"سياحة النواب" تصدر روشتة علاجية للقضاء على سماسرة الحج والعمرة    ارتفاع أسعار النفط 1% مع هبوط الدولار وتحول التركيز على بيانات اقتصادية    خبير علاقات دولية: انتشار الصراعات أحد أسباب تزايد معدلات الإنفاق العسكري عالميا    مباشر مباراة أرسنال ضد تشيلسي في دربي لندن - (0-0)    تطورات مثيرة في مستقبل تشافي مع برشلونة    فريق سيدات يد الأهلي يتأهل لنصف نهائي كأس الكؤوس الإفريقية    حسام حسن يستقر على ضم ثنائي جديد من الأهلي    الونش دهس السيارات.. حادث تصادم على طريق جسر السويس و3 مصابين (تفاصيل)    خالد الجندي عن مسجد السيدة زينب بعد تطويره: تحول إلى لوحة فنية (فيديو)    هالة خليل: أتناول مضادات اكتئاب في التصوير.. ولا أملك مهارات المخرج    دياب يكشف عن شخصيته بفيلم السرب»    عمرو نبيل مؤسس شُعبة المصورين يضع روشتة علاج لإنهاء أزمة تصوير جنازات المشاهير والشخصيات العامة    «الرقابة الصحية» توقع بروتوكول تعاون مع جامعة المنوفية لمنح شهادة «جهار _ إيجيكاب»    صحة كفرالشيخ في المركز الخامس على مستوى الجمهورية    بشرى سارة.. تعديل كردون مدينة أسوان وزيادة مساحته ل 3 أضعاف    يبقى أم يرحل؟ جوريتسكا يتحدث عن مستقبله مع بايرن ميونيخ    العميد يؤجل طلب إضافة عناصر لجهاز المنتخب لبعد مباراتي بوركينا فاسو وغينيا    صدمة في ليفربول| غياب نجم الفريق لمدة شهرين    البرلمان الأوروبي يوافق على القواعد الجديدة لأوضاع المالية العامة لدول الاتحاد الأوروبي    خرجت بإرادتها لخلافات عائلية.. إعادة فتاة الصف الثانية بعد 48 ساعة اختفاء.. صور    "تعليم البحيرة": تخصيص 125 مقرًا للمراجعة النهائية لطلاب الإعدادية والثانوية - صور    «قضايا الدولة» تشارك في مؤتمر الذكاء الاصطناعي بالعاصمة الإدارية    المشدد 15 عامًا ل4 مدانين بالشروع في قتل سائق وسرقته بكفر الشيخ    .. وبحث التعاون مع كوريا الجنوبية فى الصناعات البحرية    اتصالات النواب: تشكيل لجان مع المحليات لتحسين كفاءة الخدمات    أوكرانيا: روسيا ستقصف أماكن غير متوقعة.. ونحن نستعد لصد أي هجوم    مصر رئيساً لاتحاد المعلمين العرب للدورة الثالثة على التوالي    بدء حفل فني على مسرح قصر ثقافة العريش بحضور وزيرة الثقافة    عمرو يوسف يكشف عن حقيقة وجود جزء ثاني من «شقو»    بالفيديو.. خالد الجندي يشيد بكلمة وزير الأوقاف عن غزة بمؤتمر رابطة العالم الإسلامي    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    "بقى فخم لدرجة مذهلة".. خالد الجندي يشيد بتطوير مسجد السيدة زينب |فيديو    بشرى لأهالي سيناء.. 36 ألف وحدة سكنية و200 فيلا برفح والشيخ زويد    تعديل رسوم التراخيص والغرامات للعائمات الصغيرة بقناة السويس    دراسة: الوجبات السريعة تسبب تلف الدماغ عند الأطفال    غدا.. تدشين مكتب إقليمي لصندوق النقد الدولي بالرياض    للحوامل.. نصائح ضرورية لتجنب المخاطر الصحية في ظل الموجة الحارة    حذر من تكرار مصيره.. من هو الإسرائيلي رون آراد الذي تحدث عنه أبو عبيدة؟    