الآن - "نيسان صني 2024" تكنولوجيا القيادة اليابانية على أرض مصرية    نيويورك تايمز: إسرائيل خفضت عدد الرهائن الذين تريد حركة حماس إطلاق سراحهم    القنوات الناقلة لمباراة الهلال والاتحاد في نصف نهائي كأس الملك والمعلقين    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    تراجع أسعار النفط مع تكثيف جهود الوصول إلى هدنة في غزة    مجلس الدولة يلزم الأبنية التعليمية بسداد مقابل انتفاع بأراضي المدارس    حماية المستهلك: الزيت وصل سعره 65 جنيها.. والدقيق ب19 جنيها    تعرف على موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم للعاملين بالقطاع الخاص    فيديو| مقتل 3 أفراد شرطة في ولاية أمريكية خلال تنفيذ مذكرة توقيف مطلوب    محلل سياسي: أمريكا تحتاج صفقة الهدنة مع المقاومة الفلسطينية أكثر من اسرائيل نفسها    ولي العهد السعودي وبلينكن يبحثان التطورات في قطاع غزة    قتلى وجرحى إثر غارات جوية روسية على أوديسا وخاركيف    نظافة القاهرة تطلق أكبر خطة تشغيل على مدار الساعة للتعامل الفوري مع المخلفات    د. محمود حسين: تصاعد الحملة ضد الإخوان هدفه صرف الأنظار عن فشل السيسى ونظامه الانقلابى    العثور على جثة طفلة غارقة داخل ترعة فى قنا    مؤسس صفحة «أطفال مفقودة» يكشف تفاصيل العثور على توأم كفر الزيات بعد 32 عامًا (فيديو)    وجد جثمانها في مقلب قمامة.. قصة طفلة سودانية شغلت الرأى العام    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    فتوى تحسم جدل زاهي حواس حول وجود سيدنا موسى في مصر.. هل عاصر الفراعنة؟    أشرف زكى: "هناك نهضة فنية فى معظم الدول العربية لكن لا يزال الفن المصرى راسخًا فى وجدان الأجيال"    رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم يشهد الختمة المرتلة بمسجد السيدة زينب    شقيقة الأسير باسم خندقجي: لا يوجد أى تواصل مع أخى ولم يعلم بفوزه بالبوكر    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30 أبريل في محافظات مصر    أستاذ بجامعة عين شمس: الدواء المصرى مُصنع بشكل جيد وأثبت كفاءته مع المريض    مفاجأة صادمة.. جميع تطعيمات كورونا لها أعراض جانبية ورفع ضدها قضايا    «جامعة القناة» تُطلق قافلة طبية لحي الجناين بمحافظة السويس    ندى ثابت: مركز البيانات والحوسبة يعزز جهود الدولة في التحول الرقمي    بمشاركة 10 كليات.. انطلاق فعاليات الملتقى المسرحي لطلاب جامعة كفر الشيخ |صور    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. انهيارات جليدية وأرضية إثر أمطار غزيرة شمالي الهند.. عائلات الأسرى لنتنياهو: لقد سئمنا.. شهداء وجرحى فى غارات إسرائيلية على غزة والنصيرات بقطاع غزة    النيابة تنتدب المعمل الجنائي لبيان سبب حريق شب داخل مطعم مأكولات سوري شهير بالمعادي    حكم الشرع في الوصية الواجبة.. دار الإفتاء تجيب    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لي نصيباً في سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات    رسميا.. بدء إجازة نهاية العام لطلاب الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية بهذا الموعد    السجيني: التحديات عديدة أمام هذه القوانين وقياس أثرها التشريعي    كوافيرة لمدة 20 سنة حتى الوصول لمديرة إقليمية بأمازون.. شيرين بدر تكشف التفاصيل    «المقاطعة تنجح».. محمد غريب: سعر السمك انخفض 10% ببورسعيد (فيديو)    مصطفى عمار: القارئ يحتاج صحافة الرأي.. وواكبنا الثورة التكنولوجية ب3 أشياء    عفت نصار: أتمنى عودة هاني أبو ريدة لرئاسة