* يسأل جمال البدوي: ما المراد من تغيير المنكر بالقلب؟ ** يجيب فضيلة الشيخ عثمان إبراهيم عامر من علماء الأزهر الشريف : من الميزات التي اختصت بها هذه الأمة الخاتمة أمة محمد صلي الله عليه وسلم خيريتها علي غيرها من الأمم وهذه الخيرية مشروطة بشرط ألا وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومداومة الإيمان بالله قال تعالي: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" "آية رقم 110 من سورة آل عمران وعن آلية ووسائل تغيير المنكر يقول الرسول صلي الله عليه وسلم : "من رأي منكم منكراً فليغيره بيده. فإن لم يستطع فبلسانه. فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان". فرتب الحديث الشريف مراتب تغيير المنكر الثلاث كالتالي: 1 التغيير باليد: وهو مهمة الحاكم أو من يقوم مقامه. 2 التغيير باللسان: وهو مسئولية العلماء والمصلحين في المجتمع. 3 التغيير بالقلب: وهو مسئولية عامة الناس وترتيب الحديث للمراتب ترتيباً تنازلياً من الأصعب والأشد إلي الصعب والشديد إلي السهل واليسير وقد وصف الحديث المرتبة الأخيرة وهي التغيير بالقلب بأنها أضعف الإيمان ويظن الناس خطأ: ان التغيير بالقلب هو التغيير السلبي دون أن يترجم الوجه عما في القلب من كره للمنكر وبغض له. أو يصحب هذا الإنكار بالقلب هجر لفاعل المنكر حتي ينتهي عنه. والحقيقة غير ذلك تماماً. والأدلة علي ذلك كثيرة منها: 1 قال تعالي: "وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتي يخوضوا في حديث غيره "آية رقم 68 من سورة الأنعام" وقال تعالي: وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتي يخوضوا في حديث غيره انكم إذا مثلهم "آية رقم 140 من سورة النساء" وقوله تعالي "إنكم إذا مثلهم" يدل دلالة واضحة علي أن الساكت علي الكفر والكافر سواء في المعصية والساكت علي الاستهزاء والمستهزيء سواء كذلك في المعصية. 2 كان سبب اللعن الذي حق بالذين كفروا من بني إسرائيل هو انهم فقدوا الغيرة علي حرمات الله وكانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه قال تعالي: "لعن الذين كفروا من بني إسرائيل علي لسان داود وعيسي ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون" "الآيتان 78/ 79 من سورة المائدة.