مظاهرة الكترونية قامت في أعقاب تصريحات وزير العدل المستقيل عن عدم صلاحية ابن عامل النظافة ليصبح قاضيا. انتهت باستقالة الوزير. الغريب أنه بعد الاستقالة انطلقت التعليقات والكتابات كلها تؤكد علي شيئين. الاول أن وزير العدل كان محقا في تصريحاته. والثاني ان استقالة الوزير لم تحل المشكلة ويظل ابن عامل النظافة بعيدا عن هذه الوظيفة السامية. المواطنون في الشارع أكدوا ماقاله أقرانهم علي مواقع التواصل الاجتماعي. فقال صبري سباعي¢ موظف¢ الشعب المصري شعب عاطفي واخذ هذه التصريحات باعتبارها ماسة لكرامته لكن لو فكرنا قليلا سنجد ان هذه فعلا هي الحقيقة وان ابن عامل النظافة لن يصبح قاضيا أبدا مهما حصل. ويقول ثروت دياب¢ تاجر¢ في تاريخ مصر كله لم نشاهد ابن عامل النظافة اصبح قاضيا. لانه معروف ان هذه الوظائف تقتصر علي فئات بعينها. واستقالة الوزير لم تحل المشكلة وظل الوضع قائما. وكل ماحدث ان الوزير استقال لانه من غير اللائق ان يقول هذه التصريحات. وتقول هدي محمود ¢عاملة¢ احنا ناس شرفاء وبنربي ولادنا احسن تربية ومن حقهم يشتغلوا في كل الوظائف. وليس ذنب اولادنا ان اهاليهم ناس بسطاء وفقراء. ويقول محمد منصور¢موظف¢ إن المشكلة لا تطال ابن عامل النظافة فقط ولكن تطال ابن اي انسان بسيط حتي لو موظف غلبان. وذكر محمد بواقعة الشاب الذي شنق نفسه لان الخارجية رفضت تعيينه لأنه غير لائق اجتماعيا. تقول الدكتورة مني جمال اخصائي التنمية البشرية ان المشكلة في تصريحات وزير العدل المستقيل هي الاعلان عن هذا الفكر بهذا الشكل المباشر والصريح. الا ان ماقاله وزير العدل هي الحقيقة تماما. والاستقالة لن تغير من هذا الموضع ابدا. وسيظل ابناء الفقراء والمهمشين بعيدين عن الوظائف العليا. واضافت هذا الواقع الذي صرح به وزير العدل السابق يجب تغييره. وان يكون اعتبار الاختيار لاي وظيفة هي معيار الكفاءة فقط . وليس الواسطة او المحسوبية او هذا الشخص غير لائق اجتماعيا كما حدث من قبل. ويقول محمد خليل محامي بالنقض للاسف الشديد ماقاله وزير العدل السابق هو عين الحقيقة. ومع ذلك قمنا بصب غضبنا عليه دون ان نفكر للحظة واحدة في هذه التصريحات وهل ماقاله الوزير هو الواقع ام لا؟ واضاف هذه المنظومة يجب ان تتغير تماما وان يتغير فكر القائمين علي وظائف القضاء او غيرها من الوظائف. ودعني أسأل هل ابن الغلبان مكتوب له ان يموت علي الحدود فقط دفاعا عن باقي الشعب ولا يحق له ان يستفيد من الوظائف والمناصب المتاحة؟ يقول الدكتور محمد نبيل غنايم حدد الاسلام جملة من الشروط يجب توافرها في من يتولي منصة القضاء حتي يتمكن من اداء عمله علي الوجه الأكمل ويحقق العدل. واضاف من هذه الشروط البلوغ فلا يجوز تولي الصبي منصب القضاء واذا حدث فان قضاؤه لا ينفذ ولا يعتد به. ومن هذه الشروط ايضا العقل فلا يجوز ان يتولي منصة القضاء مجنون او مشكوك في قدراته العقلية والذهنية. واضاف من شروط القضاء ايضا الحرية فالعبد لا يجوز له تولي القضاء. وكذلك من الشروط الاسلام لان القضاء ولاية ولا يجوز ان يتولاها كافر. وقال إن عند جمهور الفقهاء فان الذكورة شرط من شروط تولي منصب القضاء. وهناك ايضا شروط مثل العدالة والاجتهاد وكذلك سلامة الحواس مثل السمع والبصر والكلام.