اتحاد الكرة    ضبط 575 مخالفة بائع متحول ب الإسكندرية.. و46 قضية تسول ب جنوب سيناء    ميدو: عامر حسين ب «يطلع لسانه» للجميع.. وعلى المسؤولين مطالبته بالصمت    تصريح زاهي حواس عن سيدنا موسى وبني إسرائيل.. سعد الدين الهلالي: الرجل صادق في قوله    مصدران: محققون من المحكمة الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبية بغزة    المتحدث باسم الحوثيون: استهدفنا السفينة "سيكلاديز" ومدمرتين أمريكيتين بالبحر الأحمر    «هربت من مصر».. لميس الحديدي تكشف مفاجأة عن نعمت شفيق (فيديو)    بعد اعتراف أسترازينيكا بآثار لقاح كورونا المميتة.. ما مصير من حصلوا على الجرعات؟ (فيديو)    ما رد وزارة الصحة على اعتراف أسترازينيكا بتسبب اللقاح في جلطات؟    تعيين إمام محمدين رئيسًا لقطاع الناشئين بنادي مودرن فيوتشر    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    درجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء 30/4/2024 في مصر    تموين جنوب سيناء: تحرير 54 محضرا بمدن شرم الشيخ وأبو زنيمة ونوبيع    برلماني يطالب بالتوقف عن إنشاء كليات جديدة غير مرتبطة بسوق العمل    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    تقديم موعد مران الأهلى الأخير قبل مباراة الإسماعيلى    خليل شمام: نهائى أفريقيا خارج التوقعات.. والأهلى لديه أفضلية صغيرة عن الترجى    بالرابط، خطوات الاستعلام عن موعد الاختبار الإلكتروني لوظائف مصلحة الخبراء بوزارة العدل    خالد الجندي: هذه أكبر نعمة يقابلها العبد من رحمة الله -(فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل تمتلك الأجهزة الأمنية الأسلحة الإليكترونية الكافية للمواجهة؟ الانترنت الملاذ الآمن للجماعات الإرهابية
نشر في الأهالي يوم 15 - 11 - 2017

تواصل الأجهزة الأمنية فى مصر تصديها لجماعات الإرهاب والتطرف، وتوقع خبراء وعسكريون تزايد عملية المواجهة خاصة مع هروب عناصر تنظيم داعش الإرهابي من سوريا وليبيا والعراق، وقد شهدت مصر خلال الأيام الماضية وقائع دامية وقع على إثرها عشرات الشهداء من قوات الأمن، كما قامت قوات الجيش والشرطة بتصفية العديد من العناصر الإرهابية. لكن.. لم تعد المواجهة مقصورة فقط على خوض المعارك المباشرة، على أرض الواقع ووجها لوجه مع العناصر الإرهابية، بل تعتمد على محاور أخرى عديدة، من أخطرها؛ المواجهة فى ساحات شبكة الإنترنت، حيث تتواصل الجماعات الإرهابية بلا رقيب أو حسيب عن طريق تلك الشبكة العنكبوتية.
سلاح ذو حدين.. ذلك التطور الذي شهدته شبكة الإنترنت، خلال العقود القليلة الماضية، فمن ناحية أصبح العالم كما يقال: "قرية صغيرة"، وكأنه وضع بكامله فى شبكة اتصالات عالمية تسمح بتبادل المعلومات بسرعة فائقة وسهولة بالغة، مما أسهم فى عمليات التطور والتقدم للمجتمعات. ومن ناحية أخرى قامت التنظيمات الإرهابية باستغلال شبكة الإنترنت فى اتمام عملياتها الإجرامية ضد أمن وسلامة الشعوب والمجتمعات حول العالم.
قبل ما يزيد على إثني عشر عاما من يومنا هذا، جلس حسن بشندي، طالب كلية الهندسة أمام جهاز الكمبيوتر الخاص به والمتصل بالأنترنت، وحصل على معلومات عبر الشبكة العنكبوتية ساعدته على تصنيع قنبلة بدائية استخدمها فى حادث مروع وقع بمنطقة الأزهر فى السابع من إبريل عام 2005، أسفر عن مصرع 3 سياح وإصابة 18 بينهم 8 أجانب. وبعدها وبنفس الطريقة توالى قيام عدد من الإرهابيين فى مصر من الإخوان وجماعة الجهاد وبيت المقدس بتصنيع قنابل من خلال تعلم ذلك من مواقع وصفحات إرهابية على شبكة الإنترنت.
