كتب حسن عبد البر: حالة من الغضب شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول صور لرأس تمثال أثري تثبيتها بالمسامير بأحد المتاحف بمحافظة سوهاج، ورأى المعترضون أن التعامل مع الآثار المصرية بهذه الصورة فضيحة وجريمة تُسأل عنها وزارة الآثار، وفى المقابل خرجت وزارة الآثار برأي صادم للجميع حيث قالت إن هذه الطريقة تستخدمها جميع متاحف العالم والمتاحف المصرية لتثبيت القطع الأثرية ثقيلة الوزن وضخمة الحجم، وإن ما تم استخدامه فى تثبيت رأس التمثال فى متحف سوهاج القومي عبارة عن دعامات معدنية اُستخدمت بصفة مؤقتة لحين تثبيت هذه القطع على قواعد العرض المتحفى الخشبية والمعدنية المعدة خصيصا لها. وكشفت الوزارة فى بيانها أنه تمت إزالة هذه الدعامات بعد ضمان التأكد من عملية التثبيت على القواعد، وأن القطع الأثرية بالمتحف يصل وزن الواحدة منها إلى أكثر من ربع طن، مما كان يستوجب استخدام هذه الدعامات المعدنية من أعلى لضمان استقرار القطع على قواعد العرض الدائمة لها من أسفل. وقال أحمد عامر الباحث الأثري، إن هذه الطريقة فى التثبيت غير معهودة على المتاحف المصرية، والتي لاحظنا التطور والاهتمام الشديد بالمعروضات فيها، وخصيصًا المتاحف الحديثة، كما أن رأس التمثال غالبًا تكون من الثقل بحيث لا تحتاج إلى مثل هذه الطرق فى التثبيت، حيث يتم يتم صنع قاعدة لها، ويكون ثباتها تلقائيًا كما يوجد فى كل المتاحف المصرية، وأن الطريقة التي اتبعها المسئولون عن المتحف هي الأسوأ لثبيت هذه الرأس، ولا يجب عمل ذلك الأمر فى الأساس بالأثر، فلا توجد طريقة عرض بهذا الشكل ولا يصح استخدام "شانيور أو مسامير" وثقب القطعة الأثرية ذاتها. وأكد «عامر» أن الحل الأفضل هو وضع التماثيل فى فتارين عرض على غرار التماثيل الأخرى، وعلى وزارة الآثار تتدارك ذلك، وأن تمثال رمسيس الثاني كان قطعتين وجرى تثبيتهم بوضع عامود من الصلب فى منتصف التمثال لضم القطعتين من الداخل نظرا لضخامة التمثال دون أن يرى ذلك أحد، موضحًا أن هناك تماثيل يستخدم فيها أجزاء معدنية للحفاظ على توازنها بسبب ضخامتها وثقل وزنها، ويجب على وزارة الآثار أن تشرح ذلك للمواطنين والسائحين حتى يتفهم الجميع الأمر، مع ضرورة عدم ظهور هذه القطع المعدنية فى الأساس أمام الجميع. وفى نفس الإطار قال محمد كارم الخبير الأثري إن تثبيت التمثال بهذه الطريقة يعد تشويها للأثر ويخل بسيناريو العرض المتحفى وقد يؤدي بمرور الوقت إلى تهشم بعض أجزاء من الرأس، موضحًا أنه كان من الممكن استخدام دعامات حجرية أو ملاصقة القطعة الأثرية لجدار ثابت أو وضع القطع المهمة داخل أماكن عرض مغلقة فى ظروف جوية مناسبة، مشيرًا إلى المعدن المستخدم فى التثبيت قد يصدأ ويتآكل بمرور الوقت وقد تؤدي عوامل التعرية المصاحبة لظاهرة الصدأ فى تهشم الأجزاء الملاصقة للمعدن،وأن تثبيت تمثال رمسيس بدعامات معدنية كان بغرض النقل من منطقة باب الحديد إلى موقع العرض المفتوح بالمتحف المصري الجديد حفاظا على الأثر خلال عملية النقل وأن هذه الدعامات المعدنية سوف يتم إزالتها مع بدء العرض المتحفى الرسمي.