كشف ملابسات سير النقل الثقيل في حارات الملاكي بطريق السويس الصحراوي    التوقيت الصيفي 2024.. مواقيت الصلاة بعد تغيير الساعة    إبداعات فنية وحرفية في ورش ملتقى أهل مصر بمطروح    مؤشر الأسهم السعودية يغلق منخفضا    أبو عبيدة: الاحتلال الإسرائيلي عالق في غزة    مجرد إعجاب وليس حبا.. رانيا يوسف توضح حقيقة دخولها فى حب جديد    النسب غير كافية.. مفاجأة في شهادة مدير إدارة فرع المنوفية برشوة الري    محافظة الجيزة تزيل سوقا عشوائيا مقام بنهر الطريق بكفر طهرمس    100 قرية استفادت من مشروع الوصلات المنزلية بالدقهلية    رئيس الوزراء يحدد موعد إجازة شم النسيم    هل يحق للزوج التجسس على زوجته لو شك في سلوكها؟.. أمينة الفتوى تجيب    محافظ كفر الشيخ ونائبه يتفقدان مشروعات الرصف فى الشوارع | صور    نستورد 25 مليون علبة.. شعبة الأدوية تكشف تفاصيل أزمة نقص لبن الأطفال    السفير طلال المطيرى: مصر تمتلك منظومة حقوقية ملهمة وذات تجارب رائدة    «النواب» يبدأ الاستماع لبيان وزير المالية حول الموازنة العامة الجديدة    خلال الاستعدادات لعرض عسكري.. مقتل 10 أشخاص جراء اصطدام مروحيتين ماليزيتين| فيديو    قطاع الدراسات العليا بجامعة القناة يعلن مواعيد امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني    الرئيس السيسى يضع إكليلا من الزهور على النصب التذكارى للجندى المجهول    توفيق السيد: غياب تقنية الفيديو أنقذ الأهلي أمام مازيمبي.. وأرفض إيقاف "عاشور"    الإفتاء: التسامح في الإسلام غير مقيد بزمن أو بأشخاص.. والنبي أول من أرسى مبدأ المواطنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حمدى الكنيسى ل «الأهإلى»:الإعلام المصرى بعد ثورة 30 يونيو يشهد حالة تدن غير مسبوقة..والقنوات والإذاعات الخاصة لا تهتم بالمعايير المهنية فى اختيار المذيع والمعد
نشر في الأهالي يوم 14 - 01 - 2020

-لابد من التحرك سريعًا لتوعية الجماهير وتقديم الحقائق كاملة بشفافية ودقة لمواجهة إعلام الفتنة
-بعد معاهدة السلام طلبت صفية المهندس وسامية صادق تغيير اسم «صوت المعركة» إلى “صوت السلام .. ورفضت بشدة وقلت لهما” أنا مش أسطوانة وش معركة ووش سلام”
-ديون ماسبيرو العائق الأول أمام التطوير
-منصب وزير الإعلام.. ضرورى لوضع استراتيجية متكاملة والتنسيق مع الجهات الأخرى
-تدريب الإعلاميين والإنتاج الدرامى وتطوير المحتوى الإعلامى أبرز وسائل إعادة الهيكلة
-“نزار قبانى” تنبأ بوضعنا العربى المزرى منذ أكثر من ربع القرن فى قصيدته “متى يعلنون وفاة العرب”
-“صوت المعركة”.. كان سلاحى فى حرب أكتوبر 1973
-إيقاظ الوعى سبيلنا الوحيد للتصدى لحرب الشائعات والفتن والمؤامرات
حوار: نجوى إبراهيم


أكد الإذاعى الكبير حمدى الكنيسى، رئيس الإذاعة الأسبق ورئيس اللجنة التأسيسية لنقابة الإعلاميين سابقا، أن عودة منصب وزير الإعلام فى هذا التوقيت كان أمرًا ضروريًا، لوضع استراتيجية متكاملة للإعلام الوطنى,لافتا إلى أن الإعلام سواء الرسمى أو الخاص يشهد حالة من التدنى غير المسبوقة, وأوضح أن الهيئة الوطنية للإعلام تعكف حاليا على حل الأزمة المالية والمديونية التى يعانى منها ماسبيرو، التى وصلت إلى نحو 40 مليار جنيه.