لم يقتصر دور الإنترنت على عمليات تصنيع القنابل واستخدام الأسلحة، بل لعبت الشبكة العنكبوتية دورا ربما أكثر خطورة من تصنيع المواد المتفجرة، وهو نشر الأفكار المتطرفة بين أوساط الشباب فى المجتماعات العربية، وتجنيد آلاف العناصر وضمهم للجماعات المسلحة، وذلك عبر العديد من المنابر الجهادية التي انتشرت خلال العقدين الماضيين بصورة مخيفة وفى غفلة من الأجهزة الأمنية حول العالم عن استخدام الجماعات الإرهابية لتلك الوسائل الحديثة لتجنيد العناصر الإرهابية وتنفيذ عملياتها الإجرامية.
صناعة الإرهاب
كشفت العديد من الدراسات عن الدور الذي لعبته مواقع التواصل الاجتماعي فى التحريض على العنف والترويج للأفكار المتشددة واستقطاب العناصر المؤهلة للانحراف. وقد تم الكشف مؤخرا، عن دور مواقع التواصل الاجتماعي فى تجنيد العناصر المتشددة وتنفيذ عمليات إرهابية، كما لعبت الكثير من المواقع دورا فى الترويج للتفسيرات الدينية والآراء الفقهية المنحرفة والمضللة، وقد استخدمتها الجماعات والتنظيمات الإرهابية فى عمليات اختراق مواقع وحسابات دول كبرى، وأيضا فى الدعاية لنفسها ونشر صولاتها وجولاتها الإجرامية التي تنتهك فيها كل الأخلاق والمبادئ والقيم الدينية والإنسانية.
مما لا شك فيه أن شبكة الإنترنت أصبحت تلعب دورا مركزيا فى صناعة الإرهاب، وهو ما أكده الباحث إيهاب خليفة، رئيس وحدة متابعة التطورات التكنولوجية بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة بأبو ظبي، حيث أكد أن العديد من الحركات الإرهابية قد استغلت الشبكة العنكبوتية من أجل توسيع دائرة انتشارها، والتغلب على عوائق الزمان والمكان، خاصّة مع ما توفّره الشبكة من خاصيات التخفى وصعوبة التّتبع، فاستغلته كوسيطً لعمليات التجنيد والتعبئة، وأضحت تعتمد عليه كمنبر لنشر أفكارها وجذب مؤيدين ومتطوعين لها، وأصبحت المنصة الإعلامية التي تنشر من خلالها بياناتها وتعليماتها لمجنديها.
وأضاف خليفة، أنه على الرغم من أن استخدام الجماعات الإرهابية لم يتعد مرحلة الدعاية والتجنيد، إلاّ أن هناك خطراً آخر مازال قائماً، يتمثل فى إمكانية أن تقوم هذه الجماعات بشن هجمات إلكترونية عبر الفضاء الإلكتروني على البنية التحتية لعدد من الدول، كمحطات الطاقة والكهرباء ونظم الملاحة والطيران، أو اختراق حسابات عسكرية وسرقة معلومات ووثائق وخرائط واستراتيجيات عسكرية، مشيرا الى قيام بعض العناصر من تنظيم "داعش" باختراق حساب القيادة المركزية الأمريكية على تويتر، موضحا أنه رغم عدم وجود تهديد أمني صريح بالوصول إلى وثائق سرية إلاّ أنّ احتمال حدوث ذلك يبقى قائما.
أمن المعلومات
"حماية أمن المعلومات والخصوصية فى قانون الإنترنت".. هو عنوان دراسة حالة فى ضوء التجربة المصرية، أعدتها الباحثة سهير عثمان، وأكدت خلالها أن العصر الجديد للإرهاب تميز بالدور المركزى الذى تلعبه شبكة الإنترنت، فى تشكيلها ونقل الأفكار والخبرات عبرها، بين الجماعات والأفراد الذين يشكلونها، فقد بدا واضحاً خلال الأعوام الأخيرة النمو الواسع والملحوظ لظاهرة لجوء الحركات الإسلامية إلى الإنترنت كوسيلة رئيسية لبث دعايتها وأفكارها، وذلك ضمن سياق أوسع هو تزايد علاقة معظم هذه الحركات بالوسائل والأساليب التكنولوجية المتقدمة واعتمادها عليها من أجل تحقيق أهدافها.
