* يسأل جمال الرفاعي من الغربية: إذا عاقب الله قوماً ظالمين بعقاب عام كالزلازل والسيول والأوبئة. فما ذنب الصالحين أن يعاقبهم الله أيضاً معهم؟ ** يجيب الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوي بالأزهر الأسبق: يقول الله سبحانه "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة" "سورة الأنفال: 25" ويقول النبي صلي الله عليه وسلم "إذا أنزل الله بقوم عذاباً أصاب العذاب من كان فيهم. ثم بعثوا علي أعمالهم". يقول العلماء: إذا أوقع الله عقاباً في الدنيا علي من يرتكبون المعاصي كان ذلك عدلاً حيث لم يظلمهم الله سبحانه. ومن كان يعيش من العاصين ولم يرتكب ما ارتكبوه ان قصر في تغيير المنكر ورضي بما فعلوا كان عاصياً مثلهم ولم يكن شمول العقاب له ظلماً. أما إن قام بواجبه في تغير المنكر بكل ما يمكن فإن ما يلحقه من الضرر في الدنيا لا يسمي عقوبة وسيحشره الله يوم القيامة مع الطائعين. كما يدل عليه الحديث المذكور والأحاديث الأخري التي منها ما رواه ابن حبان في صحيحه "إن الله إذا أنزل سطوته بأهل نقمته وفيهم الصالحون قبضوا معهم ثم بعثوا علي نياتهم وأعمالهم" وما رواه مسلم "العجب ان ناساً من أمتي يؤمون هذا البيت حتي إذا كانوا بالبيداء خسف بهم" فقلنا يا رسول الله إن الطريق قد تجمع الناس قال "نعم فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل. يهلكون مهلكاً واحداً ويصدرون مصادر شتي يبعثهم الله علي نياتهم". وجاء في القاعدين عن تغيير المنكر واستحقاقهم العذاب مع المرتكبين له قوله تعالي "وقد نزل عليكم في الكتاب ان إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتي يخوضوا في حديث غيره. إنكم إذا مثلهم" "سورة النساء: 140" وقوله صلي الله عليه وسلم فيما أخرجه الأربعة وصححه ابن حبان "إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب". يقول ابن حجر "فتح الباري ج13 ص66" يستفاد من هذا مشروعية الهرب من الكفار ومن الظلمة لأن الإقامة معهم من إلقاء النفس إلي التهلكة. هذا إذا لم يعنهم ولم يرض بأفعالهم. فإن أعان أو رضي فهو منهم. ويؤيده أمره صلي الله عليه وسلم بالإسراع في الخروج من ديار ثمود. وأما بعثهم علي أعمالهم فحكم عدل. لأن أعمالهم الصالحة إنما يجازون بها في الآخرة. وأما في الدنيا فمهما أصابهم من بلاء كان تكفيراً لما قدموه من عمل سييء. فكان العذاب المرسل في الدنيا علي الذين ظلموا يتناول من كان معهم ولم ينكر عليهم فكان ذلك جزاء لهم علي مداهنتهم. ثم يوم القيامة يبعث كل منهم فيجازي بعمله وفي الحديث تحذير وتخويف عظيم لمن سكت عن النهي. فكيف بمن داهن. فكيف بمن رضي بمن عاون؟ نسأل الله السلامة.