وكشف «الكنيسى» فى حواره ل « الأهالى» أنه رفض تكريم وزير الإعلام، جمال العطيفي، في 1976 لدوره كمراسل حربي، وقال إنه ذهب للجبهة كمراسل حربى عقب النكسة, وفى حرب أكتوبر1973أحدث برنامجه «صوت المعركة» صدى كبيرا بين الإسرائيليين. وأضاف أنه ناشد « العطيفى» تحويل التكريم لنقابة إعلاميين لكن «العطيفى» ترك الوزارة قبل أن يفي بوعده. وفيما يلى نص الحوار..
بعد اختيار وزير لشئون الدولة للإعلام.. هل تعتقد أن عودة منصب وزير الإعلام كان أمرًا ضروريا الآن؟
المشهد الإعلامى الحإلى يحتاج إلى هذا المنصب, لوضع استرتيجية متكاملة للإعلام, وإدارة الإعلام الصادر عن الوزرات المختلفة, وإظهار ما تقدمه الحكومة,لأنهم يعملون فى جزر منعزلة, بالإضافة إلى التنسيق والتكامل مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة.
إعلام متدن
كان لك عدة تصريحات بشأن وضع الإعلام فى مصر, وقلت إنه أصبح عبئًا على الدولة وعلى المواطن, ووصفته بأنه إعلام متدن.. فما الأسباب التى أدت إلى تدنى الإعلام المصرى بصفة عامة؟
الإعلام بصفة عامة سواء الرسمى أو الخاص يشهد حالة من التدنى غير المسبوقة, وخاصة بعد ثورة 25 يناير, وهذا شىء طبيعى فى أى مجتمع بعد الثورات، يحدث نوع من الارتباك, وفى مصر قمنا بثورتين وليست ثورة واحدة, وبالتإلى كان طبيعيا أن يحدث هذا التدن, والأمور اتسعت بعد الثورة التكنولوجية وأتاحت الفرصة للقطاع الخاص بافتتاح قنوات فضائية وإذاعات وصحف خاصة، وظهور الانترنت والسوشيال ميديا, ويضاف إلى ذلك عدم اهتمام القنوات والإذاعات الخاصة بالمعايير المهنية التى من خلالها يتم اختيار المذيع والمعد, وهذه المعايير كان ينتهجها الإعلام الوطنى القومى.
وما المعايير المهنية التى يجب أن يتم من خلالها اختيار المذيع؟
اتذكر فى جيلى، عندما تقدمت لمسابقة فى الإذاعة لشغل موقع مذيع دخلت اختبارات الإذاعة وقتها مع 8 آلاف خريج, والاختبارات كانت على ثلاث مراحل بين إجادة اللغة العربية والإنجليزية والإلمام بالمعلومات العامة والتاريخ واختبار مدى ثقافة المتقدم وسرعة البديهة لديه ثم المظهر العام وطريقة تعامله مع الآخرين، وأتذكر أننا أخذنا فترة طويلة حتى انتهينا من تلك الاختبارات القاسية، وبعدها جاءنى خطاب اجتيازى لتلك الامتحانات أنا ومعى ستة آخرون، ولم ينته الأمر عند هذا الحد بل أننا بعد نجاحنا أخذنا فترة إعداد وتدريب قبل مواجهة ميكروفون الإذاعة لمدة عام ونصف العام، بعدها أصبحنا مؤهلين للعمل بشكل قوى.
