استضاف اتحاد الشباب التقدمي – الجناح الشبابي لحزب التجمع – سفير جمهورية فنزويلا في مصر، للنقاش حول اخر تطورات الحصار الأمريكي المفروض على فنزويلا، والاوضاع ببلاده، وذلك بحضور الكاتبة الصحفية فريدة النقاش نائب رئيس حزب التجمع وعدد من ممثلي الشباب من الأحزاب المصرية: حزب الحركة الوطنية، والشعب الجمهوري، والعربي الناصري، والغد، والجيل، كما حضر وفد من الاتحاد العام للطلبة السوريين بجمهورية مصر العربية وذلك مساء الأربعاء الماضي بمقر حزب التجمع المركزي بوسط القاهرة. قال السفير الفنزويلي بالقاهرة، ويلمر اومار:” انه لأجل أن نفهم ما يحدث في فنزويلا، يجب علينا أن نعود لتاريخ استعمار قارة أمريكا الجنوبية الذي بدأ مع الاسبان وهم من قتلوا 80 مليون من السكان الأصليين، ثم استعمروا الباقيين اقتصاديًا وثقافيًا، وأذكر في طفولتي أن دراستنا للتاريخ في المدرسة كانت تبدأ مع شخصية القائد سيمون بوليفار، ولم يكن هناك حديث عن التاريخ السابق وجرائم الاستعمار، الذي قتل الملايين من السكان بالرصاص بينما هم لا يملكون للدفاع عن أنفسهم سوى الرماح، مضيفًا إن ذلك التاريخ تغير مع وجود القائد سيمون بوليفار الذي حشد الشعوب لمحاربة الاستعمار وكانت فنزويلا هي مركز النضال للقارة كلها. وأضاف “أومار” انه بعد حروب دامت ل 20 عام مع الاسبان حققنا الاستقلال السياسي، ولكننا لم نستطع تحقيق الاستقلال الاقتصادي، وحتى الآن المصالح هي التي تحرك المستعمر الجديد في أمريكا الشمالية في نظرته الى الجنوب، فهم ينهبون ثرواتنا من مئات السنين، ويحققون المكاسب من خلال تحكمهم في موارد القارة الجنوبية، واذا اتيح لنا مثلا أن ننظر من الفضاء على القارتين الشمالية والجنوبية سنجد أن القارة الشمالية مضاءة بالكهرباء بشكل ساطع، أما القارة الجنوبية فهي أقل من ذلك بكثير نتيجة الفقر، وهو الأمر الذي يتكرر مع شعوب الجنوب ايضًا في قارة أفريقيا الغنية بالموارد والثروات الطبيعية والتي ينهبها الشمال ايضًا من أوروبا والولاياتالمتحدة. واكد السفير الفنزويلي أن فنزويلا بدأت حركة استقلالها بقرن كامل من الحروب الداخلية، بسبب الاستعمار، وهو ما ادى الى تفرقة الشعب وضياع ثرواته، كما بدأنا القرن العشرين بحكم ديكتاتوري أستمر 27 سنة، وفي أول محاولة للمطالبة بالتوزيع العادل للثروات وإحقاق الديمقراطية الشعبية قام النظام الديكتاتوري بقتل كل من طالب بذلك، ثم اتى حكم ديكتاتور آخر مدعوم من امريكا، وتجددت المطالبات بالديمقراطية والعدالة، فحدث من اعوان امريكا في الداخل جرائم حرب، حيث حدث وفتها مظاهرات اجتماعية فقام أعوان الولاياتالمتحدة بقتل 4000 مواطن ولم نسمع العالم يتحدث عن هذه المجزرة، وكانت التحركات الاجتماعية فيما بعد بقيادة هوجو تشافيز الذي أسس حركة شعبية أدت الى انتفاضة شعبية فشلت عسكريا، ولكنها نجحت سياسيًا، فبعد أن سجن تشافيز وخرج من سجنه أكمل نضاله لتحقيق النصر، وقال إن السيطرة في فنزويلا ستكون للشعب الفنزويلي نفسه ولن تكون بقوة السلاح ولكن عن طريق الوعي الكامل للشعب، وبدأ يخطب في المواطنين لتوضيح حقائق كافة الأمور التي تحدث في بلدهم، فالشعب الفنزويلي حتى لم يكن يعلم أن فنزويلا تتمتع بأكبر احتياطي بترول عالميًا، وثاني أكبر احتياطي للحديد، وثاني أكبر احتياطي للذهب، وثاني أكبر احتياطي للمياة الصالحة للشرب، وفنزويلا من ضمن أكثر 16 دولة عالميا غنية بالموارد الطبيعية. وأكد “أومار” ان غياب الحقائق لدى الشعب الفنزويلي عن حجم ثروات بلده لم يكن بمحض الصدفة، بل اخفى علينا الاستعمار ذلك، بهدف السيطرة على عقول الناس، واستمروا في نهب البترول الفنزويلي لمدة 100 عام، وعندما وصل تشافير الى الحكم استوعب انه لا بديل عن تنمية الوعي للناس، وفعلا تم القضاء على الأمية في فنزويلا على يده، وأعلنت اليونسكو في عام 2004 دولة خالية من الأمية، والآن هناك سيطرة استعمارية من نوع آخر عن طريق الانترنت ومعلوماته المضللة، وهي حرب الأفكار والعقليات، ولذلك وفر تشافيز التعليم الكامل للجميع مجانًا، واوضح ان هناك حصار اقتصادي شديد على فنزويلافالولاياتالمتحدة جمدت حسابات ب 30 مليار دولار لفنزويلا، وهاجموا