كما أكدت الباحثة، أن الحركات الجهادية تلجأ للإنترنت باعتبارها أداة جهادية لمواجهة أعدائهم، مما وفر لهم وسيلة لتبادل الأفكار والفتاوى والخبرات الميدانية العملية. وقد أصبح الإرهاب وثيق الصلة والارتباط بالتكنولوجيا، وبصورة مبتكرة تتجاوز كل ما ألفناه من قبل، بالإضافة إلى أن المشكلة لم تعد فى استخدام الإنترنت، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن فى تغيير عقول الشباب وتدريبهم وتربيتهم لمواجهة أفكار الموت والانتحار والعزلة، كما أن بث الإرهاب عبر الإنترنت أصبح من سمات الألفية الثالثة، وصار يمثل ظاهرة يصعب السيطرة عليها.
ويعد تنظيم القاعدة من أول وأكثر التنظيمات الإرهابية اهتمامًا بشبكة الانترنت والحملات الإعلامية عبرها، فقد أدرك هذا التنظيم أهمية الوسائط الاتصالية الحديثة فى إيصال رسالته السياسية ونشر إيديولوجيته السلفية الجهادية مبكرا، بحيث أصبح مفهوم "الجهاد الالكتروني" راسخًا فى أدبياته الإعلامية، عبر مراحل تطوره، حتى أصبحت شبكة الإنترنت ملاذات آمنة فى العالم الافتراضي وسارعت الفروع الإقليمية للقاعدة بإنشاء وتأسيس مواقع ومنتديات جهادية ومراكز إعلامية متخصصة.
المنابر الإرهابية
وحسب دراسة أعدها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، رصدت بروز العديد من المنابر الإرهابية على شبكة الإنترنت، ومن بينها : مؤسسة "السحاب" والتي أصبحت جزءًا من "مركز الفجر الاعلامي" الذي يتبع للقاعدة المركزي فى أفغانستان وباكستان بزعامة أسامة بن لادن، وأيمن الظواهري، كما ظهر مركز "اللجنة الاعلامية" للتنظيم فى بلاد المغرب الإسلامي، والذي تحول إلى مؤسسة "الأندلس للإنتاج الاعلامي"، كما ظهر مركز "صوت الجهاد" لتنظيم جزيرة العرب، وعقب اندماج فرعي التنظيم فى السعودية واليمن ظهرت "مؤسسة صدى الملاحم" وقامت هذه المؤسسة بإصدار كتب ومجلات الكترونية عديدة أمثال "صوت الجهاد" و"البتار" و"ذروة السنام" وغيرها.
كما جاء فى الدراسة: " تعتبر تجربة فرع القاعدة فى السعودية فريدة وثرية، فقد عمل "يوسف العبيري" على وضع التنظيم على شبكة الانترنت بشكل مكثف، وعمل "عبد العزيز المقرن" عقب مقتل العبيري على تأسيس موقع جهادي مخصص للمرأة حمل اسم موقع "الخنساء" وعمل هذا الموقع على تجنيد النساء عبر شبكة الانترنت، وكانت تشرف عليه نسوة يعتنقن السلفية الجهادية.
كما أشارت الدراسة الى ظهور "مركز الفرقان" الذي يتبع دولة العراق الإسلامية وتنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين، حيث تمكن "يونس التسولي" من وضع التنظيم على الشبكة بشكل واسع، وبعد أكثر من سنتين تمكنت دوائر الاستخبارات حول العالم من كشف هوية قرصان شبكة الانترنت الذي أصبح القناة الرئيسية للقاعدة فى العراق على الشبكة، وكان المدعو "ياسر خضر محمد جاسم الكرابلي" الملقب "أبي دجانة" مسئول الدعاية للتنظيم فى العراق.
وقد أوضح أن خليته تتشكل من مصورين يستخدمون الفيديو لتصوير الهجمات على العراقيين الأبرياء وقوات التحالف وأجهزة الأمن العراقية، ويقوم "أبو دجانه" بجمع الصور والأفلام وإرسالها إلى مسئولي القاعدة من أجل استخدامها على شكل مطبوعات أو على مواقع الانترنت لترهيب المواطنين العراقيين.
شبكة الإنترنت
وقسمت الدراسة المواقع الإرهابية على شبكة الإنترنت الى ثلاث فئات وهي : المواقع الرسمية: والتي تمثل مواقع التنظيمات الجهادية ورجال الدين، وكثير من أصحاب هذه المواقع أما أن يعيش فى معزل عن المجتمع الذي يعنيه ويكتب له، أو هو يعيش فى المجتمع المعنى به، وشبكة التواصل هي وسيلة مناسبة للوصول السهل إلى جمهور كبير، ونشر مواد غير قانونية، وهذه المواقع تعمل على نشر أفكار وايديوجيات صاحب الموقع من خلال كتبه ومقالاته، كما أن هذه المواقع هي وسيلة اتصال بين صاحب الموقع وجمهوره، حيث إنها تحتوي على معلومات اتصال مثل البريد الالكتروني للشيخ صاحب الموقع، كذلك مواقع فرعية للأسئلة والإجابات والفتاوى، وغيرها من وسائل الاتصال.
