في تحد صارخ للمجتمع المصري وعاداته وتقاليده المحافظة. أعلن عدد من الملحدين المصريين عن بدء إجراءات تأسيس حزب سياسي يحمل اسم "الحزب العلماني المصري" يضم العلمانيين والملحدين . واللادينيين والمفكرين الليبراليين. يدعون من خلاله لحرية العقيدة والإلحاد علي حد سواء. وإلغاء الهوية الإسلامية لمصر من الدستور حيث بدأوا في جمع التوكيلات اللازمة لتدشينه. تمهيداً لتقديمها إلي لجنة شئون الأحزاب. أعلن هشام عوف. وكيل مؤسسي الحزب. في تصريحات له. أن مبادئ الحزب المزمع إنشاؤه تتلخص في المساواة بين كل الأديان والمعتقدات والدفاع عن حرية الاعتقاد والإلحاد. بدون تمييز علي أي أساس. وأنهم بدأوا في جمع التوكيلات منذ عدة أيام لتدشين الحزب. وأنهم يسعون إلي جمع أكثر من 5000 توكيل من مختلف المحافظات التي لا تقل عن 10 محافظات مختلفة بواقع 300 توكيل لكل محافظة. وأوضح "عوف" أنهم اختاروا اسم "حزب مصر العلماني" ليكون اسماً للحزب حتي يتم إقراره أو رفضه من لجنة شئون الأحزاب. مشيرا الي أن هدف الحزب الأساسي هو الوقوف وراء الدعوات التنويرية. والتصدي لتغوّل الأزهر وتحالفه مع السلفيين وتراجع الدولة أمامهم. أضاف : الحزب سيتبني مفهوم العلمانية بشكل صريح. بخلاف بقية الأحزاب التي تخشي من إعلان ذلك أمام المجتمع سيركز الحزب في الفترة الأولي بعد تأسيسه علي الجانب الفكري والإعلامي بغرض تعريف الناس بالعلمانية ضد كل الدعاية السيئة التي ألصقت بها من جانب الإسلاميين. وسيوجه دعواته في الجامعات والنقابات والمحافظات المختلفة. مشيراً إلي أنه ليس هدف الحزب في المرحلة الأولي أن يكون حزب أغلبية ولكن حزب أقلية مؤثرة. وكشف وكيل مؤسسي الحزب عن أن الحزب سيطالب بتعديل الدستور بحذف المادتين الثانية والثالثة. الخاصتين بالهوية الإسلامية للدولة. واعتماد دستور حداثي قائم علي المواطنة. وإلغاء الأحزاب الدينية وتقليص دور الأزهر في الحياة السياسية ووصايته علي الفكر والفن والإعلام. والمطالبة بحق الزواج المدني للمسلمين والمسيحيين إلي جانب الزواج الديني أو الكنسي. يذكر أن المادة الثانية من الدستور تنص علي أن : "الإسلام دين الدولة. واللغة العربية لغتها الرسمية. ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع". واضاف أن الحزب سيدعو إلي أن تصبح العلمانية هي نظام سياسي يتعامل مع المواطن بدون تحفظات خاصة بالديانة. كما أنه سيعتمد التوجه الليبرالي وسيركز بشكل كبير علي قضايا المواطنة. وقضايا أخري مثل قوانين مدنية للزواج والمواريث والأحوال الشخصية وإلغاء خانة الديانة من الرقم القومي وإلغاء قوانين ازدراء الأديان. وفي الوقت نفسه سندعم حرية الإبداع والفن. ولم يخف مؤسسو الحزب العلماني أطماعهم في الشيوع في الوطن العربي والعالم الإسلامي حيث قالوا أن الحزب ستكون هويته مصرية في البداية مع التعاون مع الدول العربية. وسيعتمد التوجه العلماني الليبرالي وليس اليساري. مشيراً إلي أن أصحاب المبادرة يعلمون صعوبة تمرير مطالبهم وأنها ستحدث ضجة كبري. مؤكداً أنهم سيحاربون من أجل مطالبهم وتنفيذها ولكن المعركة الحقيقية في الوقت الحالي هي المطالبة بحظر الأحزاب الدينية طبقاً للدستور. واحترام حرية الإبداع والإعلام والفكر. وبالتالي الوقوف ضد تغول الأزهر والسلفيين. واعتبر مؤسسو الحزب أن هذا التوقيت هو الأنسب لتأسيس الحزب خاصة في ظل وجود خلافات بين الأزهر والسلفيين من جهة وآخرين مثل إسلام بحيري وإبراهيم عيسي من جهة أخري. داعياً أصحاب المبادرة لعدم الدخول في معارك جانبية في قضايا الحريات وحقوق الإنسان في المرحلة الأولي. ويركزون علي دعم الدولة في حربها علي الارهاب. و أنه ليس من الضروري أن يكون رئيس الجمهورية علمانياً. دعوة خبيثة من جهتهم اعتبر علماء الأزهر دعوة انشاء الحزب العلماني المصري هي دعوة خبيثة تعكس حجم ما يوجد من قبل جماعات الالحاد وغلاة العلمانية من كراهية للدين والتدين بكل صوره وأشكاله . وأن انحرافهم الديني والفكري لا يمكن أن يأتي بخير للبلاد . وأن الاولي بالدولة وأد فتنة العلمانية في مصر قبل أن تبدأ لأنها تسعي لاستغلال الاشكاليات الحاصلة علي الساحة وتطويعها لخدمة أغراضهم للنيل من ثوابت الإسلام وترويج انحرافهم الفكري عبر منصة سياسية . وصف الدكتور إبراهيم قاسم- الاستاذ بجامعة الأزهر- التفكير هذه الأيام في إطلاق حزب لغلاة العلمانية والملحدين في مصر محاولة بائسة لاستغلال الهجمات المتتالية علي مصر الأزهر التي ستبقي الي ان يشاء الله بلدا للدين وللمتدينين وكنانة الله في أرضه لترد كيد الكائدين. وسينقلب ما يدبرون عليهم حسرة وخسارة الي يوم الدين. أضاف: رغم عدم قلقي من مثل هذه الدعوات لنشر الأفكار المضللة لمجتمعنا المصري إلا انني ادعو العلماء لتوضيح حقيقة تلك التيارات الغريبة علينا وعلي مجتمعاتنا المحافظة لأن شبابنا اصبح صيدا سهلا لتلك الدعوات البراقة التي تسعي لنشر الانحلال والفجور في المجتمع الذي يعاني ويلات كثيرة . ويقول الدكتور محمد صلاح عبده- الأستاذ بكلية اصول الدين بجامعة الأزهر- ان الانحراف الديني والفكري والأخلاقي لهؤلاء الشباب الذين يتباهون بإلحادهم وبكفرهم بكافة الأديان بل والشك في وجود. الله ولا حول ولا قوة إلا بالله. لا يمكن ان يأتوا بخير بل هم يبحثون من حين لآخر كلما خفت نجمهم الي ان يجدوا ما يبرر لهم الظهور مرة اخري لنشر افكارهم الصابئة علي المجتمع . بيَّن د. قاسم. ان واجب الدعاة الي الله ان يوضحوا بخطاب عقلاني رصين خطورة تلك الأفكار ومن يقف وراءها من أعداء الأمة واشكالية ان يحيا الانسان بلا دين ينظم حياته .. مشيرا الي ان هجوم هؤلاء علي الأزهر سببه انه لهم بالمرصاد . وانهم يريدون التحلل من كل القيود والعيش عيش البهائم بلا ضابط ولا رابط من أخلاق او قيم تحكمهم وتحفظ المجتمعات من بلواهم.