العملة المحلية الفنزويلية، حيث كان الدولار ب 8 بوليفار منذ عامين، والآن الدولار يساوي 19 ألف بوليفار، وهو ما تسبب في تضخم غير مسبوق، واستراتيجيتهم كانت في البداية هي إخفاء السلع من الأسواق، ثم بعد ان حدث هذا التضخم هناك سلع متاحة لكنها للأغنياء فقط، وتلك الامور جعلت الشعب الفنزويلي كله يعادي ذلك الاستعمار، والحصار الاقتصادي. وقال السفير الفنزويلي، أن كافة المحاولات التي كانت للتفاوض بين المعارضة والحكومة للوصول الى حلول سعت الولاياتالمتحدة إفشالها، مثل مباحثات النرويج، وذلك لأن امريكا تعتبر فنزويلا مثال سيئ في المنطقة، فنحن بدأنا بالتعليم المجاني، ووفرنا 30 ألف طبيب في كل مقاطعة في فنزويلا، بمساعدة دولة كوبا عن طريق ارسال البعثات الطبية، ثم تمكنا من تحقيق برنامج الإسكان الشعبي ووفرنا 30 مليون مسكن للطبقات الفقيرة، وفي عهد تشافيز استطاع كل مواطن فنزويلي أن يحصل على 3 وجبات يومية، وبدأت السياحة تزدهر، وقررنا توزيع عوائد البترول على الشعب بالكامل، في محاولة لإلغاء الفجوة بين الطبقات، فأصبحنا مثال سيئ لأمريكا. وأضاف “أومار” أن الرئيس نيكولاس مادورو فاز برئاسة فنزويلا في 2013، خلفًا لتشافيز، وبنفس الانتخابات ونفس الجمعية الوطنية للانتخابات، ونفس الإشراف القضائي، ولكن الجمعية الوطنية نفسها انتخبت بنفس الالية واحتفلت بذلك، ثم جاءت انتخابات الرئاسة بنفس الآلية فشككوا فيها دون أي أدلة رغم انها نفس الإجراءات، مضيفًا أن الحصار الاقتصادي الحقيقي حدث من 2014 عندما اعلن الكونجرس الأمريكي بمنع كل التحويلات والمعاملات التجارية مع البنك المركزي الفنزويلي والشركة الوطنية للنفط، وفي 2015 وقع أوباما أمر تنفيذي ينص على ان فنزويلا تشكل تهديدًا خطيرًا على الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولا نعرف كيف تكون فنزويلا تهديد للقوى العسكرية الاولى في العالم، وكل ذلك لأننا تحكمنا بشكل حر ومستقل في بترولنا، فقبل وصول تشافيز للرئاسة كان نسبة 90% من البترول يصدر لأمريكا، ولم يكن لدينا القدرة على تصدير لبلاد القارة او منطقة الكاريبي، وعندما جاء تشافيز للحكم صدرنا بترولنا لدول اخرى مثل البرازيل والأرجنتين وكولومبيا وجزر الكاريبي وغيرها، كما أنشأنا شركات وطنية وأنشأنا بنك الجنوب الفنزويلي، وأنشأنا عملة افتراضية للتبادل والتعامل للبلاد في أمريكا الجنوبية، وأنشأنا تلفزيون وطني خاص للقضاء على السيطرة الامبريالية على الإعلام، وغيرها من الأمور التي نعاقب عليها الى الان. وذكر السفير الفنزويلي انه بعد ان حلف الرئيس نيكولاس مادورو اليمين في 10 يناير الماضي، 13 يوم فقط ظهر مرشح حاصل على 700 ألف صوت فقط في الانتخابات بميدان عام وأعلن نفسه رئيسًا لفنزويلا، وبعد ساعات قليلة أعلنت امريكا دعمها لهذا الرجل كرئيس لفنزويلا، ثم تبعها دول اخرى مثل تشيلي وكولومبيا والبرازيل والإكوادور وبيرو ثم كندا ثم الاتحاد الأوروبي، ثم قالت امريكا ان تريد ان تدخل مساعدة انسانية الى الشعب الفنزويلي، عن طريق الحدود البرية وعلى الرغم من ان المساعدات الانسانية يجب ان تكون مشرفة عليها الأممالمتحدة والصليب الأحمر، وبموافقة الدولة المرسل إليها، إلا أن ذلك لم يحدث ونحن عرفنا انها لم تكن مساعدات انسانية لكن اسلحة، ثم حدث مهاجمة الى شبكة الكهرباء وانقطعت الكهرباء لمدة 8 أيام، وكل المحاولات تلك في محاولة اثارة الشعب الفنزويلي فشلت، فلجأوا الى محاولة انقلاب عسكري في 30 ابريل الماضي وفشلت المحاولة وهو ما ادى الى ان المعارضة تجلس مع الحكومة في طاولة حوار لمدة 6 جلسات وتدخلت الولاياتالمتحدة مرة اخرى لتوقيف هذه المفاوضات، وفي إحدى جلسات التي حدثت بأوسلو في 5 اغسطس، فرضت الحكومة الامريكية حصار كامل على فنزويلا، واختارت الحكومة استكمال المفاوضات مع المعارضة، وظل جزء من المعارضة المعتدلة في المفاوضات بينما المعارضة المدعومة امريكية انسحبت، وتوصلنا الى عدة نقاط في الاتفاقات مثل عودة ممثلي الحكومة الى البرلمان، وتشكيل لجنة وطنية انتخابية جديدة لضمان الشفافية للانتخابات، وكل ذلك للبحث عن السلام، وعدم وقوع حرب في البلد تربح منها الامبريالية.”