في كل يوم تكشف المرأة المصرية عن أسرار جديدة وابداع يوضح إلي أي مدي كانت الحضارة الفرعونية متقدمة والتراث الفرعوني غني وحافل بالعناصر الزخرفية المستوحاة من الطبيعة وهو ما شجع أحفاد نفرتيتي علي التمسك بالموروث الحضاري والتاريخي. حرصت "عقيدتي" علي لقاء عدد من الفنانين في مجال "الهاندميد" للتعرف علي آمالهم وآلامهم حتي يصبح هذا العمل رافداً أساسياً لاقتصاد بلدنا وهو ما تبرزه السطور التالية . المصريون يضعون المعجزات ويحققون المنجزات أنبعثت كلماتها الواثقة من منتجاتها الرائعة هي شيماء مصطفي صاحبة "ديوان الورد" لعشاق الجلد الطبيعي وكولكشن "دلع الهوانم" للشياكة والاناقة والتميز والتي اختيرت أفضل عارضة للمرة الثانية علي التوالي بمعرض عيد الام 2015 بالجامعة الالمانية.. تقول حصلت علي ماجستير إدارة اعمال والتحقت بالعمل الاكاديمي وتدرجت في مناصب جيدة الا ان هذا المجال لم يستهويني كما لم يستهويني العمل في مجال لعب الاطفال والهدايا الجاهزة لذلك قررت الالتحاق بكلية الفنون التطبيقية قسم دراسات حرة تعلمت فن الاركت وتركيب الفصوص والطرق علي المعادن ودرست كيفية طلاء المعادن. كما التحقت بكورسات التصميم والازياء والحلي وقرأت كثيراً في كتب التراث والزخارف والفنون ودرست طرق تشكيل الأواني في كلية التربية الفنية ودرست طرق دمج الخامات الطبيعية المختلفة مع الجلد الطبيعي ودمج الاحجار الطبيعية مع النحاس وتطعيم الفضة بالاحجار. ونظراً لصعوبة أداء هذا العمل في المنزل لانه يعتمد علي الاحماض والمعادن لذلك أقوم بجزء في البيت وجزء في ورش الحسين وشارع المعز مع الحرص علي الاحتفاظ بالتصميم خوفاً من التقليد. تري ان "الهاندميد" للمشغولات اليدوية متحف فني للباحثين عن الاناقة والجمال حيث يزخر بالخزف والتطريز والخيامية وورد الخرز والرسم والسيراميك وهو انتاج شباب مصري "أيديهم تتلف في حرير" يتسمون بالجد والمثابرة والعزم المتدفق. فالبرغم من الركود الاقتصادي وتأخر حركة البيع والشراء في الفترة السابقة وهو ما انعكس علي الاحوال المعيشية للشباب المبدعين إلا أن إصرارهم وابداعهم كان حاضراً في معرض رمسيس هيلتون. قالت نتطلع لأي خطوة من الجهات المعنية لاستيعاب المشغولات اليدوية واقامة معارض محلية ودولية وتمثيل مصر بالخزف والخيامية والتراث الفرعوني ومنتجات السيراميك بدلاً من تمثيلها بالبهارات والبلح وهو ما يشعرنا بالخزي مقارنة بأجنحة المغرب والجزائر وغيرها من الدول العربية. التراث البدوي المشغولات التراثية جزء مهم ومميز لماض عريق وحضارة امة وجزء لايتجزأ من الموروث الحضاري ويعتبر التراث اليدوي أحد أهم الموروثات الغنية والحافلة بمكملات الاناقة فكل قطعة من ملابس المرأة البدوية هي لوحة فنية ومرجع للفنانين والمبدعين كما تقول صافي فتحي خريجة كلية التجارة التي دفعتها الموهبة والحس الفني للالتحاق بكلية الفنون الجميلة دراسات حرة لتعلم فنون طباعة النسيج واسس التصميم تقول حرصت علي اعداد تصميمات غير تقليدية من خلال التجديد في الخامات والالوان واتجهت لاستخدام الاحجار الاصلية وعلي رأسها الفيروز السيناوي الشهير واستخدمت النحاس والخرز ومزجت بين الخامات للوصول إلي تصميمات مبتكرة كالمزج بين الايتامين والاكسسوار وتعلمت غرز وأشكال مختلفة وبدأت برسم الاسكتش ووضع قطع الاكسسوار الملائمة لكل تصميم وحولت هذا