كتب حسن عبد البر: مع حلول الخامس والعشرون من يناير الحالي يحتفل المصريين بذكرى ثورة يناير الثامنة وعيد الشرطة ال67، ففى 25 يناير تصدى 850 من قوات الشرطة المصرية لأكثر من 7 آلاف عسكري بريطاني فى معركة الإسماعيلية التي راح ضحيتها 50 شهيدًا، ومع مرور 67عاما لاتزال قوات الشرطة تنزف الشهداء مع اختلاف المعتدي، حيث فقدت 1050 شهيدا وأكثر من 19 ألف مصاب فى صفوف رجال الشرطة منذ ثورة 25 يناير 2011 حتى 2018. وشهد عام 2018 ومطلع 2019 انخفاضا فى معدل الحوادث الإرهابية؛ حيث تمكنت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية من القبض على نحو 300 إرهابى يعتنقون الفكر التفكيرى ومقتل حوالى 210 تكفيريين وإرهابيين، وإحباط نحو 77 تفجيرًا استهدف كنائس ومنشآت حيوية وإحباط عمليات كانت تستهدف أكمنة وتمركزات أمنية بشمال سيناء. ومن جانبه قال إبراهيم الدسوقي أستاذ العلوم السياسية، إن معركة الإسماعيلية، كانت إحدى صفحات كتاب النضال الوطنى الذى كتبه المصريون إثر إلغاء معاهدة 1936، التى كانت فرض فيها المحتل ولي على مصر، وأصبحت الدولة المصرية تحت رحمة المصالح البريطانية، ومع الثورة التي قادتها االحركة الوطنية لتطالب بإلغاء المعاهدة وتحقيق الاستقلال،ما كان من حكومة الوفد إلا أن استجابت لهذا المطلب الشعبي، وفى الثامن من أكتوبر 1951 أعلن رئيس الوزراء مصطفى النحاس إلغاء المعاهدة أمام مجلس النواب. وتابع الدسوقي، أنه بعد أيام قليلة، اتجه شباب مصر إلى منطقة القناة لضرب المعسكرات البريطانية فى مدن القناة، ودارت معارك ساخنة بين الفدائيين وجيوش الاحتلال، وحدثت ملحمة مصرية شارك فيها عمال المصانع والتجار الذين امتنعوا عن تزويد المحتل بالمواد الغذائية، مما جعل المحتل يهدد باحتلال القاهرة إذا لم يتوقف زحف المصريين إلى مدن القناة، ولكن التهديدات لم تكن لها فاعلية مع شباب مصر، واستطاعوا بما لديهم من أسلحة متواضعة أن يكبدوا الإنجليز خسائر فادحة. وأكمل أستاذ العلوم السساسية شهدت المعركة تحالف قوات الشرطة مع أهالى القناة، فأراد المحتل البريطاني إخلاء مدن القناة من قوات الشرطة حتى يتمكنوا من القضاء على المدنيين وتجريدهم من أى غطاء أمني إلا أن قوات الشرطة رفضت تسليم المحافظة رغم أن أسلحتهم وتدريبهم لا يسمح لهم بمواجهة جيوش مسلحة بالمدافع، وفى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952، قام القائد البريطانى بمنطقة القناة «البريجادير أكسهام» واستدعى ضابط الاتصال المصرى وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرةوما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام