لجأ السياسى الفرنسى "جان لوك ميلينشون" الذى ينتمى لأقصى اليسار إلى التكنولوجيا، وهو يطلق حملته لانتخابات الرئاسة فى مسيرة فى ليون يوم الأحد الماضى، إذ استعان بتقنية التصوير المجسم الثلاثى الأبعاد "الهولوجرام"، بطريقة جعلته يبدو وكأنه يخطب فى نفس الوقت فى مسيرة أخرى بباريس، فما هى تقنية الصور المجسمة، أو "الهولوجرام" تعريف "الصور التجسيدية" أو "الذواكر الهولوجرافية"، عبارة عن تقنية تصوير ثلاثى الأبعاد بأشعة الليزر، تمتلك خاصية فريدة تمكنها من إعادة تكوين صورة الأجسام بأبعادها الثلاثة فى الفضاء. ويختلف التصوير المجسم عن التصوير التقليدي، فى أن التسجيل لا يعتمد على كثافة المادة الحساسة للضوء فحسب، بل أيضا يمتد إلى تسليط حزمة من الموجات الضوئية التى تصطدم بالجسم المراد تسجيله، فتقوم الموجات الضوئية بعمل تخطيط ثلاثى الأبعاد للجسم، ثم تنقل المعلومات الكاملة عن التخطيط ثلاثى الأبعاد للجسم إلى أى مكان مطلوب نقل الجسم إليه. إذا الهولوجرام عبارة عن تصوير ثلاثى الأبعاد، يسجل الضوء فى جسم ليعطى شكل هذا الجسم فى مكان آخر. تاريخ تقنية الهولوجرام يعود تاريخ هذه التقنية إلى عام 1947 حيث قام العالم "دينيس غابور" بمحاولات لتحسين قوة تكبير الميكروسكوب الإلكتروني، وبسبب موارد الضوء المتاحة فى ذلك الوقت، والتى لم تكن متماسكة، أى آحادية اللون، تأخر ظهور التصوير التجسيمى إلى عام 1960، وقت ظهور الليزر. وفى عام 1967 استطاع كل من جيوديس أوباتنكس، و "ايميت ليث" من جامعة ميتشيجان الأمريكية، عرض أول هولوجرام بعد العديد من التجارب. وفى عام 1972 تمكن "لويد كروز" من صناعة أول هولوجرام يجمع بين الصور المجسمة ثلاثية الأبعاد، والسينما ذات البعدين، حيث يحتوى الهولوجرام على توزيع معقد من المناطق الشفافة والداكنة التى تماثل أطراف التداخل المضيئة والمظلمة. كيف تعمل؟ لإنشاء مجسم ثلاثى الأبعاد نحتاج إلى جسم، كما نحتاج إلى أشعة ليزر لتسقط على ذلك الجسم، وبالتالى تنقسم أشعة الليزر بواسطة المرايا إلى شعاعين متطابقين، أحدهما يتم توجيهه ليسقط على الجسم المراد تصويره. وبعض الضوء الساقط على الجسم ينعكس على وسط التسجيل. أما الشعاع الآخر، قيوجه إلى وسط التسجيل مباشرة، بحيث لا يتعارض مع الصورة القادمة من الشعاع المنعكس من الجسم ويتناسب معها ليعطى الصورة المجسمة "الهولوجرام". والحصول على صورة الهولوجرام يمر بمرحلتين: الأولى: يتم خلالها تسجيل أنماط التداخل ثم الحصول على الهولوجرام. الثانية: يتم قيها إضاءة الهولوجرام بطريقة معينة، حيث يكون جزء من الشعاع النافذ من الهولوجرام، مطابقا لموجة الجسم الأصلى، فنرى الصورة ماثلة أمامنا كأنها الجسم الأصلى. الأدوات المطلوبة جهاز ليزر: يستخدم لهذا الغرض جهاز الليزر الذى ينتج الضوء الأحمر، وهو ليزر الهليوم نيون. وفى بعض التطبيقات البسيطة "للهولوجرام" يمكن استخدام ليزر الدايود، المستخدم فى المؤشرات الضوئية. ويعيب هذه الطريقة الأخيرة أنها لا تنتج صورة عالية الجودة. العدسات: المعروف أننا نستعمل العدسة فى الكاميرا لتجميع الضوء وتركيزه، بينما فى الهولوجرام يكون دور العدسة عكس ذلك، أى تكون وظيفتها تشتيت الضوء، وتفريقه على مساحة من الجسم المراد تصويره. مجزئ الضوء: عبارة عن مرآة تعمل على تمرير جزء من الضوء، وعكس الجزء المتبقى، أى القيام بفصل الشعاع إلى جزءين. المرايا: تستخدم فى توجيه أشعة الليزر عبر العدسات، ومجزئ الضوء إلى الموضع المحدد. فيلم «الهولوجرام» يستخدم لتسجيل "الهولوجرام" فيلم له قدرة تحليلية، وهذا أمر ضرورى لإنتاج الصورة الهولوجرامية، حيث يحتوى الفيلم على طبقة من المواد الحساسة للضوء الموضوعة على سطح منفذ للضوء. خصائص "الهولوجرام" 1. إمكانية رؤية الجسم من جميع الاتجاهات. 2. إمكانية استعادة الصورة بتعريض أى جزء منها لأشعة الليزر. 3. إمكانية تصوير عدة صور هولوجرامية على لوح واحد. 4. رؤية طرف من صور الهولوجرام يخفى الآخر. 5. قد يبدو هذا العلم فى إنتاج الصورة ثلاثية الأبعاد، هو نوع من الفن أو الخيال العلمى ولكن الهولوجرام كتقنية له تطبيقات كثيرة، وتتزايد باستمرار، لذلك يقوم علماء الهولوجرام باستخدامه فى دراسة الأجسام فى الأبعاد الثلاثية. كما أن ذاكرة الكمبيوتر الهولوجرامية تعتبر ذاكرة المستقبل. ويعتقد العلماء أن الإنسان يخزن المعلومات فى الدماغ فى ثلاثة أبعاد. ويمكن لهذا العلم فى المستقبل أن يستخدم فى كل شيء. وهناك عدة نماذج وأمثلة لهذه التقنية تم استخدامها فى العروض المسرحية، والترفيهية، والحفلات الفنية، والمؤتمرات، كما هو الحال فى المؤتمر الذى عقده السياسى الفرنسى جان لوك ميلينشون، حيث تم تصويره بهذه التقنية ونقل الصورة لمكان آخر، فظهر وكأنه يخطب فى مكان، بينما هو فى واقع الأمر فى مكان آخر. وقريبا قد نتمكن من مشاهدة الأصدقاء والأهل عبر الهواتف المحمولة باستخدام هذه التقنية، فبدلا من مجرد التحدث إليهم، سيكون بإمكاننا مشاهدة صورة حية مجسمة لهم، أو قد يمكننا الذهاب إلى الإستاد لمتابعة مبارة كرة قدم فى مكان آخر فى العالم وكأنها تقام أمامنا. وقد تم تجربة هذه التقنية بشكل واسع، وتمت تجربتها فى مصر لعرض غنائى للسيدة أم كلثوم. ويمكن مشاهدة العديد من نماذح هذه التقنية على موقع "يوتيوب" بالبحث عن الكلمة المفتاحية "هولوجرام".