أما الأجيال الحديثة فهى غير مؤهلة والسبب انتشار المحسوبية والمجاملات والوساطة فى تعيين المذيعين ومقدمى البرامج، وهو ما يظهر جليا على الشاشات، حيث نجد أشخاصا ليس لهم علاقة أصلا بالإعلام, هؤلاء كانوا سببا أساسيا فى تدن الإعلام لأنهم يلهثون وراء الأخبار المثيرة دون الالتزام بالدقة, ونرى برامج فيها المذيع يتشابك مع الضيوف بالألفاظ, بالإضافة إلى الخناقات وعلو الصوت ومقاطعة الضيف, وهذه البرامج تنم عن فكر عقيم لأن الحوار والاختلاف لا يكون بالصوت العإلى ولكن بالفكر والحجة وطرح الأمر بهدوء.
فى رأيك كيف نعود بالإعلام إلى سابق عهده؟
فى المرحلة المقبلة سيكون هناك تدقيق فيمن يستحق أن يستمر بعمله كمذيع, وهذا سيتم فى الإعلام الوطنى أو الرسمى, وهو ما نقوم به حاليا فى الهيئة الوطنية للإعلام, فنحن بحاجة إلى أشخاص لديهم قدر عالية من الثقافة والحضور والذكاء، قادرين على إدارة حوار هادف وبناء, وأن يكون المذيع أو المذيعة ملما بكافة جوانب القضية التى يناقشها, وقادرا على اختيار ضيوف قادرين على اعطاء معلومات صحيحة, وأن يلتزم المذيع بالدقة, وآلا يجرى وراء الإثارة والأكاذيب, وتهييج المشاعر والعواطف, لأن مثل هذا الإعلام يسئ للوطن، كما أن الجمهور توقف عن متابعة الإعلاميين الذين لا يلتزمون بالدقة, والذين يتجهون إلى تسخين الحلقة فى حين أن المحتوى الإعلامى المقدم ردىء.
وهل إعادة تدريب الإعلاميين مهم فى الوقت الحإلى؟
بالطبع لابد من إعادة تأهيل مقدمى البرامج وإيجاد أشخاص على درجة عالية من الثقافة والكفاءة, واتباع قواعد العمل الإعلامى المتمثل فى ميثاق الشرف الذى لا مفر من تطبيقه على الجميع دون محسوبية حتى نخلق ثقافة إعلامية تعود بالإيجاب على الجميع, خاصة أن الإعلام يعتبر أخطر سلاح, ويستخدم فى حروب الجيل الرابع والخامس بديلا عن الجيوش والصواريخ, فأى دولة لديها نوايا استعمارية, أو تهدف إلى ضرب أى دولة أخرى من الدول العربية يصبح هدفها الأول الإعلام, وإثارة البلبة والشائعات.. وغيرها.
هيكلة ماسبيرو
قال الرئيس السيسى بالحرف الواحد “إن ماسبيرو أمن قومى”.. ماذا قدمتم فى الهيئة الوطنية للاعلام لإعادة هيكلة ماسبيرو؟
تشكلت لجان عديدة لإعادة الهيلكة، منها لجنة التطوير التى توليت رئاستها, وهناك لجان أخرى, وقمنا بالفعل بوضع خطة للتطوير تتضمن عدة عناصر تكنولوجية وهندسية وإدارية ورفع كفاءة المحتوى الإعلامى, وبدأنا الخطة بوقف التعيينات الجديدة, ثم الاهتمام بالمحتوى الإعلامى, من خلال متابعة ما يبثه العاملون فى الإذاعة والتليفزيون, وعمل دورات تدريبية للعاملين, وأحيانا يتم إرسال بعثات للخارج, وفيما يخص المواقع القيادية ستتم إعادة النظر فيها، خاصة أن هناك بعض المسئولين ليس لديهم القدرة الكافية للإدارة .
وكيف واجهتم مشكلة الديون المتراكمة على المبنى والمستحقة لبنك الاستثمار؟
مشكلة إغراق المبنى بالديون كانت من أصعب المشكلات التى تواجه عملية التطوير, وهناك حوار مع رئيس بنك الاستثمار ووزيرة التخطيط لإنهاء أزمة الديون, وفى وقت قريب سوف تتلاشى ديون التليفزيون.
