيها للكيلو القائم بزيادة تقدر بنحو عشرة جنيهات مما يؤثر بزيادة تصل إلى 5000 أو 6000 جنيه فى سعر الرأس الواحدة.
وأضاف حسين من المتوقع خلال الأيام القادمة ارتفاع جنونى فى الأسعار إذ لم تقم الدولة والحكومة المصرية بالتحرك ومد السوق المصرية بعدد من العجول المستوردة إلى الأسواق لمواجهة الأسعار بعد عزوف المربين عن التربية بسبب الانخفاض السابق الذي تسبب لهم في خسائر مادية كبيرة متنبئا ان تخرج الأسعار عن السيطرة لاختفاء الماشية البلدية.
وأشار “عبدالمعطى”مربي ماشية إلي ارتفاع سعر النخالة إلى 2000 جنيه للطن والكسب 3500 جنيه مما اضر بالمربي منبها إلي انه يجب علي الحكومة التنبه لهذه المشكل ووضع حلول لها قبل تفاقم الأسعار لفراغ السوق من الرؤوس الحية البلدية.
وذكر محمد عمران مربى ماشية أن الرأس الواحدة من الماشية تتكلف حوالي 7 آلاف جنيه وتستغرق عاما كاملا لتربيتها ثم دخولها مرحلة التسمين “العلف” وتستغرق 100 يومي تتناول علفة بين التبن والبرسيم والذرة والكسب لتصل سعر تكلفة الرأس البلدية 36 جنيه تباع ب 15 ألف مما يعنى الخسارة نصف التكلفة بحد ادني. لافتا إلي ان زيادة التكلفة تؤثر على الثروة الحيوانية ولتربيته وتزيد من نسب ارتفاع البطالة بين الأسر التي كانت تعتمد علي تربية الموازي والمزارع الصغير كمصدر دخل رئيسي لهم.
كفر الشيخ : انخفاض أسعار الألبان
طالب صغار مربى الماشية الحكومة بوقف تصدير “السيلاج” والتبن للخارج للحفاظ على ما تبقى من الثروة الحيوانية التي تعتبر مصدر دخل لآلاف الأسر بالريف بمراكز ومدن وقرى كفر الشيخ والتي اصبحوا في مهب الريح لتدنى سعر اللبن الذى وصل إلى 5 جنيهات للكيلو مقابل 7 من المزرعة وتدنى سعر المواشي الحية فى الوقت الذى ارتفعت فيه أسعار الأعلاف بصورة جنونية حيث وصل سعر حمل التبن إلى 900 جنيه في الوقت الذي مازال يتم تصدر البرسيم والتبن في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف .
يقول محمد الزغبى أمين الفلاحين بحزب التجمع بكفر الشيخ أن إجمالي رؤوس الماشية من أبقار و جاموس وماعز وجِمال بكفر الشيخ يصل إلى مليون رأس تقريب حوالى 5 آلاف من الأبقار البلدى والخليط والسلالات الأجنبية وحوالي 20 ألف رأس من الجاموس وثلاثة آلاف من الأغنام.
وأوضح الزغبي أنه لا يوجد حافز فعلى لتشجيع المربين وغابت مصانع الأعلاف الحكومية وارتفعت تكاليف الخدمات البيطرية لتحصين المواشى وعلاجها مع عدم جدوى التأمين علي المواشى ضد النفوق لاى سبب وغابت الحملات الإرشادية.
وأكد الزغب انه عندما رفعت الدولة يدها عن دعم المحاصيل الزراعية ادي ذلك الي زيادة تكلفة الأعلاف وإهمال الحكومة لهذا القطاع والاتجاه الي الاعتماد علي الاستيراد إرضاء لرجال الإعمال والانحياز للحوم البيضاء على الرغم من أهمية اللحوم الحمراء و الثروة الحيوانية لتوفير البروتينات والجلود والأسمدة العضوية والألبان ودورها المهم في الأمن القومى الغذائى وتشغيل الشباب.
