تعد وسائل الإعلام شريكا أساسيا إلي جانب الأهل والمدرسة في العملية التربوية للطفل لما له من أثر بالغ في تكوين الآراء والشخصية وهو من أقوي المؤثرات التي تساهم في برمجه الطفل وتكوين شخصيته فعلي الوالدين إدراك ما يشاهده الطفل هل هو مفيد له أم سارق لوقته؟!. فحسب الاحصاءات تقول د.هايدي طاهر اخصائي ارشاد اسري وتربوي مدربة منهج منتسوري الدولي: الأطفال من سن 8 إلي 14 سنة يقلدون تقليداً أعمي لمن حولهم من مشاهير في الاعلام مطربين وفنانين ولاعبي كرة قدم تتكون لديهم هواجس الشهرة بدون معرفة أي طريق يؤدي إلي تلك الشهرة كأن هناك فانوساً سحرياً سوف يحقق مطالبهم بدون سعي أو بذل مجهود فالبرامج غير الهادفة في كثير من الاحيان والأفلام التي تعتمد علي الإثارة الجنسية والبرامج التي تعرض هواجس يتعرض لها الأطفال بتكرار تمثيلها وتعريض الطفل لاسترجاعه الأحداث بنفس الأشخاص بل وحتي في نفس التوقتيات ياله من انتهاك لنفسيه الطفل وتأصيل الألم بداخله واتخاذه سلعه يراد بها الانتفاع به من خلال تحقيق نسبة مشاهدة أعلي وايرادات أعلي لهذه القنوات التي لا تراعي الحد الأدني لحقوق الطفل. هذا قطعاً لا يمنعنا من أن نقول إن هناك برامج هادفة تخاطب عقل الطفل ووجدانه فهناك مؤسسات في الدولة لها أنشطة علي طول البلاد وعرضها أنشطة تنموية عالية المستوي مجهود واضح ونتائج إيجابية جليلة ولكن أتساءل: لماذا لا يعلم جمهور الشعب المصري بهذه المجهودات الحثيثة المشرفة لأشخاص أفنوا حياتهم لخدمة قضايا الطفل سواء بمناهضة كل أشكال العنف لدي الاطفال أو علي صعيد تطوير الطفل وتأصيل القيم الإنسانية والمباديء حتي اكسابه مهارات معينة تنهض بمستواه العقلي والبدني والمعرفي والسلوكي فهل المشكلة هنا في عدم تسليط الضوء الإعلامي علي هذه المؤسسات والأشخاص المعنيين أم هل المشكلة في عدم تنوع البرامج التي تخاطب "الكبير" وتوعيته بالأسلوب الأمثل للتعامل مع الطفل وأعني بالكبير هنا هو كل من يتعامل مع الطفل أم أو أب.. أم هل المشكلة أن عدد البرامج المقدمة لا تفي بآمالنا وطموحنا في التوعية والتغيير والارتقاء للأفضل. أم هل المشكلة في عدد القنوات المتخصصة في عالم الطفل فكم قناة متخصصة في عالم الطفل تمتلكها مصر؟!. أعلمي ايتها المربية وأعلم أيها المربي أن الإعلام سلاح ذو حدين فكما أننا نناشد المسئولين بقناة إعلامية مصرية متخصصة تكشف أسرار الطفولة وتتناول قضاياة بمنتهي الاحترافية مراعية حقوق الطفل كما كفلها الدستور المصري وكافة الاتفاقيات الاقليمية والدولية مراعية المباديء المهنية وكفالة حرية الطفل في إبداء رأيه والتعبير عنه ومراعاه المصداقية والشفافية وحماية المصالح الفضل لجميع الأطفال وحماية هويتهم الشخصية والامتناع عن نشر أي قصة أو خبر أوصورة يمكن أن تعرض الطفل وأسرته للخطر والإساءة مع التمسك بمباديء الإعلام وضمان حق الجمهور في الحصول علي المعلومات الدقيقة في نفس الوقت فإننا ايضا من ناحية اخري ننوه إلي خطر من نوع آخر وهو خطر إدمان الطفل لهذه الوسائل الإعلامية سواء كانت مرئية أو اليكترونية فتعرض الطفل لهذه الوسائل من 4:6 ساعات متواصلة هذا سلوك إدماني له أعراض علي سبيل المثال لا الحصر قلق واضطراب واكتئاب وصداع وانتهاك اجتماعي وانطوائية وتشتيت انتباه بل وعدوانية فيكون هنا بحاجة إلي تدخل سريع ومساعدة متخصص ووعي من أولياء الأمور هذه مشكلة أخري يجب علي الإعلام نفسه تسليط الضوء عليها فالإعلام المتخصص موجه للطفل وولي الأمر معاً فهي منظومة يجب أن تتكامل في حرفية وتناغم. المجتمعات لا تنهض إلا بإعلام تنموي واعي يؤازر جهود التنمية وموضوعات الطفل من أهم الموضوعات التنموية فلا حديث عن تنمية بعيداً عن الطفولة.