وصفها الشاعر اليونانى "هوميرس" بطيبة ذات المائة باب كما أطلق عليها مدينة الشمس، وكانت عاصمة مصر فى العصر الفرعونى وبعد مرور آلاف السنين تبقى مدينة الأقصر بآثارها الخالدة شاهدا على عظمة الإنسان المصرى الذى إرتقى بعلومه وفنونه.. ويمر الزمان ويستكمل الأحفاد مسيرة الأجداد وتجتمع الثقافة والفنون بعراقة الماضى حيث أعلنت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة تفاصيل ختام فعاليات اختيار الأقصر عاصمة الثقافة العربية والذى سيقام غدا 15 حتى 18 مارس الجارى فى عدة مواقع بمدن وقرى المحافظة، وأمام المواقع التاريخية والأثرية وقالت إن وزارة الثقافة بمختلف قطاعتها تشارك بأنشطة فى الاحتفالات. حيث تشهد مراسم الختام تسليم شعلة عاصمة الثقافة العربية الى مدينة "وجدة" بالمغرب فى حضور محمد الأعرج وزير الثقافة المغربى وعدد من السفراء والوزراء. تنطلق الفعاليات بعروض لفرق الفنون الشعبية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، والأقصر للفنون الشعبية، والإسماعيلية للفنون الشعبية، قنا للفنون الشعبية، سوهاج للفنون الشعبية، الأقصر للآلات الشعبية، أسوان للفنون الشعبية، الوادى الجديد للفنون الشعبية فى ساحة أبو الحجاج، معدية الأهالى، ميدان التجارة، موقف الأقاليم، ثم يفتتح فى السابعة مساء غدا بقصر ثقافة الأقصر معرضاً ينظمه قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور خالد سرور يضم أعمال 47 مبدعا من 12 دولة عربية، يليه العرض المسرحى "سلم نفسك" لشباب الدفعة الثالثة للتمثيل والارتجال من إخراج خالد جلال. فى هذا السياق أعدت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية كتابين خصيصا لهذه المناسبة الأول "الأقصر فى عيون الصحافة المصرية" والثانى "ببلوجرافيا الأقصر عاصمة الثقافة العربية" ويضم عناوين الكتب والأبحاث والمراجع التى نشرت عن الأقصر. العلاقات الثقافية أما اليوم الثانى للفعاليات تواصل خلاله فرق الفنون الشعبية تقديم عروضها فى ميادين وساحات المحافظة إعتبارا من الثانية عشرة ظهرا.. وفى الخامسة مساء تقام ندوة عن العلاقات الثقافية المصرية المغربية بمشاركة كمال عبد اللطيف، محمد مصطفى القباج، سعيد بنسعيد العلوى "المغرب"، والكاتب محمد سلماوى ويديرها دكتور حاتم ربيع أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، ثم يقدم بقصر ثقافة الأقصر العرض المسرحى المغربى "خريف" من إخراج أسماء هورى والحاصلة على العديد من الجوائز من أهمها الجائزة الكبرى فى مهرجان المسرح العربى. نجوم الأوبرا وتستمر الفعاليات لليوم الثالث على التوالى بعروض لفرق الفنون الشعبية، ثم تعقد أمسية شعرية (فى حب مصروالمغرب) بمشاركة الشعراء نبيل منصر- عزيز ازغاي- نسيمة الراوى "المغرب" مع الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى ويديرها الدكتور حاتم ربيع، وفى ساحة معبد الكرنك تشارك دار الأوبرا بحفل لفرقة الموسيقى العربية بقيادة المايسترو محمد إسماعيل الموجى ومشاركة نجوم الأوبرا ريهام عبد الحكيم، أحمد عفت، وليد حيدر، مى حسن، ياسر سليمان كما تقدم الفنانة المغربية سميرة القادرى فاصلا غنائيا بمصاحبة مجموعتها الموسيقية. ذاكرة السينما تبدأ فعاليات اليوم الأخير فى الثانية عشرة ظهراً بعروض لفرق الاسكندرية، الأقصر، الإسماعيلية، قنا، سوهاج، الأقصر للآلات الشعبية، أسوان، الوادي الجديد، وفى الرابعة عصراً ترسم عربات الحنطور مشهدا من ذاكرة السينما المصرية يتمثل فى إستعراض "الاقصر بلدنا" لتجوب كورنيش النيل من أمام مبنى المحافظة إلى نادى التجديف، ثم ينطلق كرنفال للمراكب الشراعية مزينة بأعلام الدول العربية، حاملة الضيوف بملابسهم التقليدية من نادي التجديف إلى ساحة معبد الكرنك التى تشهد مراسم تسليم شعلة عاصمة الثقافة العربية من وزير الثقافة المصرى الى نظيرها المغربى ليحملها الى مدينة وجدة، بالاضافة إلى فقرة للمطربة المغربية سميرة القادرى وفرقتها وتختتم الفعاليات بحفل للفنان الكبيرمحمد منير. التنمية الثقافية يذكر أن فكرة مبادرة عاصمة الثقافة العربية جاءت على غرار عاصمة الثقافة الأوروبية وفى الدورة الحادية عشرة لمؤتمر وزراء الثقافة فى الوطن العربى المنعقد فى الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة عام1988.. تم إقرار مشروع العقد العربى للتنمية الثقافية الذى قدمته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وتبنى المؤتمر إختيار العواصم الثقافية العربية ودعم ترشيحها لدى منظمة اليونسكو وبدأت التجربة بإعلان القاهرة عاصمة للثقافة العربية عام 1996 تلتها تونس ثم الشارقة، بيروت، الرياض، الكويت، عمان، الرباط، صنعاء، الخرطوم، مسقط، الجزائر، دمشق، القدس، سرت، المنامة، بغداد، طرابلس، قسطنطينية، صفاقس، الأقصر حتى أختيرت مدينة "وجدة" المغربية للعام 2018 وبعدها ستنتقل إلى بورسودان، بيت لحم، أربد والكويت، وتنظم كل مدينة تحظى بهذا اللقب العديد من الأنشطة الرامية إلى النهوض بالعمل الثقافى العربى المشترك مثل المعارض وورش العمل والأسابيع الثقافية والعروض السينمائية والمسرحية وغيرها من الأنشطة. بوتقة التاريخ منذ انتقال شعلة عاصمة الثقافة العربية فى مارس الماضى من مدينة صفاقس التونسية إلى مدينة الأقصر فى جنوب مصر لتكون مركزا وعاصمة للثقافة العربية لعام 2017نظمت وزارة الثقافة المصرية بهذه المناسبة أكثر من 100 فعالية ثقافية وفنية تنوعت ما بين معارض الكتب، والملتقيات الثقافية والأدبية، ومعارض الفنون التشكيلية، والعروض المسرحية، وورش الأطفال، والعروض السينمائية، وعدد من المهرجانات والملتقيات الدولية، بمشاركة عربية متميزة على مدار العام، إنصهرت خلالها الثقافات العربية فى بوتقة التاريخ والحضارة المصرية بالمواقع الأثرية الفرعونية الخالدة. حيث انطلقت الفعاليات فى مارس من العام الماضى بحفلات فنية أحياها نجوم الغناء من مصر والوطن العربى منهم الفنان مدحت صالح، محمد الحلو، والتونسى محمد الجبالى، والمغربية كريمة الصقلى، بجانب نجوم الطرب من فرق الموسيقى العربية بدار الاوبرا المصرية، إلى جانب ندوة شعرية ومعرض للحرف التراثية. وخلال العام تم تنظيم ما يزيد عن 15 ندوة ثقافية منها " رحلة أمير فى أوائل القرن العشرين" و"التأثيرات المتبادلة بين الثقافتين الكويتية والمصرية ودور ذلك فى الارتقاء بالثقافة العربية وشارك بها الدكتور طلال سعيد الرميضى والدكتور عايد عتيق جريد والدكتور حاتم ربيع، والدكتور أحمد الشوكى، والدكتور رضوان عبد الراضى أستاذ الآثار المصرية الفرعونية بجامعة أسوان، وضمن برنامج أمسيات رواد العواصم العربية عقدت ندوة "التأثيرات المتبادلة بين الثقافتين الفلسطينية والمصرية" شارك بها سفير فلسطين بالقاهرة دياب اللوح والروائى الفلسطينى ناجى الناجى، والأديب يوسف القعيد والدكتور إبراهيم البجراوى، إلى جانب ندوتين عن سلطة عمان والأردن بمشاركة أدباء من البلدين، كما عقدت ندوات عن محافظة الأقصر بهدف التعريف بها وبتاريخها وأثرها فى الثقافة المصرية والعربية إلى جانب ندوة بعنوان "إنجازات رجال الفكر الإسلامى والمسيحى" والتى تناول المحور الأول منها جوانب من حياة الإمام الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر، أم المحور الثانى تناول الأنبا مرقس مطران الأقصر وإسنا وعلاقته بأطياف المجتمع، وندوة بعنوان "التأثيرات المتبادلة بين الثقافتين العربية والأفريقية"، "الموروث الشعبى السعودى" ألقاها سعد الثنيان. كما أقيمت 5 أمسيات شعرية شارك بها عدد من الشعراء المصريين والعرب، منهم أمجد سعيد "العراق"، الثريا رمضان ورضا العبيدى "تونس"، رنا عزام، الحسانى حسن عبد الله، السماح عبد الله، محمد الشهاوى، صلاح اللقانى. كما نظمت 9 معارض للفنون التشكيلية شارك فيها فنانون من مصر ومن مختلف الدول العربية كالسعودية ولبنان وليبيا وتونس والعراق واليمن وسوريا والكويت، إلى جانب إقامة معرضين للكتاب. وقُدم نحو 10 عروض مسرحية مصرية وعربية منها:" قواعد العشق 40 "، " خالتى صفية والدير"، " كأنك تراه "، "الليلة الكبيرة"، "أرجوز كسلان"، "هفتان وريان"، "بنت السيرك"، ومن السودان مسرحية "صبية بلا ذاكرة"، ومن تونس "حس الخيوط" و العرض الموسيقى "الزيارة". وعلى مدار العام قدمت فرق الفنون والآلات الشعبية والتى تعبر عن الفنون والثقافة المصرية عروضها الفنية المتميزة بمدينة الأقصر، كما نظم حفل لفرقة المولوية المصرية بقيادة الفنان عامر التونى، وحفل أخر للتواشيح والابتهالات الدينية للشيح محمود التهامى وفرقته، وفرقة الأصالة من المملكة العربية السعودية.