القليوبية تشجيع الحكومة
يقول محمود عمر مزارع ومربي مواشي أن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعا جنونيا للأسعار بسبب ارتفاع مستلزمات الانتاج الزراعي والحيواني.
ويذكر عبد الله شحته مربي مواشي أنه باع جاموسة منذ أربع سنوات بمبلغ 33 ألف جنيه بينما ذهب الي سوق الخميس الأسبوع الماضي بطوخ بجاموسة تماثلها في الحجم وسعرها لم يتجاوز مبلغ 12 ألف جنيه فقط محققا خسارة كبيرة تتعدي 9000 آلاف جنيه كنت ارغب في بيعها لعدم قدرتي علي سداد ثمن غذائها.
أكدت الدكتورة أمل العسيلي وكيل وزارة الطب البيطري بالقليوبية أن أسعار المواشي انخفضت في الأونة الأخيرة بسبب اهتمام وتشجيع الحكومة لشباب الخريجين بتربية المواشي والبتلو وملء فراغات المزارع من خلال تسهيل قروض ميسرة بفوائد بسيطة تصل إلي 5 بالمائة فقط بضمان المشروع ، مشيرة الي زيادة منافذ بيع اللحوم التي وفرتها وزارات الزراعة والتموين والداخلية والقوات المسلحة والتي ساهمت بشكل كبير في انخفاض واستقرار أسعار اللحوم .
من ناحية أخري أكد المهندس ماهر عبد العاطي مدير عام الإنتاج الحيواني بمديرية الزراعة بالقليوبية أن سبب انخفاض أسعار المواشي في الآونة الأخيرة بنسبة تصل الي 20% مقارنة بالعام الماضي يرجع إلي القرار رقم 773 و 368 لسنة 2017 الخاص باستخراج تراخيص التشغيل لمزارع المواشي والذي ظل متوقفا لعدة سنوات سابقة ، وأوضح أن ارتفاع أسعار الأعلاف يرجع إلي استيراد 80% من المواد التي تدخل في صناعة الأعلاف مثل الذرة الصفراء وفول الصويا من الخارج.
الفيوم: المربون يتخلصون من الإناث
استقرت أسعار اللحمة المذبوحة بمحلات الجزارة بالفيوم 80 جنيها للكيلو رغم ارتفاع أسعار الأعلاف حيث بلغ سعر طن أعلاف مواشي حلاب ب5200 جنيه بزيادة 19% وسعر طن سوبر بادئ ب6300 جنيه بزيادة 23% .
يرى محمد الخضري، صاحب مزرعة، أن عملية التخلص من إناث الأبقار والجاموس، تشكل خطورة على بقاء تلك السلالة البلدي من الحيوانات، خاصة أن صغار المربين هم سبب المشكلة، لكثرة أعدادهم وكونهم يمثلون السواد الأعظم ممن يرعون الماشية، بخلاف أصحاب المزارع الذين يعتمدون على إنتاج المربي الصغير، مشيرًا إلى أنه في حالة اختفاء “الابن” الصغيرة سيضطر أصحاب المزارع إلى الاستعانة بالبديل المستورد من البرازيل وهولندا ونيوزيلندا والسودان وبلاد الحبشة. وأكد الخضيري إن أغلب المربين الصغار بمركز طامية بدأوا عملية الخلاص من مواشيهم بسبب ارتفاع أسعار العلف والبرسيم، إضافة إلى فشلهم في بيع الألبان، بسبب قرارات وزارة الصحة التي تمنع شركات الألبان الكبرى من شراء احتياجاتها من صغار المربين بالمنازل، واستبدالها بمواشى المزارع.
يقول ممدوح الحسينى، تاجر ماشية، يحتوى علف المواشى على كثيرٍ من العناصر الغذائية، المهمة والحيوية لنمو الحيوانات، ومنها البروتين ويدخل بنسبة 20 % في صناعته، ووصل سعر الطن منه إلي 4500 جنيه، وارتفع أيضا سعر دقيق الحمص الفاخر بروتين 25%، والخاص بالاستخدام الحيوانى للمواشى و الأغنام و الدواجن والبط، وسعر الطن 5 آلاف جنيه.
