المساعدات الأمريكية الإنسانية للشعب كانت أسلحة لإشعال الحرب الأهلية واشنطن سعت لإفشال المفاوضات بين المعارضة والحكومة كتب أحمد مجدي
قال السفير الفنزويلي بالقاهرة، ويلمر اومار، إن تاريخ استعمار أمريكا الجنوبية بدأ مع الأسبان وقتلوا 80 مليونا من السكان الأصليين، ثم استعمروا باقى الدول اقتصاديًا وثقافيًا، مشيرا إلى أن سيمون بوليفار حشد الشعوب لمحاربة الاستعمار، وكانت فنزويلا مركز النضال للقارة كلها. جاء ذلك خلال لقاء اتحاد الشباب التقدمى مع سفير فنزويلا، بمقر حزب التجمع، بحضور فريدة النقاش، نائب رئيس حزب التجمع، وعدد من ممثلي الشباب من الأحزاب المصرية، ووفد من الاتحاد العام للطلبة السوريين مصر الأربعاء الماضي. وأضاف “أومار”، بعد حروب دامت 20 عاما مع الأسبان حققنا الاستقلال السياسي، ولكننا لم نستطع تحقيق الاستقلال الاقتصادي، وحتى الآن المصالح هي التي تحرك المستعمر الجديد في أمريكا الشمالية في نظرته الى الجنوب، فهم ينهبون ثرواتنا من مئات السنين، ويحققون المكاسب من خلال تحكمهم في موارد القارة الجنوبية، وهو الأمر الذي يتكرر مع شعوب الجنوب أيضًا في أفريقيا الغنية بالموارد والثروات الطبيعية والتي ينهبها الشمال أيضًا ممثلا فى أوروبا والولاياتالمتحدة. وأكد السفير الفنزويلي، أن فنزويلا بدأت حركة استقلالها بقرن كامل من الحروب الداخلية، بسبب الاستعمار، وهو ما ادى الى تفرقة الشعب وضياع ثرواته، كما بدأنا القرن العشرين بحكم ديكتاتوري دام 27 سنة، وفي أول محاولة للمطالبة بالتوزيع العادل للثروات وإحقاق الديمقراطية الشعبية قام النظام الديكتاتوري بقتل كل من طالب بذلك، ثم اتى حكم ديكتاتور آخر مدعوم من أمريكا، وتجددت المطالبات بالديمقراطية والعدالة، وقام أعوان أمريكا في الداخل بجرائم حرب، وكانت التحركات الاجتماعية فيما بعد بقيادة هوجو تشافيز، الذي أسس حركة شعبية أدت الى انتفاضة شعبية فشلت عسكريا، ولكنها نجحت سياسيًا، فبعد أن سجن تشافيز وخرج من سجنه أكمل نضاله لتحقيق النصر، وقال إن السيطرة في فنزويلا ستكون للشعب الفنزويلي نفسه ولن تكون بقوة السلاح ولكن عن طريق الوعي الكامل للشعب، فالشعب الفنزويلي حتى لم يكن يعلم أن فنزويلا تتمتع بأكبر احتياطي بترول عالميًا، وثاني أكبر احتياطي للحديد، وثاني أكبر احتياطي للذهب، وثاني أكبر احتياطي للمياة الصالحة للشرب، وفنزويلا من ضمن أكثر 16 دولة عالميا غنية بالموارد الطبيعية. وعندما وصل تشافير الى الحكم عرف أنه لا بديل عن تنمية الوعي للناس، وفعلا تم القضاء على الأمية في فنزويلا على يده، وأعلنت اليونسكو في عام 2004 دولة خالية من الأمية. لكن الآن هناك سيطرة استعمارية من نوع آخر عن طريق الانترنت ومعلوماته المضللة، وهي حرب الأفكار والعقليات، ولذلك وفر تشافيز التعليم الكامل للجميع مجانًا، وأوضح أن هناك حصار اقتصادي على فنزويلا، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة جمدت حسابات ب 30 مليار دولار لفنزويلا، وهاجمت العملة المحلية الفنزويلية، حيث كان الدولار ب 8 بوليفار منذ عامين، والآن الدولار يساوي 19 ألف بوليفار. وأضاف السفير الفنزويلي، أن كل المحاولات التي كانت للتفاوض بين المعارضة والحكومة للوصول إلى حلول سعت الولاياتالمتحدة لإفشالها، مثل مباحثات النرويج، لأن امريكا