اقامت مجلة أدب ونقد لقاء مفتوحا مع الشاعر العراقي منعم الفقير المقيم فى الدنمارك،أدار اللقاء الشاعر عيد عبدالحليم رئيس أدب ونقد، والذي اكد أن "الفقير" صاحب تجربة شعرية ثرية تمتد لأكثر من اربعين عاما، قدم خلالها عددا من الدواوين التي اعتمد فيها على التجريب فى بنية النص وفى اللغة أيضا ومنها "حواس خاسرة" و"جراح الأبدية" و"كلام مبكر" و"نادرا" وغيرها، بالإضافة إلى نشأته فى عالم المسرح حيث مارسه لسنوات الطويلة مؤلفا ومخرجا وممثلا حتي عام 1979، ثم بدأت رحلة الاغتراب حتي تنقل من دمشق إلى المغرب ثم إلى الدنمارك والتي يعيش فيها منذ اكثر من ثلاثين عاما، وتحدث منعم الفقير قائلا: نحن نحتاج إلى رؤية واقعية فى تحليل الأمور، فى الفن والسياسة أيضًا لدينا حقوق نائمة فى الدولة، من لا قرار له لا حياة له. يجب أن نعمل على تنشيط المجتمع المدني ومنها أدب ونقد وجريدة الاهالي وغيرها من المؤسسات الثقافية، أقول ذلك وأنا رئيس منظمة الستونو العالمية وهي منطقة ثقافية تعمل على تنشيط الحركة الأدبية من خلال عقد ندوات ومؤتمرات، مثلما تعمل مجلة "أدب ونقد" على إثراء الحياة الثقافية العربية بتقديم ثقافة نوعية، تسهم فى تطوير الثقافة العربية بشكل عام، وأضاف الفقير قائلا: لم تكن بغداد القصيدة الأولي، فبغداد أكبر من قصيدة،بدأت القصيدة الاولي بعد تركي للمسرح، تلك ارادتي والآن لدي حنين للمسرح، أنا الآن فى وطن الشعر لكن فى منفى المسرح، بعد تركي للمسرح قلت لنفسي وأنا فى بيروت ماذا افعل، كتبت قصيدة "مملكة الحب" ومنذ تلك اللحظة كتبت الشعر وسعيد بهذه التجربة. مصادر قصيدتي المرويات الشخصية وأحاديث الناس، تأثرت بشاعرة كبيرة رغم قسوتها هي الطبيعة، أنا ابن مجتمع الصور الجميلة، الصور الجميلة فى حالات الحب وحالات سرقة الحرية من مغتصبيها. دائمًا أعود إلى نفسي وإلي المكان الاول، اعود الي بغداد لكنني لا اكتب عنها خاصة بعد الانهيارات التي مرت بها. ضرورة المسرح وأضاف الفقير قائلا:عندما نتحدث عن المسرح من الناحية التقنية، كثير من المسرحيات تعتمد على الشعار، دون الاعتماد على الشخصية، وهنا أذكر بفخر نجيب محفوظ فى روايته "حضرة المحترم" حيث عبر عن الشخصية الدرامية بعمق. حاولت فى مجاميعي الشعرية أن تكون هناك تصاعدات درامية أحافظ عليها، وكان المتعب عندي ترتيب قصائد المجموعة وفق درامية النص منذ كتاب "أسئلة العقل" والذي تبعه كتاب "أثر على ماء" تخليت عن عناوين القصائد، أصبح الديوان قصيدة واحدة مطولة، لأني أعتقد أن العنوان تقنين مبكر للقصيدة. القصيدة الجيدة هي التي تطرح الأسئلة. تجربة المنفي وعن تجربته فى المنفى والاغتراب والتي أخذت سنوات طويلة من عمره يقول الفقير: الاغتراب يعطي الحنين واللوعة، لم تكن هناك صلة بالعراق حين خرجنا منها لم يكن هناك تليفون حتي أن أمي ماتت وكانت تتمني أن صورة ابنائي،المنفى أحيانا يكون أشد قسوة، فأنت قد تتعلم لغة لكن لا تتعلم ثقافة،وهنا أقصد الثقافة كنمط حياة. وتحدث بشار اليمني هاني الصلوي عن ظروف كتابة ديوان "كلام مبكر" الذي صدر فى الديوان الصغير من مجلة "أدب ونقد" لاسيما وأنه قرأ قصائد الديوان فى الأمسية. مؤكدا أن هذا الديوان يبرز كثيرًا من الخصائص الفنية لتجربة منعم الفقير. أما عارف الصرفي- الباحث اليمني فقال: إن كان فى الدنمارك شعراء يعانون ما المعاناة التي عاني فيها من الدنمارك، معرفتي لقصيدة منعم الفقير أنه لا ينسب نفسه لأب سابق فى الشعر، وأسأله كيف يصف هذا الأمر. هو شاعر يتجه إلى قضايا انسانية عميقة. أما الإعلامي اليمني محمد الحبيثي فسأل الفقير قائلا: ألا تفكر فى العودة للمسرح، ذلك الذي نشأت فيه وتكونت وجدانيًا من خلاله. أما الكاتب على رحومة – من ليبيا- فقال ما سمعته من شعر اعطاني انطباعا أن الشاعر فى الاغتراب عاش الوحدة كثيرا ربما هذا ما أعطاه الحنين للأماكن الأولي، وهذا تجلى فى قصيدته الأولي عن الوطن. وتساءل الفنان اليمني: اسامة طالب هل ربطت شعرك بالموسيقي، ما مدي استفادتك من الفنون البصرية. وعلق منعم الفقير على المداخلات قائلا: لدي ديوان صدر عن المؤسسة العربية اسمه "صمت متأخر" جاء ديوان كلام مبكر ردا عليه. أما قصيدة صناعة وطن فكتبتها فى دمشق عام 1982 فى تصاعد اخبار عن عشرات القتلي قتلوا فى الحرب العراقية الايرانية، وكتبت قصيدة "الجندي" وديوان "المختلف" فى دمشق. إلي الآن لم اكتب قصيدة "عن كوبنهاجن" تلك المدينة التي تمنح الدهشة وتمسحها بسرعة سوي قصيدة واحدة. عندي رواية "مقهي مراكش" كتبتها وأنا فى مدينة السريرة المغربية. وتخللت الليلة فقرات غنائية وموسيقية من ألحان الفنان اليمني اسامة ابو طالب والمطربة اليمنية فتحية المعمري، من خلال تقديم نماذج من الموروث اليمني.