ويكمل مصطفى محمد، تاجر، أن مشكلة تدني أسعار المواشي الحية ومنتجاتها من ألبان وجلود مع ارتفاع تكلفة التربية من أعلاف ورعاية بيطرية، دفع الفلاحين للتخلي عنها بعد أن كان لا يخلو بيت مزارع من الماشية التي تعتبر سند الفلاح في معيشته ويعتمد عليها في تدبير أموره.
تضيف نادية عزيز، طبيبة بيطرية: أن كل محتويات جسم الحيوانات يمكن الاستفادة منها فيتم استغلال باقى الأحشاء والأعضاء فى صناعة مساحيق تدخل فى العديد من الصناعات، بجانب إمكانية تصديرها للخارج والتى ستحقق بدورها عائدا كبيرا، يصل إلى مليارات الجنيهات.
وأن مخلفات الذبائح تنقسم إلى العديد من الأنواع، من أهمها الدم، العظام، الجلود، والأجزاء الداخلية، ومادة الجلوتين التى تدخل فى بعض العلاجات، حيث يتم تجميع العظام وتكسيرها وطحنها، واستخدامها كمصدر لتقوية العظام، لاعتبارها مصدرا غنيا بالكالسيوم وأيضا مادة الجلاتين التى تدخل في الاستخدامات الطبية، وبعض مساحيق التجميل، وطلاء الأظافر. مطالبا الدولة بالتوسع في إنشاء مجازر حديثة لتعظيم الاستفادة الكاملة من مخلفات الذبح ويعود جزء من أرباحها لتوفير الأعلاف للمربين بأسعار بسيطة.
المنوفية: روشة علاج
فيما أرجعت د. إلهام محمد غنيم أستاذ رعاية الحيوان ورئيس قسم الإنتاج الحيوانى بكلية الزراعة جامعة المنوفية تراجع الأسعار الي إغراق السوق المحلى باللحوم المستوردة مما أدى لزيادة المعروض و زيادة أسعار الأعلاف (المركزة- المالئة) مما يعنى ارتفاع تكلفة التربية وتراجع القوة الشرائية للمستهلك علاوة على عدم قدرة المربى على التوقف عن التربية طالما بدأ فيها شأنها فى ذلك شأن أى منتج زراعى.
وقدمت د غنيم عددا من الحلول عبارة عن ورشتة علاج للخروج من الأزمة منها التوسع فى زراعة محاصيل الأعلاف ومنع احتكار إستيراد الأعلاف تقنين عملية إستيراد اللحوم أو الحيوانات الحية تفعيل مشروع البتلو وتوفير الأعلاف للمربى وخاصة ونحن بموسم الولادات والذى يبدأ فى الشتاء تفعيل القوانين التى تحرم ذبح العجول الأقل من 300 كجم.
ضرورة تدخل الدولة للحفاظ على أستقرار الأسعار والاسواق وحمايتها من التقلب من خلال قيام الدولة بشراء العجول البلدية من المربين اختياريا بأسعار محددة تسمى” أسعار الضمان” Guarantee Price والتى تضمن للمربى تعويض الفرق بين التكلفة وسعر السوق لحماية المنتج من تقلبات الأسعار وأزمات السوق او التعرض لأى كوارث مثل الاصابة بالامراض كالحمى القلاعية وذلك أسوة بما يتم فى قيام الدولة بشراء محصول القمح من الفلاحين لتشجيعهم على زراعته.
التحسين الوراثى للحيوانات المحلية حتى تواكب السلالات المتخصصة فى إنتاج اللحم تطوير الخدمات البيطرية والتى تقدمها الهيئة العامة للخدمات البيطرية ورفع كفاءة وتحديث البنية التحتية للوحدات البيطرية على مستوى الجمهورية.
