يعيش أهلينا فى بعض محافظات الوجه البحرى بمحافظة كفر الشيخوالبحيرةوالمنوفية مأساة حقيقية بسبب ارتفاع نسبة الأمونيا فى مياه الشرب وتلوث المجارى المائية التى يعتمدون عليها فى زراعة أراضيهم.. ولم تتوقف المشكلة عند هذا الحد بل زادت وتفاقمت وأدت إلى نفوق آلاف الأطنان من الأسماك بسبب التلوث الصناعى الناتج عن قيام العديد من مصانع السكر وغيرها بالجيزة والمحلة وكفر الزيات بإلقاء مخلفاتها فى النهر مباشرة دون معالجة. وتتكرر الكارثة البيئة بشكل منتظم ويومى دون مراقبة من المسئولين عن المحليات والتى تقوم هى نفسها بتفريغ عربيات الكسح التابعة لها فى بعض الترع التى يروى منها الفلاحين اراضيهم ويشرب منها حيوانتهم وطيورهم لتعود مرة اخرى لتستقر فى جسد الانسان.. كما لم تهتم وزارة البيئة بالمراقبة على المصانع الواقعة الى نهر النيل التى تتخلص من صرفها الصناعى فى النيل مباشرة دون معالجة. كل هذه المؤثرات وتعدد مصادر ومنابع التلوث المائى أثرت بشكل مباشر على التنوع البيولوجى والتركيب النوعى للاحياء البحرية والثروة السمكية وتسببت فى انقراض كثير منها وأدت الى ضعف الانتاج السمكى فى البحيرات والمجارى المائية التى كانت تعتبر مصدرًا رئيسيًا لإنتاج مصر من الاسماك وتحولت الاسماك المنتجة من هذه المجارى الى سم قاتل لمستخدميها ومصدر للإصابة بالفيروسات والأوبئة والعديد من الأمراض. كارثة حقيقية يعيشها ملايين المواطنين بمحافظتي كفرالشيخ والبحيرة، بسبب تلوث مياه النيل بفرع رشيد مما أصاب المواطنين بالعديد من الأمراض. كما سادت حالة من الغضب بين أهالي المحافظة، بسبب تلوث المياه وعجز المسئولين عن حلها ما أدي إلى إقبال المواطنين على شراء المياه المعدنية كما نظم آلاف الصيادين بمراكز مطوبس وفوه ودسوق وقفة احتجاجية أمام مجلس مدينة دسوق بسبب تلوث مياه النيل، ونفوق أعداد كبيرة من الأسماك التي تعد مصدر رزقهم الوحيد نتيجة ارتفاع نسبة الأمونيا بمياه النيل بسبب صرف مخلفات مصانع الجيزة وكفر الزيات وركود المياه وإغلاق هاويس قناطر ادفينا بمطوبس وطالب الأهالي بإنشاء جمعية ونقابة للصيادين وضرورة إنتاج زريعة لهم تعوضهم عن موت الأسماك كما طالبوا بسرعة الانتهاء من مشروع آفاق 2020 وسرعة تقنين أوضاع الصرف الصحي على نهر النيل وإزالة المخالفات من مراكب وصالات الأفراح التي تلقى مياه الصرف الخاص بها مباشرة بجوار مآخذ مياه الشرب. وقد ثبت معمليًا، أن نسبة الأمونيا بمياه النيل بسبب هذه الملوثات تصل إلى 10% مما يؤدى إلى الإصابة السرطان الوقتي للأطفال والفشل الكلوي وأمراض الكبد المزمنة وقد انتابتهم حالة من الفزع نتيجة وجود بقع ملوثة وزيوت بعرض نهر النيل مما جعل المياه رائحتها وطعمها كريه مما يهدد صحة المواطنين، وكان وزير الإسكان الأسبق بتشكيل لجنة ترأسها الدكتور محمد كامل الأستاذ بالمركز القومي للبحوث وفريق من المتخصصين والخبراء بالمركز لأخذ عينات من محطة منشأة أبو على بدسوق وفوه ومطوبس، إلا أنه بعد تحليل العينة قررت اللجنة إغلاق محطات مياه الشرب بمدن ومراكز محافظتي كفرالشيخ والبحيرة لخطورة المياه على الصحة العامة وطالبت مجلس الوزراء بسرعة عقد اجتماع بسبب الحالة الخطيرة لمياه النهر النيل الملوثة بفرع رشيد والتي تهدد حياة المواطنين بسبب تلوثها بنسبة عالية ويجعلها غير صالحة للاستهلاك الآدمي وحذر وزارة الصحة من التلاعب فى نتيجة عينات المياه التي أخذتها من المياه