ومن بين تلك المواقع التي أوردتها الدراسة: موقع الشيخ أبو مصعب السوري. وموقع الشيخ أبو بصير الطرطوسي. وموقع الشيخ عمر بكري مؤسس حركة "المهاجرون". وموقع الشيخ أبو محمد المقدسي "منبر التوحيد والجهاد" وهو أهم، وأبرز موقع، يحتوي على مقالات وكتب تابعة لفكر السلفية الجهادية.
وأكدت دراسة المركز الأوروبي، على أنه من خلال هذه المواقع، استطاعت الحركات الإسلامية الجهادية بكل فصائلها من الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور المستهدف، ونشر صور عملياتها العسكرية الانتحارية، وفكرها، والوضع السياسي الذي تعيشه فى البلد الذي تعمل فيه، فضلاً عن إنتاج إعلام بمواصفات احترافية ومعقدة بجودة عالية، كالمرئيات.
أما الفئة الثانية من المواقع الإرهابية- حسب الدراسة- تمثلت فى المنتديات والمدونات الشخصية: وهي صفحات الكترونية، يقوم عليها مراسلون للجماعات داخل المنتديات، ينقلون أخبارها إلى المنتديات ويحذرون من أي مصدر آخر لنقل أخبارهم وبياناتهم، ويأتي منتدى "الحسبة" أكثر المنتديات شهرة، أما المدونة، هي نشر المواد، وتوفير روابط لمواقع جهادية.
بينما تمثلت الفئة الثالثة من المنابر الإرهابية فى مواقع التوزيع؛ وهذه المجموعة تضم مواقع متنوعة تشترك فى هدف واحد هو الإبقاء على البنية التحتية للجهاد على شبكة الإنترنت، منها ما هو موقع متخصص للتوزيع فقط، ومنها يعمل على توزيع المواد الإضافية إلى صيغته الأساسية، وتوفير قائمة محدثة من الروابط المرئية أو الصوتية، ويقومون على إعادة توزيع المواد التي ترتبط بقضيتهم أو التي أنتجت من المجموعة التي يؤيدونها، ومن أبرز تلك المواقع "أنصار الجهاد" و"القاعدة" وموقع "صوت الجهاد".
انتشار وتوسع
شهدت السنوات الأخيرة تزايدا ملحوظا فى استخدام الإرهابيين لشبكة الإنترنت فقد زاد عدد مواقع الانترنت التي تروج للفكر المتطرف والإرهاب حيث كان عددها عالميا 12 موقعا عام 1998 ووصل العدد الآن إلى 5800 آلاف موقع وفقا للاتحاد الأوروبي، ومن خلال رصد مجلس وزراء الداخلية العرب للمواقع سالفة الذكر بالتعاون مع الدول الأعضاء فإن عدد هذه المواقع يصل لأكثر من 720 موقعا وصفحة تبث باللغة العربية، وتستهدف تضليل المواطن العربى والترويج لفكر التطرف والإرهاب وضرب خطط التنمية والتقدم فى دولنا العربية.. وفى دراسة أخرى أعدها المركز الديمقراطى لدراسات الشرق الأوسط، ب "نورث كارولينا" فى الولايات المتحدة الأمريكية، جاء حول أبرز استخدامات الإرهابيين لشبكة الإنترنت العديد كالتالي:
وإذاعة بيانات قادة تلك المنظمات الإرهابية عبر الإنترنت بما تحمله هذه البيانات من تهديد ووعيد أو إعلان المسئولية عن تفجيرات معينة أو التعقيب على الأحداث وكذلك بث تغريدات على تويتر وأخبار وصور وفيديوهات عبر الفيس بوك و أبرز من يقوم بذلك التنظيمات الإرهابية وأبرزها داعش والقاعدة والإخوان والنصرة.