إضافة لحث المربين على عمل اتحادات او جمعيات تساعدهم على الحصول على الأعلاف بأرخص ثمن وتسويق المنتجات بأعلى الأسعار، كما توصى بتخصيص ختم مختلف لذبائح الحيوانات المستوردة، وعدم ختمها بنفس ختم الحيوانات المحلية
أما المهندس عبدالواحد ذكى موسى مدير عام إدارة تنمية الثروة الحيوانية بمديرية الزراعة بشبين الكوم فأكد أن انخفاض أسعار الماشية رغم ارتفاع أسعار الأعلاف يعود الي قيام المربى بالتخلص من المواشى بالبيع لارتفاع تكاليف التغذية أما السبب الرئيسى للانخفاض هو تدخل الدولة بعدد من المشروعات التى أحدثت توازنا بين استفادة صغار المربين واحتياجات المستهلك منها المشروع القومى لاحياء البتلو بإعطاء الفلاح قروضا بفائدة 5% وتعد المنوفية من المحافظات الرائدة والذى بدأ منذ عام2017 واشار لمشروع 2020، وهو البتلو المستورد بعمل برتوكول تعاون بين الزراعة والتموين والبنك الزراعى وجهاز الخدمة المدنية حيث يعطى المربى15 ألف جنيه للشراء و5 آلاف جنيه للتغذية و بفائدة 2.5% لمدة 6 شهور على ان تحصل وزارة التموين على 30% من الإنتاج ليباع من خلال منافذها بالأسعار العادية إضافة لمشروع ملء الفراغات لزيادة إعداد الرؤوس عند المربين بإمدادهم بقروض5 % لمدة 5 سنوات ويدفع المربى فقط 15% من ثمن الحيوان إضافة للإقبال المتزايد على الوزارة لشراء عجلات ثنائية الغرض (لحوم. البان) عشار او تحت عشار.
الجيزة: مشروع البتلو
فرحة عارمة بانخفاض أسعار اللحوم إلا أن كبار المربين يحذرون من ارتفاع سعرها بشكل غير مسبوق.
ويكشف حنفي طايع أحد أصحاب المزارع عن سبب تخلص صغار المربين من الماشية بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وعجزهم تماما عن الاستمرار من ثم فقد بادروا بالتخلص من مواشيهم بالبيع لارتفاع كلفة التسمين والتربية بصفة عامة .
يشير سعيد سعد بأن الحكومة قد ضخت أكثر من 3 مليارات جنيه في قطاع الثروة الحيوانية بقروض ميسرة لزيادة الإنتاج كما تم ضخ 700 مليون جنيه لمشروع البتلو وهو ما أدى إلى وفرة اللحوم بأسعار في متناول الجميع.
ويضيف عاطف صلاح أن دخول معظم مؤسسات الدولة للحد من الاستغلال والاحتكار أحدث وفرة في اللحوم أدت لنزول الأسعار .
ويؤكد أحمد طه إلى أن انخفاض أسعار المواشي بشكل غير مسبوق بداية من النصف الثاني من عام 2018 فسعر العجل هبط من 25 ألفا إلى 19 ألف جنيه وهو ما عرض المزارعين والمربين لخسائر كبيرة جدا.
ويذكر شاكر المليجي أنه تم استيراد 66 ألف رأس ماشية و130 ألف طن لحوم واستيراد 39343 رأس جمال فأدى إلى ركود وانخفاض الطلب على المنتج المحلي فعزف كبار وصغار المربين عن التربية .
ويضيف عبده السماحي أن مصر حاليا تستورد نحو 70 % من احتياجات المواطنين من اللحوم الحمراء من الخارج .
ويضيف حسن الساعاتي إلى أن الاستيراد بشراهة أدى إلى عزوف جميع المربين عن تربية المواشي واغلاق المزارع انتظارا للأيام القادمة .
ويطالب إسماعيل أبو شنب بمنح تسهيلات إلى كبار وصغار المربين لإنشاء مزارع مع صرف علف مدعم لهم بدلا من الاتجاه إلى المستورد بزعم أنه الأرخص .
ويتوقع عبدالمجيد السعدي ارتفاع أسعار اللحوم في رمضان القادم ليتخطى سعرها 150 جنيها بسبب شح سوق الماشية واغلاق المزارع .