وكم تبلغ قيمة هذه الديون وما أسباب تراكمها؟
وصلت الديون إلى نحو 40 مليار جنيه, وهذه الخسائر ليست مسئولية الإعلاميين والمذيعين, بل جاءت نتيجة مشاركة التليفزيون المصرى فى إنشاء النايل سات, ومدينة الإنتاج الإعلامى, وإنشاء هذه الكيانات كان بمثابة عبء كبير على التليفزيون, بالإضافة إلى عدم الاستفادة من الامكانيات البشرية الموجودة بالمبنى, والاستعانة بأناس من خارج المبنى, أما حقيقة الديون فهى لا تزيد على 7 مليارات.
يعانى ماسبيرو من مشكلة التضخم الإدارى.. فهل ضمن خطة التطوير إعادة النظر فى عدد العاملين بماسبيرو والاستغناء عن بعضهم؟
ماسبيرو يمتلك قدرات من الموارد البشرية، وأبناؤه من أنجح الإعلاميين فى الوطن العربى, وخطة التطوير تقوم فى الأساس على عدم إجراء تعينات جديدة, ومن يخرج إلى المعاش يصبح مكانه فارغا وهذا سيقلل من عدد العمالة, ولكن لن يتم الاستغناء عن أحد، بل سيتم رفع مستوى كفاءة العاملين.
وهل وضعتم معايير معينة لاختيار الضيوف؟
فى الإعلام الوطنى لا يتم اختيار الضيف إلا إذا كان متخصصًا فى مجاله, واتمنى أن يكف الإعلام عن اختيار أناس وتوصيفهم بلقب خبير, دون معرفة عما إذا كان خبيرا فعلا أم لا، لأن خطورة استضافة اناس غير متخصصين يتسبب فى ضياع مصداقية الإعلام، خاصة اذا أدلوا بمعلومات غير دقيقة.
وهل يمتلك المبنى قدرات وامكانيات تساعده على منافسة القنوات الخاصة؟
فى ماسبيرو قدرات تقنية هائلة وإمكانيات هندسية لا تتوفر لأى قناة خاصة من استوديوهات وبلاتوهات وسيارات مجهزة للنقل من الخارج وهندسة صوتية وأجهزة تسجيل، وكل هذا لو تم استثماره بشكل جيد سيكون وضع ماسبيرو أفضل، وسوف ينافس بقوة القنوات الخاصة, كما أن ماسبيرو يمتلك تراثًا إذاعيًا وتليفزيونيًا وأرشيفًا لا يوجد فى الوطن العربى كله، وكل ذلك أدوات تمكنه من إدارة موارده واستثمارها بشكل مدروس وجيد، ولكن للأسف فى الماضى لم تستثمر جيدًا.
مساحة الحرية
من ضمن الاتهامات الموجهة للإعلام الرسمى أنه إعلام الصوت الواحد يتكلم بلسان النظام ويرصد إنجازاته.. فما تعليقك؟
هذه الصورة ارتبطت بالإعلام الرسمى منذ أيام عبد الناصر عندما كان هناك نوع من الإزدهار السياسى والثقافى والاجتماعى, فكان من الطبيعى أن يهتم الإعلام بهذه الانجازات ويبرزها, وبعدها بدأ الإعلام يأخذ منحى آخر خاصة فى عهد السادات وحرب أكتوبر, كان الإعلام له دورا بارزا, وعندما بدأت تحدث خلافات وحساسية بين القيادات بدأ إعلام الصوت الواحد, أما حاليا هناك توجه حاليا بأن يكون إعلام الرأى والرأى الآخر.
وكيف تقرأ حرية الإعلام حاليا فى البلاد؟
هناك حرية كبيرة وملموسة فى الإعلام، والدولة لا تتدخل مطلقا، وأتمنى أن يعى القائمون على العمل الإعلامى أن هذا الوقت يحتاج إلى ترشيد العمل، بحيث لا يخالف الضوابط والقواعد المهنية, وأن يعى الجميع أن المكسب الحقيقى هو نقل الرسالة إلى الجمهور بأمانة كاملة دون تضليل.
