فوجئ عدد كبير من المواطنين، عند ذهابهم للمترو يوم الجمعة الماضي، بارتفاع ثمن التذكرة لجنيهين، وذلك على الرغم من صدور العديد من الاخبار على لسان مصادر مسئولة، بامكانية رفع سعر التذكرة، وربما لم تصل هذه الاخبار لجميع المواطنين، أو أن بعضهم أصبح لا يهتم بسماع الأخبار خوفا على صحته، وقال أحد الضحايا :"ضربوا الأعور على عينه قال خسرانة خسرانة". وكان من المتوقع زيادة سعر تذكرة المترو بعد تصريحات هشام عرفات وزير النقل والمواصلات، التى أصدرها خلال لقائه بأعضاء مجلس النواب يوم الأربعاء الماضي، قبل صدور القرار حيث قال إن "هيئة المترو تحقق خسائر سنوية بمقدار 200 مليون جنيه، وان ديون الهيئة المتراكمة لعدد من الشركات والادارات الحكومية وصل ل" 500 " مليون جنيه أيضًا. وأوضح، أن المترو يحقق ايرادات سنوية تبلغ 716 مليون جنيه " تذاكر- إعلانات- تأجير محلات" وتبلغ المصاريف السنوية 916 مليون جنيه " تكلفة التشغيل والصيانة"، وبذلك يحقق المترو خسائر سنوية 200 مليون جنيه. الضحايا ورصدت "الأهالي" رد فعل المواطنين فى اول يوم ارتفاع لسعر تذكرة المترو يوم الجمعة الماضي، يقول حسين على 20 عامًا ويعمل نجار مسلح إنه استغرب من الارتفاع فبالأمس الخميس حصل على التذكرة بجنيه، وعاد الى المنزل مجهد للغاية وعندما استيقظ وذهب للمحطة فوجئ أن بائع التذاكر يطلب منه 2 جنيه للتذكرة الواحدة. وأضاف على قائلاً: "تعبنا من الغلاء وأنا أذهب لعملى كل يوم بالمترو ولكن لو كان هذا الارتفاع سيزيد من كفاءة الخدمة، فمن الممكن ان نتحمل وسأحاول ان اطلب من صاحب العمل، زيادة فى الدخل ولو 60 جنيهًا فى الشهر حتى لا أتاثر". تدهور "زى الزفت" هكذا عبر أسامة ابراهيم الطالب فى كليه التجارة، والذي يستخدم المترو كوسيلة مواصلات يومية، عن غضبة من ارتفاع سعر التذكرة ويقول أسامة "أنا باستخدم المترو كل يوم عدة مرات فمن الممكن ان استخدمه من 3 إلى 4 مرات فى اليوم الواحد، هجيب منين الفلوس دي كلها يعني كده ممكن أنفق على المترو، ما لا يقل عن 8 جنيهات، طيب هاكل بكام وهاخد كورسات بكام وهشترى كروت شحن بكام". وعلى الجانب الآخر، وقف عمرو على 43 عامًا مع محرر "الأهالي " وتحدث معه لمدة طويلة وعبر خلالها عن سعادته من قرار رفع سعر التذكرة للحفاظ على المرفق من الدمار على حد قوله قائلا:ً "أن تعريفة تذكرة المترو أقل بكثير من تعريفة ركوب وسائل النقل الأخري، والتي تبلغ على سبيل المثال فى المسافة من المنيب إلى مدينة نصر، 4 جنيهات و3 جنيات لاتوبيسات هيئة النقل العام، بينما تعريفة مترو الانفاق تبلغ 1 جنيه فقط لهذه المسافة. وأضاف أن سعر تذكرة المترو فى الدول الاوروبية التى زارها تصل ل"4" يورو وتزيد اذا بعدت المسافة فى بعض المحطات، واردف قائلا "الازمة ليست فى رفع سعر تذكرة المترو الضرورى للغاية، بينما الازمة فى التضخم الذي نعيشه يعني مينفعش يكون دخلي 5000 جنيه، وبشتغل فى بنك ومش عارف افتح البيت، انا ومراتي وولادى الاثنين فيجب حل هذه الأزمة". حديث النواب ورحب عدد من أعضاء مجلس النواب بقرار رفع سعر تذكرة المترو وبدوره قال محمد فؤاد عضو مجلس النواب والمتحدث الرسمي باسم حزب الوفد ل"الأهالي": إن وزير النقل لو لم يتخذ هذا القرار لكان من الممكن ان تتعرض هيئة المترو "للإفلاس"، مؤكدا ان ديون الهيئة وصلت 500 مليون جنيه لشركتى "الكهرباء والمياة"، لافتا الى ان الهيئة فى حاجة ايضا لأموال لاستكمال الخط الرابع للمترو. وحول رفض بعض النواب رفع سعر التذكرة لعدم موافقة البرلمان على هذا القرار قال "ليس من صلاحيات مجلس النواب الموافقة او رفض هذا القرار قبل صدورة والمادة 127 من الدستور واضحة فيجب موافقة المجلس فقط قبل الاقتراض وقبل فرض الضرائب الجديدة، ولكن لا يحق لأعضاء المجلس اشتراط موافقتهم قبل رفع سعر تذكرة المترو او اسعار المياه والكهرباء، بينما يحق لهم بعد تطبيق القرار الاعتراض عليه أو طرح الثقة فى الحكومة". بينما غضب عدد آخر من النواب، من قرار ارتفاع سعر تذكرة المترو وأكد النائب محمد الكوراني، عضو لجنة النقل بمجلس النواب، أنه سيستدعي وزير النقل، بعد صدور قرار برفع تذكرة المترو من جنيه إلى 2 جنيه، لافتا الى أن الوزير خالف وعده لأعضاء اللجنة فى اجتماع الاربعاء الماضي، بعد ان اتفق معهم بأن وفدًا من هيئة المترو سيلتقي أعضاء لجنة النقل بالبرلمان لوضع حلول تجنبا لرفع سعر تذكرة المترو. وتابع "الكوراني"، أنه من ضمن الحلول التي كانت ستضعها اللجنة هي مطالبة الحكومة بدعم هيئة المترو ورفع متأخرات الكهرباء نظرًا لأن المترو يخدم نحو 30 % من السكان وأغلبهم من الطبقات الفقيرة والمتوسطة. ولفت، إلى أن هيئة المترو لم تضع فى اعتبارها أفكارا حديثة سواء بتأجير أسوار محطات المترو أو وضع إعلانات على التذكرة الورقية أسوة بدول العالم، لجلب موارد كثيرة تدر دخلا على المترو وتخفف العبء على المواطنين. وأشار إلى أن رفع سعر التذكرة جاء على عجل خاصة أن الرئيس عبدالفتاح السيسي ذكر أن آخر العام الحالي سيشهد تغييرًا وتحسنا فى الدخل بالنسبة للمواطنين، وهو ما كان يستدعي ضرورة التأخر فى اتخاذ هذا القرار.