تعتبر فنزويلا مثالا سيئًا في المنطقة، فنحن بدأنا بالتعليم المجاني، ووفرنا 30 ألف طبيب في كل مقاطعة في فنزويلا، بمساعدة دولة كوبا عن طريق ارسال البعثات الطبية، ثم تمكنا من تحقيق برنامج الإسكان الشعبي ووفرنا 30 مليون مسكن للطبقات الفقيرة، وفي عهد تشافيز، استطاع كل مواطن فنزويلي أن يحصل على 3 وجبات يومية، وبدأت السياحة تزدهر، وقررنا توزيع عوائد البترول على الشعب بالكامل، في محاولة لإلغاء الفجوة بين الطبقات، فأصبحنا مثالا سيئًا لأمريكا. وأضاف “أومار”، أن الرئيس نيكولاس مادورو فاز برئاسة فنزويلا في 2013، خلفًا لتشافيز، وبنفس الانتخابات ونفس الجمعية الوطنية للانتخابات، ونفس الإشراف القضائي، ولكن الجمعية الوطنية نفسها انتخبت بنفس الالية واحتفلت بذلك، ثم جاءت انتخابات الرئاسة بنفس الآلية فشككوا فيها دون أي أدلة رغم انها نفس الإجراءات، مضيفًا أن الحصار الاقتصادي الحقيقي حدث من 2014 عندما اعلن الكونجرس الأمريكي عن منع كل التحويلات والمعاملات التجارية مع البنك المركزي الفنزويلي والشركة الوطنية للنفط، وفي 2015 وقع أوباما أمرا تنفيذيا ينص على ان فنزويلا تشكل تهديدًا خطيرًا على الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكل ذلك لأننا تحكمنا بشكل حر ومستقل في بترولنا، فقبل وصول تشافيز للرئاسة كانت نسبة 90% من البترول يصدر لأمريكا، ولم يكن لدينا القدرة على تصدير لبلاد القارة أو منطقة الكاريبي، وعندما جاء تشافيز للحكم صدرنا بترولنا لدول اخرى مثل البرازيل والأرجنتين وكولومبيا وجزر الكاريبي وغيرها، كما أنشأنا شركات وطنية وأنشأنا بنك الجنوب الفنزويلي، وأنشأنا عملة افتراضية للتبادل والتعامل للبلاد في أمريكا الجنوبية، وأنشأنا تليفزيونا وطنيا خاصا للقضاء على السيطرة الامبريالية على الإعلام، وغيرها من الأمور التي نعاقب عليها الى الان. وذكر السفير الفنزويلي، أنه بعد أن حلف الرئيس نيكولاس مادورو اليمين في 10 يناير الماضي، 13 يوما فقط ظهر مرشح حاصل على 700 ألف صوت فقط في الانتخابات بميدان عام وأعلن نفسه رئيسًا لفنزويلا، وبعد ساعات قليلة أعلنت أمريكا دعمها لهذا الرجل كرئيس لفنزويلا، ثم تبعها دول اخرى مثل تشيلي وكولومبيا والبرازيل والإكوادور وبيرو ثم كندا ثم الاتحاد الأوروبي، ثم قالت امريكا ان تريد ان تدخل مساعدة انسانية الى الشعب الفنزويلي، عن طريق الحدود البرية ، لكن عرفنا أنها لم تكن مساعدات انسانية لكن أسلحة، ثم حدث مهاجمة شبكة الكهرباء وانقطعت الكهرباء لمدة 8 أيام، وكل المحاولات تلك في محاولة اثارة الشعب الفنزويلي فشلت، فلجئوا الى محاولة انقلاب عسكري في 30 ابريل الماضي وفشلت أيضا، وجلشت المعارضة مع الحكومة في طاولة حوار لمدة 6 جلسات وتدخلت الولاياتالمتحدة مرة اخرى لتوقيف هذه المفاوضات، وفي إحدى جلسات التي حدثت بأوسلو في 5 اغسطس، فرضت الحكومة الامريكية حصار كامل على فنزويلا، واختارت الحكومة استكمال المفاوضات مع المعارضة، وظل جزءا من المعارضة المعتدلة في المفاوضات بينما المعارضة المدعومة امريكية انسحبت، وتوصلنا الى عدة نقاط في الاتفاقات مثل عودة ممثلي الحكومة الى البرلمان، وتشكيل لجنة وطنية انتخابية جديدة لضمان الشفافية للانتخابات، وكل ذلك للبحث عن السلام، وعدم وقوع حرب في البلد تربح منها الإمبريالية.