البحث عن المعلومات
شبكة الانترنت فى حد ذاتها تعتبر مكتبة إلكترونية هائلة الحجم مليئة بالمعلومات الحساسة التى يسعى الإرهابيون للحصول عليها مثل أماكن المنشآت النووية، المطارات الدولية، المعلومات الخاصة بسبل مكافحة الإرهاب وبذلك فإن 80 % من مخزن الإرهابيين المعلوماتى يعتمد فى الأساس على مواقع إلكترونية متاحة للكافة.
وتقوم المنظمات الإرهابية المتطرفة بالاستفادة من شبكة الإنترنت فى الاتصال ببعضها البعض والتنسيق فيما بينها وذلك نظرا لقلة تكاليف الاتصال باستخدام الشبكة مقارنة بوسائل الاتصال الأخرى، كما ان الاتصال عبرها يمتاز بوفرة المعلومات التى يمكن تبادلها.
إن استخدام عناصر جديدة داخل المنظمات الإرهابية يحافظ على بقائها واستمرارها كما انهم يستغلون تعاطف البعض من مستخدمى الإنترنت مع قضاياهم ويجتذبون هؤلاء بعبارات حماسية وبراقة من خلال غرف الدردشة الالكترونية، خاصة بعد ان اصبحت أعداد كبيرة من الشباب والمراهقين تتركز فى الجلوس بالساعات الطوال فى مقاهى الإنترنت للثرثرة مع جميع أنواع البشر، وفى هذا الإطار أشارت الدراسة الى ما شهدته الإمارات عام 2009 فقد اختفى شاب لمدة 11 يوماً ثم عاد جثة هامدة من أفغانستان بعد ان جندته الجماعات الإرهابية المتطرفة للجهاد هناك دون علم والديه وذلك وفقا لما ذكره ضاحى خلفان مدير شرطة دبى.
يمتلىء الإنترنت بكم هائل من المواقع والصفحات التى تحتوى على كتيبات وإرشادات تشرح طرق صنع القنابل والأسلحة الكيماوية الفتاكة وهناك آلاف المواقع تقوم بذلك، وهنا أشارت الدراسة أيضا الى حادث الأزهر الإرهابى والذى نفذه فى 7 ابريل 2005 المدعو حسن بشندى طالب بكلية الهندسة، بعد حصوله على معلومات عبر شبكة الانترنت ساعدته على تصنيع قنبلة بدائية استخدمها فى الحادث.
التخطيط
تعتبر شبكة الإنترنت وسيلة للاتصال بالغة الأهمية بالنسبة للمنظمات الإرهابية، حيث تتيح لهم حرية التنسيق الدقيق لشن هجمات ارهابية محددة وقد اعتمد أعضاء تنظيم القاعدة البارزون بشكل مكثف على الانترنت فى التخطيط لهجمات 11 سبتمبر ويستخدم الإرهابيون الرسائل الإلكترونية العادية لتدبير الهجمات الإرهابية وتنسيق الأعمال والمهام لكل عنصر إرهابى، وقد نشر موقع الإخلاص وهو كثيرا ما يستخدمه أنصار القاعدة نسخة محدثة من برنامج تشفير قال إنه سيساعد فى التواصل بشكل أكثر أمنا وان هذا البرنامج " أسرار المجاهدين " هو أول برنامج للتراسل الأمن عبر الشبكات.
يستعين الإرهابيون ببيانات احصائية سكانية منتقاة من المعلومات الشخصية التى يدخلها المستخدمون على الشبكة من خلال الاستفسارات والاستطلاعات الموجودة على المواقع الإلكترونية فى التعرف على الأشخاص ذوى القلوب الرحيمة ومن ثم يتم استجداؤهم لدفع تبرعات مالية لأشخاص اعتباريين يمثلون واجهة لهؤلاء الإرهابيين ويتم ذلك بواسطة البريد الالكترونى بطرق ملتوية لا يشك فيها المتبرع بأنه يساعد إحدى المنظمات الإرهابية.
المواجهة والحلول الأمنية
لم تتوقف الدراسات التي تناولت تنامي ظاهرة الإرهاب الإلكتروني عند رصد الأخطار التي تحيط بنا جراء هذا الاستخدام الشيطاني، بل طرحت أيضا السبل والحلول للمواجهة، والتي جاء من بينها : التأكيد على ضرورة تحقيق مزيد من التعاون والتكامل بين وسائل وأجهزة الأمن لمواجهة هذا الارهاب فى شكله المعاصر خاصة أنه تخطى بالإنترنت الحدود بين الدول ولذلك فان أجهزة الأمن التى ترصد مثل هذه المواقع وتواجهها عليها أن تمد وسائل الإعلام بكل ما لديها من معلومات فى هذا الشأن.
