ربما تكون أقصى أمانينا ونحن على شاطئ البحر هو صناعة قلعة رملية صغيرة تكفى أقل موجة عابرة لهدمها وتحويلها إلى أطلال، لكن هناك العديد من الفنانين الذين لا تتوقف طموحاتهم مع الرمال عند القلعة الرملية فقط.. ومنهم مى عبدالرحمن التى دفعها عشقها للرمل أن تبدع فى فن النحت على الرمال باستخدام «الجرانيوليت» وهى مادة وسيطة بين الجرانيت المفتت والرمال الملونة المخلوطة بنوع من الغراء السريع للتثبيت على سطح اللوحة لتعيد تشكيلها من خلال تابلوهات توضع على الحوائط وتصاميم وأعمال يدوية مختلفة الأشكال والألوان والأحجام تخرج من عباءة التراث المصرى الذى لا ينضب. تقول مى إن هذا الفن غير منتشر فى مصر ويعد الفنان رفيق المنذر رائد هذا الفن فى مصر مع أنه أكثر انتشارا فى دول كثيرة لكن للأسف لا يوجد تقدير لفنون الهاندميد فى مصر، ورغم صعوبته بعض الشيء إلا أنه ممتع ويحتاج إلى بعض الصبر، لافتة إلى أنا والدتها هو الدافع وراء نجاحها، وأنها تميل إلى تصميم الأشكال الفرعونية والفلاحى والمودرن والورود ولكل شكل جمهوره الخاص الذى يعشقه، فالشباب الأقل من الثلاثين يعشقون الورود والقلوب والأشكال الرومانسية والخيالية، أما من يزيد سنهم على الثلاثين يحبون التصاميم الفلاحى المعبرة عن الريف والعناصر الشعبية وهناك من يعشق الآيات القرآنية ولا غنى عن المنظر الطبيعى الذى يمنح الراحة والهدوء أما المقبلين على الزواج فيفضلون الاشكال المودرن لأنه أكثر ملاءمة للأثاث، لتضيف بذلك رموز خاصة فى بناء متلاحم من الرمال الملونة وكأنها تقوم بتكوين أحلاما وأشكالا طفولية مثلما يلهو الأطفال بالرمال لكنها تنفذها ببراعة وحرفية شديدة تدرك صعوبتها حين تشاهد كم الدقة والتدرجات اللونية وتوزيعات الظل والنور على جنبات وأطراف اللوحة. وتؤكد أنها تحمست لتعلم هذا الفن عندما رأت طالبة فى كلية الفنون الجميلة تقوم به فقررت تلقى كورسات وممارسته حتى أتقنته جيدا وأضافت مى على الرمل خامة الزلط حيث صنعت تابلوهات للزينة بالرمل والزلط معا بالإضافة إلى التابلوهات المجزئة والتى تكمل الشكل بالتابلوه الذى يليه، كما أدخلت الرمل الأسود الذى يعد ملك الألوان، مشيرة إلى أن موضة هذا العام الأسود فى الأحمر او الفضى أو الذهبى لأنه يتماشى أكثر مع المودرن الذى أصبح منتشرا فى الأثاث بشكل كبير.