وهل لديكم خطة لتطوير قناة النيل الإخبارية حتى تستطيع أن تنافس غيرها من القنوات مثل العربية وسكاى نيوز؟
رغم أن قناة النيل للأخبار هى الأقدم تاريخيا من هذه القنوات الأخبارية، وكان المفترض أن تقدم محتوى إعلامى أفضل, لأنها لديها امكانيات بشرية هائلة إلا أن نقص الامكانيات المادية يعتبر عائق أساسى أمامنا، خاصة أن نقل وتغطية الأخبار على مستوى العالم يتطلب شبكة مراسلين وأقمار صناعية ومندوبين أجانب هذا كله مكلف جدا ويتم احتسابه بالثانية وليست بالدقيقة, وهذا ما نحاول معالجته فى الوقت الحإلى.
هل تعتقد أن برامج التوك شو التى انتشرت فى الآوانة الأخيرة سحبت البساط من البرامج الثقافية التى تساهم فى رفع وعى المواطنين؟
برامج التوك الشو اتخذت الأحداث السياسية أساسا لها, ولذلك انتشرت فى وقت كانت الناس مهتمة بالبرامج السياسية, غير أن هذه البرامج بدأت تفقد أهميتها، بدليل أن أغلبها بدأ يتجه إلى المنوعات والموضوعات الفنية, واتمنى مع الوقت أن نرى برامج توك شو تقدم الثقافة بمعناها الحقيقى, مع العلم أن البرامج الثقافية الجادة عندما تقدم بشكل جيد سيكون لها جمهور كبير جدا, بدليل أنى قدمت عدة برامج كانت محل اهتمام المستمعين منها المجلة الثقافية فى صوت العرب, وسهرة قصاقيص كانت منوعات فى قالب ثقافى, ونحن نحتاج إلى مثل هذه البرامج لرفع الوعى.
وهل لدى الهيئة الوطنية للإعلام خطة محددة للنهوض بقطاع الإنتاج بالتليفزيون وعودة إنتاج الدراما للتليفزيون؟
ابتعاد التليفزيون عن إنتاج الدراما كان لأسباب مادية, ولم يكن سهلا على التليفزيون المصرى الوطنى الذى قدم روائع الأعمال الدرامية التى حققت نجاحا كبيرا جدا أن يتوقف عن الإنتاج تماما ويتركه للقطاع الخاص الذى كان سببا فى تدهور الدراما وانحدار مستوها الإخلاقى والمهنى, والتوجه الحإلى أن إنتاج الدراما سيعود بقوة والاتصالات مستمرة حاليا مع كبار الكتاب والمخرجين, وسوف تعود الدراما من جديد للتليفزيون بمجرد الانتهاء من ملف ديون ماسبيرو, وسنرى من جديد المسلسلات الدينية والتاريخية والأعمال الجيدة.
الإذاعة
بعد انتشار الإذاعات الخاصة التى اعتمدت على الأغانى الشعبية وأغانى المهرجانات.. هل تعتقد أنها سحبت البساط من الإذاعات الرسمية؟ وكيف يمكن استعادة دور الإذاعة المصرية؟
الإذاعة لم تصب بحالة التدنى التى أصابت التليفزيون, صحيح أن المنافسة وظهور إذاعات خاصة للأسف كل همها الإثارة, أثر قليلا عليها ولكن مازال هناك إذاعات رسمية لها وجود حقيقيى ولها جمهورها كإذاعة الشباب والرياضة والشرق الأوسط وصوت العرب, البرنامج العام, ومن السهل استكمال تطويرها, وستدخل فى دائرة التطوير, واتمنى أن نستعيد دور الإذاعة التى كان لها دورا كبيرا فى التأثير على المواطنين ليس فى مصر فحسب, ولكن فى العالم العربى بأكمله فمثلا “صوت العرب” كان الصوت المؤثر لكل العرب وكانت سلاح الرئيس “عبد الناصر ” وقت النكسة وحرب الاستنزاف.