كما أشارت دراسة المركز الديمقراطى لدراسات الشرق الأوسط، الى ضرورة إعداد برامج إعلامية أمنية مشتركة فى الوطن العربى لمواجهة الإرهاب الإلكترونى الذى يمثل تحديا خطيرا لأمن الشعوب وآمالها فى التنمية على أن تترك الأجهزة الأمنية لوسائل الإعلام تحديد شكل ومضمون هذه البرامج الاعلامية.
وأكدت على أهمية إعداد الدراسات والبحوث المشتركة سواء على المستوى الوطنى أو العربى للكشف عن أنسب الأساليب الإعلامية تأثيرا فى الجمهور العربى وقياس مدى تفاعله مع البرامج والأعمال المعروضة وكذلك الاستفادة من الدراما العربية نظرا لعمق تأثيرها ولانها تعتبر توجيها غير مباشر.
وقال الباحث إيهاب خليفة، إن الوعي بهذه الظاهرة التي أضحت تشكل خطرا حقيقيا على أمن الدول واستقرار العالم، دفع العديد من الحكومات إلى البحث عن آليات واحتياطات كفيلة بردها وتوقي خطرها، حيث إنّ الحد من استعمال وسائل الاتصال الحديثة لغايات إرهابية من شأنه أن يخفف التهديدات المحتملة، وبالفعل فقد ظهرت عديد من البرامج المعنية بمكافحة الإرهاب، والتي تشمل عمليات التتبع والمراقبة والتنصت على الحركات الإرهابية عبر الإنترنت.
كما أكد الدكتور أيمن حسان، فى دراسة له، نشرها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، سبتمبر الماضي، أن ما ينتهجه أعضاء تلك الجماعات المتطرفة ليس بجديد ولكن يجب فى ظل الفهم الحالي للتأثير الكبير للرسالة الإعلامية التي يتم ترويجها على مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي وضع استراتيجية موحدة ومحكمة لمواجهه هذه الجماعات المتطرفة التي تقوم بتجنيد الإرهابيين من خلال اقناعهم بالفكر الارهابي عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الترويج للفكر الوسطي المعتدل وبيان ضلال هذه الأفكار وأنها ليست من صحيح الدين.
توصيات
وأشارت توصيات دراسته إلى أهمية الدور الأمني فى هذا الإطار من تتبع هذه المواقع ورصد ما يدور فيها والتنسيق مع المجتمع الدولي لضبط العناصر التي تقوم بنشر الفكر الارهابي ومنهج العنف ضد البني التحتية للدول والأبرياء من الناس الذين تستهدفهم تلك العمليات الإرهابية لمجرد ذيوع الصيت ونشر الفكر واستعراض القوة.
ودعا "حسان" فى توصيات دراسته الى وضع تنظيم فاعل لتوعية المواطنين بشأن تلك التنظيمات، موضحا أن ما يحدث فى بلادنا من جرائم جماعة الإخوان المسلمين يمثل نفس النهج فى محاولة تحقيق أكبر انتشار لعملياتها الإرهابية باستهداف المؤسسات الحيوية للوطن والتي تؤثر على مرافق الحياة اليومية للوطن، ومن ثم تجعل حياة المواطنين فى ضيق شديد وهو ما يؤثر على مصداقية أجهزة الدولة فى حماية مقدراتها من عبث الإرهابيين ومؤمراتهم ويبعث الخوف والذعر فى نفوس المواطنين.
كما طالب بضرورة تفعيل آليات التعاون الدولي فى مجال التدريب الأمني على مكافحة الجرائم المعلوماتية وبخاصة المرتبطة بالإرهاب وتجنيد الإرهابيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نظرا لما تتضمنه من خطورة على الأمن القومي العالمي والوطني والإقليمي، مما يتطلب التكاتف من أجل مكافحته بوضع آليات تعاون دولية ناجزة، وتحديد نقاط اتصال لتبادل المعلومات بسهولة ويسر دون ارتباط بالقوانين والإجراءات المنظمة لذلك، إضافة الى إعلاء الأمن القومي على اعتبارات السيادة واعتبار تلك الجرائم من الجرائم الماسة بأمن الوطن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.