التراث إلي موضحة عصرية تتوق كثير من النساء إلي استعمالها كمكملات للاناقة. أضافت بالرغم من أن المشغولات اليدوية تتسم بالجمال والروعة و المزج بين التراث والعصرية الا انها تواجه حرباً شرسة من المنتجات المستوردة التي تستخدم خامات متواضعة وبالتالي فهي رخيصة الثمن ولايكتب لها الاستمرار عكس المنتجات المصرية الطبيعية. وتطالب صافي فتحي بضرورة سن القوانين والتشريعات اللازمة لمنع استيراد المنتجات التي يمكن تصنيعها محلياً. مكملات الاناقة اطلالة لفتت كل الانظار واكسسوارات تجاوزت كل التوقعات لشباب يتوهج بريقاً هذا هو حال الفنانة المتألقة آمال شاكر من أوائل كلية الاقتصاد المنزلي وتدرس ماجستير تخصص تصميم ازياء ومن نبات المنصورة التي تتميز بالسحر والجمال تقول الاكسسوار هو عنوان الاناقة واحد مكملاتها ويرجع لابنتي الفضل في فكرة "الهاندميد" وبدأن العمل علي نطاق صغير وبتوفيق من الله نجحنا في هذا الطريق وجميع التصميمات من وحي تفكيري مستخدمة الخامات الطبيعية مثل كريستال اللازوردي وهو من الاكسسوارات عالية الجودة والاحجار الكريمة واستخدام النحاس وطلاء المعادن بالذهب لكي تحتفظ برونقها. قالت وإصرار المبدعين كان حاضراً في كلماتها بالرغم من محدودية ثقافة الناس عن الهاندميد وما يتبعه من غياب القدرة علي التقييم الحقيقي للمنتج الاصلي الا ان روح الاصرار مازالت تسيطر علي مجريات حياتنا. من زاوية أخري عن الابداع قال زوجها أمير الوصيف فنان تشكيلي ترجم احاسيسه ومزجها بالريشة واستطاع صياغتها علي اللوحات.. أنا من عشاق الفن التشكيلي ولولاه ما تواصلت الحضارات وتشهد علي ذلك آلاف المخطوطات واللوحات التي رسمها قدماء المصريين علي ورق البردي وفوق جدران المعابد ويؤكد علي ضرورة الترويج والتسويق للمنتجات اليدوية من خلال خبراء تسويق وضرورة تكاتف الوزارات المعينة لمؤازرة ودعم المبدعين. تنسيق الزهور لم تغب روح التفاؤل عن واقع المبدعين ولايزال التصميم علي الانطلاق والتقدم يلازمهم هذا ما تؤكده الفنانة سهام ذكي التي استطاعت الخروج بتصميمات غير تقليدية طوال الوقت في تصميم التابلوهات وأعمال السيراميك وتنسيق الزهور وذلك من خلال التجديد في الخامات والالوان لافتة انها بدأت الخوض في مجال التابلوهات وتنسيق الزهور منذ عشرين عاما وبدأت بمنزلها نظراً لارتفاع أسعار المنتجات في المحلات ثم توسعت في الاعداد للاهل والاصدقاء وتوسعت كثيراً بعد زواج أبنائي والآن أصبحت الحصيلة تكفي لملء محلات وجميعها علي درجة عالية من الشياكة والرقي. اضافت بالرغم من الاحباطات المتمثلة في ضعف التسويق وارتفاع أسعار الخامات بصورة مبالغ فيها وغياب التوعية بقيمة الهاندميد إلا أن الشباب المبدع لايزال مصمماً علي النهوض بالمنتج المحلي حتي يتعرف المصريون والعالم عليه ولما لا ونحن أحفاد صناع المعجزات. وتطالب بحماية الصناعات الحرفية والمشغولات اليدوية ووضع البرامج اللازمة للحفاظ عليها وتنميتها والتعريف بها واقامة معارض بإيجارات رمزية فهناك ملايين من الاسر التي تعمل وتستفيد من نتائج هذا العمل الذي يحتاج إلي الخصوصية والرعاية وإذا اهتمت المؤسسات بالمبدعين سوف تصبح هذه الصناعة رافداً أساسياً لاقتصاد بلدنا. مفروشات مطرزة ومن جانبها تقول حنان شعبان. مصممة المفروشات المطرزة أن المفروشات اليدوية جزء لا يتجزأ من الصناعات التي تعد مصدر فخر