نقابة الإعلاميين
إذا انتقلنا إلى نقابة الإعلاميين.. عندما تقدمت بالاستقالة من رئاسة اللجنة التأسيسية للنقابة التى طالما ناضلت من أجلها ترددت الأقاويل بأنك تقدمت بالاستقالة حتى يكون لك الحق فى الترشح فى الانتخابات القادمة لمجلس النقابة.. فما تعليقك؟
هذا الكلام ليس له أساس من الصحة, السبب وراء استقالتى هو اعتراضى على وجود 6 مواد في قانون النقابة، سوف تضعفها وتعوق رسالتها, التى تمنيتها وناضلت طوال عمرى لتأسيسها, واستقالتى كانت بمثابة دق جرس بأن هذه ليست النقابة التى نأمل بها, واتمنى حاليا بحكم القانون أن تتم الدعوة فورا إلى جمعية عمومية وانتخاب مجلس إدارة قوى, ومن خلال الجمعية العمومية ممكن تصحيح هذه المواد , وتأخذ النقابة الوضع الذى نريده.
إعلام الفتنة
كيف يمكنا مواجهة إعلام الإخوان والأفكار المغلوطة التى تبثها قنواتهم الفضائية؟
لابد أن ننتبه إلى أن أعداء مصر فى الداخل والخارج لم يغفروا لها أنه الدولة العربية الوحيدة التى نجت من مخطط الشرق الأوسط الكبير الذى كان من أهم أهدافه تمزيق وتفتيت الدول العربية, ونجحت مصر فى عمل ثورتين, واستطاعت أن تنجح فى محاربة الإرهاب, واستكمال عملية البناء والتنمية, واستعادة مكانتها على مستوى افريقيا والعالم, كل هذا زاد من حقد وغضب أعداء مصر فى الداخل والخارج, وأعداء مصر فى الداخل هم بقايا الإخوان, والتنظيم الدولى للإخوان يعمل بشراسة بالتنسيق مع دول لها مصالح معينة, مثل قطر التى تلعب دورا يهدف إلى ضرب الاستقلال العربى كله, وإسرائيل سعيدة بهذا الدور, وتركيا بأطمعها, واردوغان لديه جنون العظمة وحلم السلطان العثمانى, كل هؤلاء يقومون بالتنسيق مع الإخوان, وإعلام الفتنة الذى يخرج من استطنبول، والدوحة هدفه إثارة الشائعات والأفكار المغلوطة, وهذا يُلقى عبئًا أكبر على الإعلام الوطنى, ولابد من التحرك سريعا لتوعية الجماهير, وتقديم الحقائق كاملة وبشفافية ودقة.
الإعلام والحرب
وهل الإعلام كان له دور فى حرب أكتوبر؟
بالطبع فالإعلام كان له دور مهم ليس فى حرب أكتوبر فحسب, ولكنه لعب دورًا أيضا بعد النكسة وأثناء حرب الاستنزاف, حيث قام بحشد وعى الجماهير وجعل الناس تتقبل الهزيمة والمشاكل اليومية والأوضاع المعيشية السيئة، حيث إن أغلب ميزانية الدولة كانت تذهب فى شراء الأسلحة والمعدات, وساهم الإعلام أيضا فى خطة الخداع الاسترايجى أثناء حرب أكتوبر, وقام بتسريب الأخبار بأن مصر غير قادرة عن خوض الحرب, واعتقد أننا حاليا نواجه حربا ومؤامرات, ومن الضرورى توعية الجماهير إزاء الشائعات التى يبثها الإخوان.
