أعرف عن السيد وزير الأوقاف أنه رجل المهام الصعبة. لا يعرف إلا العمل. فلا يكفيه من النوم إلا سويعات. ولا من الطعام إلا لقيمات. دءوب في عمله لا يكل ولا يمل. وأعرف من مسلكه أنه رجل واسع الأفق يتحلي بذكاء اجتماعي نادرا ما نجده عند رجال الأزهر. فتقربه لرجال الإعلام. وتقربهم إليه يؤكد هذه الحقيقة أنه رجل واسع الأفق. وصاحب سمحة كبيرة من الذكاء الاجتماعي. كما أعرف أيضا أن وزارة الأوقاف كمؤسسة تحمل كثيرا من المتناقضات. وتطوي بين أحشائها العديد من الهموم والمفاسد لذلك تخرج أحيانا قرارات متناقضة. سريعة الطبخ عديمة الفائدة أو ربما تؤدي لأمراض خطيرة.. وأحيانا تصل للوفاة. ومازالت تحمل العديد من المفاسد التي تؤدي بها إلي الجنوح لشط غير مرساها. أرجو أن يتسع صدر السيد وزير الأقاف لما اذكره من أمثلة: منذ أيام تلقي أئمة وخطباء الوزارة علي مستوي الجمهورية ورقة من الوزارة. وهي عبارة عن إقرار من الإمام أو الخطيب يتضمن الاقرار الآتي: هل أنت من الإخوان. هل تنضم لجماعة إرهابية أي هل أنت إرهابي هل أنت عضو بجماعة من هذه الجماعات؟ وعلي الإمام أن يجيب علي هذه الاسئلة بخط يده ثم يوقع في النهاية علي الاقرار. وأنا بدوري أهنئ السيد الوزير أن جميع الاقرارات ستأتي بإجابة واحدة وكأنها حالة غش جماعي. فليس من المعقول أن يقر الخطيب أنه إرهابي. أو منضم للإخوان وهي حسب القانون مجرمة. حتي إن الإخواني أصبح الآن ينكر هذا في العلن وأنا لا استطيع أن أفهم مغزي هذا الاقرار. ومن الهمام صاحب الفكرة؟ هذا الاقرار يولد نوعا كبيرا من الاشمئزاز داخل نفس كل إمام أو خطيب. كما يؤدي إلي الاستهانة بعقلية وأداء أصحاب القرار. أرجو من السيد الوزير أن يتريث في اختيار أدوات مطبخه الإداري والدعوي. المثل الثاني واعتبره عتاباً لعالم أظن أن الإسلام هو همه الأول والأخير في الأسابيع الماضية ثارت قضية "شوية المهرجين" من الذين تفتحت شهيتهم للطعن في الثوابت والقرآن. السنة وعلماء الأمة. ودارت المناظرات الهزلية. وانشغل الناس بالقضية دفاعا عن دينهم حيث تصورو أن دينهم يهان في هذا العهد. في الحقيقة تصورا أن منابر الأوقاف ستهتز في الجمع السابقة. وسترتج جدران المساجد من الخطب الرنانة التي تدافع عن دين الله وتفند هذا البهتان. لكن الجمعة تلت الاخري ولم ينبت خطيب بشفه حول هذه القضايا وكأن الإسلام والدفاع عنه ليس من مهام وزارة الأوقاف. أحسنت الظن فأقنعت نفسي أن الوزارة منعت الحديث في هذا الأمر ليقينها من ضعف أئمتها. وعدم إلمامهم بما يواجهون به هذا البهتان لكن ما زادني غبطة. وأيقظ الأمل عندي أحد الخطباء ينحي تعليمات الوزارة جانبا. وشمر عن ساعديه وراح يقذف الحمم في وجه هؤلاء المهاجمين. راح هذا الخطيب يكسر قيود الوزارة. وطفق يفند المزاعم ويرد عليها مهاجما الفضائيات التي فتحت فضاءها لهذا البهتان والإفك. لعل هذا عتاب من قلب مكلوم..!! مثال آخر: ساء السيد الوزير حفلات الرقص في مولد سيدي زين العابدين بالمديح. إذا كانت هذه الاساءة كبيرة فإن الأكبر أن هذا يتم في أحد المساجد الكبيرة وفي غير أوقات المولد.. بمسجد السيدة نفسية.. رأيت بعيني سيدة من الدهماء يلتصق بها رجل من شاكلتها.. وهما ينفثان في الهواء بدخان السجاير.. حدث هذا داخل فناء المسجد.. وتحت أعين المسئولين بالمسجد وربما هناك مالا يعلمه السيد الوزير.. ويجلب لنا العار..!! لا أريد أن أزيد فالجراب فيه ما يفيض..!!