حملات التحريض ضد الجيش المصرى التى تقودها القنوات الفضائية لجماعة الإخوان، وحملات الشائعات التى ينشرها أتباعهم فى الداخل من الرأسماليين الطفيليين الفاسدين، ومن جماعة 6 إبريل والإشتراكيين الثوريين وغيرهم ممن ينتشرون كالجراد فى بعض الصحف المصرية و العربية والمواقع الإليكترونية، هدفها واضح كشمس النهار : إحداث الوقيعة بين تحالف الثلاثين من يونيو،الذى ضم بجانب قطاعات واسعة من المواطنين، الصحفيين والإعلاميين والقضاة والشرطة، وبين القوات المسلحة التى استدعتها كل تلك الأطراف لحماية ثورتها من جماعات مدججة بالسلاح، تضم جماعة الإخوان وأنصارها من القوى الدينية الأخرى. ولولا مساندة الجيش لهذا التحالف الوطنى الواسع،ما كان لثورة يونيو أن تؤمن نجاحها، تمامًا كما كان الحال فى ثورة يناير،إذ لولا تبنى الجيش لمطالب المتظاهرين، ما كان ممكنا للرئيس الأسبق مبارك أن يتخلى عن الحكم. الجيش لم يكن يبنى طرقا لتتهدم بعد مدد قصيرة من إنشائها، ولم يكن يشيد مباني تسقط على من فيها مع أول هزة لزلزال متوسط، ولم يكن يتاجر فى الأغذية الفاسدة، ويعطش الأسواق من السلع لرفع أسعارها ويهدر المال العام ويكدس الثروات من المتاجرة بأغذية المواطنين وصحتهم وخدماتهم و المضاربة بالعملات الصعبة فى الأسواق السوداء.واقع الحال أن الجيش قد حد من كل هذه الظواهر الجشعة المخربة، والساعية للثراء بكل الطرق، حتى لوكانت بأرواح المواطنين واحتياجاتهم. ولأنه جيش وطنى، أفراده هم أبناء العمال والفلاحين والطبقة الوسطى، فقد تقدم لتحمل أعباء فوق أعبائه، لحماية هذا البلد من ناهبى المال العام، ومن المتاجرين بمشاكله وأزماته،وقبل هذا وبعده لانتشاله من الخراب الذى حل به، ليس فحسب خلال السنوات الست الماضية،بل على امتداد الأربعين عامًا الأخيرة. لم يهمل الجيش تدريباته و تحديث أدواته وأسلحته وتنويع مصادرها، ولعل ذلك هو بالضبط مايزعج مروجى الشائعات والأكاذيب،ومنظمى حملات التشكيك فى كل إنجاز، وزاعمين أن الجيش تخلى عن مسئولياته الأساسية ليسطو على قطاعات الخدمة المدنية. وفى معظم بلاد العالم تشارك الجيوش فى مجالات الخدمة المدنية،على الأقل لتوفير احتياجات أفرادها.وفى مصر لم يعد للدولة قطاع عام قوى ومؤثر، بعد هجمات الخصخصة،التى جردته من قوته،وحطمته، قبل بيعه بابخس الأسعار.ولأن مشاكل مصر المتراكمة منذ عقود وأزمتها الاقتصادية الحادة،لم تعد تتحمل هدرًا آخر فى الأموال العامة، فحل الجيش محل هذا القطاع، ليوظف كفاءته فى الادارة والمحاسبة الصارمة،وإمكانياته الرفيعة المستوى،فى خدمة المواطن أولا بمنافذ البيع للسلع الغذائية المعقولة السعر،للتصدى لجشع التجار، ولعمل مشروعات الدولة الكبرى، وفى تشييد الطرق والمدن الجديدة،بأموال تخفض نصف النفقات وربما أكثر، وبمنتج بالمقاييس العالمية دون تلاعب فى المواصفات كما كان يحدث فى السابق، ويستخدم فى ذلك جحافل من الأيدى العاملة وشركات القطاع الخاص المصرية. يقدم الجيش كل يوم شهداء جددا، فى حربه الضروس ضد من يتوهمون أن بوسعهم تحويل مصر لإمارة فى دولة الخلافة المزعومة، وثقته فى النصر مسنودة بوعى شعبه الذى بات يفرق بين الحق والباطل، وبين المتدينين والمتاجرين بالدين،ويواصل الجيش فى الداخل حرب البناء، كأحد أعظم البناءين العظام فى تاريخ مصر الحديث. لهذا ولغيره كثير،تعظيم سلام لجيش بلادى، وحفظه الله فردًا فردًا من كل سوء.