قدمت برنامج “صوت المعركة” وقت حرب أكتوبر المجيدة.. وكان صوتك مدافع تدق حصون العدو.. فهل تتذكر كواليس هذا البرنامج؟
بدأت عملى كمراسل حربى بعد النكسة فى 67 واتذكر أيام تنحى عبد الناصر خرج الشعب بأكمله لتأييد الرئيس “عبد الناصر”, وأنا كأحد أبناء الشعب رأيت أن دورى أن أكون على الجبهة وأثناء حرب الاستنزاف, وفى حرب أكتوبر بدأت برنامجى “صوت المعركة”، ونقلت كيف كانت تستغيث رئيسة وزراء إسرائيل “جولدا مائير”بأمريكا,”وكانت تقول صراحة “احنا بنموت” وتطالب بدعم وجسر جوى, وبينا كيف حدث انهيار كامل لإسرائيل ولولا الجسر الجوى لكانت الهزيمة الساحقة لإسرائيل, البرنامج نجح لدرجة أن لجنة ”جرانيت”التى شكلتها الحكومة الإسرائيلية لبحث أسباب الهزيمة والتى كان من لجانها الفرعية بحث أسباب انتشار البرنامج المصري المعادى ” صوت المعركة ” بين الإسرائيليين الذين يجيدون اللغة العربية, وبين الفلسطنيين, وهذا الكلام عندما وصل إلى مسامع الرئيس السادات,اتصل بوزير الإعلام وقتها د”جمال العطيفى”وقال له “بتكرموا حمدى الكنيسى ولا زيه زى اى مذيع, ده قالب دماغ اسرائيل”وقتها أرسل لى “جمال العطيفى”، وقال أنا متابعك وهعملك ترقية استثنائية, ولكنى رفضت لأنه لم يخطر ببإلى أيام الحرب أنها صفقة ستعود على بالترقية, وطلبت منه أن يكون تكريمى بإنشاء نقابة للإعلاميين, ومن وقتها بدأت النضال لتأسيس نقابة للإعلاميين, ورغم أنه وافق وتحمس جدا إلا أنه خرج بعدها فى تغيير وزارى.
وهل توقف البرنامج بعد توقيع معاهدة السلام؟
بعد معاهدة السلام طلبت منى “صفية المهندس “رئيسة الإذاعة وقتها و”سامية صادق “رئيس البرنامج العام الذى تتم إذاعة البرنامج عليه, أن اغير اسم البرنامج إلى “صوت السلام , ولكنى رفضت بشدة وقلت لهما “أنا مش أسطوانة وش معركة ووش سلام”.
المشهد العربى
ما تقييمك للمشهد العربى الحالى؟
المشهد السياسى العربى محزن, فى حين أن اتحاد العرب كان من الممكن أن يجعلهم يحكمون العالم, نحن فى أسوأ حالتنا كأمة عربية, ولم نعد أصحاب قرار حتى فى أمور حياتنا، وأذكر هنا قصيدة “نزار قبانى” متى يعلنون وفاة العرب؟، التى يقول فيها جلودنا ميتة الإحساس.. أرواحنا تشكو من الإفلاس.. هل نحن (فعلا) خير أمة أخرجت للناس، فالوضع العربى المزرى تنبأ به نزار قبانى فى قصيدته التى كتبها منذأكثر من ربع قرن, تنبأ بما يحدث فى العراق وليبيا والصومال واليمن وسوريا, وتنبأ أيضا بغياب العرب, وكل ما يفعلة العرب هو بيانات إدانة, فغياب الموقف العربى الموحد القوى يعطى فرصة لأصحاب المصالح اتخاذ مواقف على حساب الدولة, بدليل ما يحدث فى ليبيا الآن, وفى سوريا يعمل الجميع لصالح أمريكا ضد شعبهم, والمأساة أن أناس ينتمون إلينا أصبحوا عملاء للإعداء, ففى ليبيا وقع “فايز السراج “على اتفاقية ترسيم الحدود التى تقضى على استقلال ليبيا , وتنص على استقدام الاحتلال الاجنبى إلى البلاد, فالوضع العربى سيئ للغاية, والأمل الوحيد هو إفاقة العرب من هذه الغيبوبة وتوحيد كلماتهم، خاصة أن الأمة العربية لديها من الامكانيات البشرية والاقتصادية ما يسمح لها بفرض إرادتها، وألا تظل تحت أقدام أمريكا وتركيا وغيرهما.
ومع بداية العام الجديد.. ما أمنياتك؟
اتمنى أن تستعيد الأمة العربية توازنها ويكون لها حجمها الحقيقى ودورها الحقيقى بعد حالة الارتباك والضعف الذى تعيشه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.