واعتزاز لدي الاسر المصرية وخاصة العرائس ولأن مملكة المرأة هي منزلها لذلك تحاول دائماً أن تبرز جمال كل قطعة من خلال اختيار المفارش والستائر المطرزة التي تبدو كقطع فنية تضفي جمالاً وشياكة علي منزل العروس. تقول: عشقت تطريز البدل السواريه منذ سنوات وبعد شراء مفرش تركي بسيط باهظ التكاليف تحولت إلي تصنيع مفروشات من خامات الاورجانزا والستان والقطيفة وتعلمت تصميم المفروشات واستوحيت الافكار من تركيبة الالوان التي لاقت اعجاب كل محبي الاناقة كما وجدت سوقاً رائجة عند التجار في المنشية والابراهيمية وسيدي جابر. اضافت: مساندة زوجي حافزاً لي للتوسع في عملي وتطوير مهنتي والسعي لتحقيق مطالب جمهوري. ترصد حنان شعبان. المشكلات التي تواجه المهنة ومنها عدم جدية الفتيات في تعلم تصنيع المفروشات وجشع التجار في رفع اسعار الخامات بحجة ارتفاع سعر الدولار كما ان المنتج المستورد مضمون المكسب لان التاجر يستورد ويدفع فوراً أما بالنسبة للمنتجات المصرية يكون تحصيل أموالنا بعد البيع في محلاتهم. أشجار الخرز الموهبة والحس الفني الرفيع لدي المرأة المصرية يكشف عن اسرار جديدة وابداع يوضح مدي ذكاء وفطنة المرأة بأن الجمال لايكتمل الا بمستلزمات الديكور والزينة لمنازل تتسم بالشياكة وهو ما وضح في أعمال الفنانة سهي عبدالمنعم مصممة "أشجار خرز وتابلوهات سيراميك" تقول المشغولات اليدوية هوايتي منذ الصغر لذلك التحقت بكلية الفنون الجميلة واستخدمت الخامات المختلفة والمعادن والجلود ووجدت غايتي في الخرز والكريستال من الازهر والعجائن يصنع منها جسم وجذع الشجرة ويختلف المنتج حسب رغبة المشتري فهناك شجرة يدخل فيها الاضاءة تنور في رمضان وأخري مناسبة للكريسماس. ومن أهم منتجاتي تابلوهات السيراميك والتي تتكون عجينتها من نشا وغرة أبيض يضاف اليها زيوت وكريمات حسب الظروف الجوية ويضاف اليها اللون المطلوب ومن هذه العجائن تخرج تابلوهات وأطباق متميزة بألوان جريئة لذلك تلقي هذه المنتجات إقبالاً من العرائس وفي المناسبات وهذه المهنة تأخذ حيزا محدودا في البيت وهي مهنة مريحة إذا تم أداؤها بصورة متميزة . اكسسوارات بالقطن التراث الفرعوني تراث غني وحافل ولايزال العالم يدرسه ولأن عالم الاكسسوارات يرحب بالجديد دائماً لذلك حرصت ان يكون أغلب اعمالي ستايل فرعوني بالكوريشة والمكرمية وتستطرد ميادة ماهر "صيدلانية" قائلة: حرصت علي دمج الخيوط والغرز وأنواع جيدة من القطن مع الاكسسوارات ومع متابعة مجلات الموضة خرجت بكولكشن متميز لقي اعجاب الجماهير علي الفيس بوك وفي المعرض وخارج مصر حتي ان البعض يتحمل تكاليف الشحن لتوصيل المنتجات التي يختارونها اضافت نحن أولي بتراثنا ولا يجوز ان يصدر لنا الخارج منتجات من تراثنا. كتابة الخرز زاوية أخري من الابداع تخصصت فيها شيرين شريف وهي كتابة الخرز تقول كتابة الخرز موهبة من عند الله تعلمتها في البيت وبدأت بلفظ الجلالة ولجأت إلي الخطاطين في المنشية للكتابة وطبقتها علي الخرز وتميزت في كتابة الخط الكوفي بالخرز ويرجع لزوجي الفضل في مساعدتي بإحضار الكتابات من الخطاطين وكذلك الاوراق للرسم وجلب الخامات.. وحصلت علي العديد من الكورسات واجدت في اعداد براويز مكتوبة بالخرز. أما المشكلة فهي غياب القدرة علي تقييم الاعمال بالخط الكوفي وبالرغم من ذلك لدي اصرار علي الاستمرار حتي أجد مكاناً بين المبدعين.