الملوثة واستنكرت اللجنة الموقف المتخاذل والمريب لوزارة الصحة بتقليل نسبة الأمونيوم بالمياه وطالبت بإقالة رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب بكفرالشيخ وأرجعت تلوث المياه إلى ثلاثة أسباب أولها الصرف الصناعي من شركات ومصانع سكر الحوامدية بالجيزة والمحلة وكفر الزيات والصرف الصحي نتيجة تصريف مصرف الرهاوي بالجيزة الذي يصب فى فرع رشيد، بالإضافة إلى الاقفاص السمكية وسبب تلوث مياه الشرب واختلاطها بمياه الصرف الصحي وارتفاع نسبة الأمونيا بها ما أدي إلى انبعاث روائح كريهة منها جعلت المواطنين يحجمون عن الاقتراب منها واستعمالها، ويقول صيادو النيل إن مخلفات صرف مصانع الموت والتلوث الصناعى أدت إلى نفوق كميات كبيرة من الأسماك وإصابة الباقى بأمراض، حيث ظهرت على الأسماك انتفاخات بعد قيام مصنع سكر الحوامدية بأبورواش بالجيزة ومصانع كفرالزيات بإلقاء مخلفاتها فى مياه النيل وقد تسبب ذلك فى هلاك أطنان كبيرة من الأسماك، بالإضافة إلى مصرف الرهاوي ومحطات الصرف الصحى بالبتانون وتلا ومنوف بمحافظة المنوفية مأساة صعبة يعيشها صيادو النيل بفرع رشيد بسبب تلوث المياه وارتفاع نسبة الأمونيا والمنجنيز والرصاص بقاع النيل، وأكدوا أن معظم مواطنى كفرالشيخ والبحيرة مصابون بنسبة 80% الفشل الكلوى بسبب تركيز المواد والعناصر الثقيلة آخر مصب النيل وتتسبب نفوق عشرات الأطنان من الأسماك بنهر النيل وانتشارها عبر الفتحات للترع مثل ترعة المحمودية بمحافظة البحيرة وأمام مأخذ محطات مياة الشرب بادفينا ومطوبس منية المرشد وبرنيال مصانع الحوامدية بالجيزة والمحلة وكفرالزيات. وتباع الأسماك النافقة بالأسواق، وأكد مركز هشام مبارك للقانون أن ما يحدث فى مركز دسوق وفوه ومطوبس بمحافظة كفرالشيخ هو انتهاك لحقوق المواطنين المصريين الاقتصادية والاجتماعية وخاصة حقهم فى تمتعهم بالموارد والثروات الطبيعية وحقهم فى السلامة الصحية كما أنه انتهاك لحقهم فى الحياة وإخلال بالتزامات الدولة المصرية بحماية البيئة، أضافوا: أن تلوث مياه الشرب هو نموذج فج وواضح للانتهاك اليومي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وهذا الانتهاك هو السبب المباشر لانتشار العديد من الأمراض المتعلقة بسوء تقديم الخدمات وفى بعض الأحيان انعدامها مما يعد عائقاً لتمتع المواطنين بحقهم فى الصحة، وعلى الجانب الآخر تقدم محامي المركز بالمحافظات ببلاغ للنائب العام كمجني عليه هو وعدد من المحامين منهم عبد السلام محمد الصباغ وسعيد عباس غريب وإسلام عاطف عبد العزيز وعلى محمد محمود وعبد المهيمن الجراوني وتم التحقيق معهم فى المحضر رقم 3540 إداري مركز دسوق، يذكر أن أهالي قرية كفر مزر التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفرالشيخ أصيبوا بحالات إسهال وقيء وارتفاع فئ درجات الحرارة، وقام 60 مواطنًا بعمل تقارير طبية كانت نتيجتها أن هناك تغيرا فى خواص المياه الطبيعية (اللون والريحة ) وزيادة نسبة الأمونيا والطحالب بشكل يفوق 100%، كما جاءت نتيجة تحاليل المياه لتؤكد أنها غير مطابقة للمواصفات وغير صالحة للاستخدام الآدمي مما يؤدي إلى حالات التسمم كما تقدمت إحدى المدارس بقرية كفر مزر بشكوى بسبب وجود حالات تسمم فى صفوف التلاميذ بسبب مياه الشرب. وأعلن مركز هشام مبارك للقانون تضامنه الكامل مع أهالي مركز دسوق فى حقوقهم وأكد المركز بأنهم عازمون على تقديم الدعم القانوني اللازم لهم.