وقع نظري علي إحدي الصحف التي لو ذكرت اسمها علي صفحات "عقيدتي" لأكون قد تعمدت الإساءة ل "عقيدتي". هذه الصحيفة المجهولة اعتبرتها كالفتاة الدميمة اللعوب. التي تجلب أنظار اللاهثين بإظهار عوراتها. وسوء حالها. استوقفتني عدة عناوين لمقالين لإبراهيم عيسي. وهالني ما قرأت. وأطلقت رثائي علي مثل هذه الأقلام. عناوين عدد 30/3/2015 تقول: الخلافة "الإسلامية" اخترعت أسوأ أنواع التعذيب. إلي كل أم إخوانية: كل سنة وأنت قاتلة يا ست الحبايب!!. لا تصنعوا من أبنائكم عقبة بن نافع. وفي عدد آخر تقول العناوين: لماذا طلق النبي "صلي الله عليه وسلم" 26 مرة؟!. هل يعيش الرجل كامرأة سعيداً في هذه البلاد. هذه المقالات ومجموعة العناوين أضحكت إبليس نفسه. فرأي فيها ما تكن إليه نفسه ولا ينطق بها لسانه. ففيها من الفجاجة والجهالة ما يأنف عن ذكرها عتاة الاستشراق. ففيها من سوء الأدب ما تعف الأقلام عن نسخه. وفوق كل ذلك فيها معاول الهدم لا للإسلام ولا المسلمين ولا نظام الخلافة الإسلامية وإنما لهدم دولة مصر الحديثة التي يحاول الرئيس السيسي تشييدها. وأنا أربأ بنظام يرأسه الرئيس السيسي أن يقال في عهده مثل هذا العبث. كاتب المقال يدعونا للإرتماء في أحضان الإخوان.. بعد أن هاجمناهم عقوداً طويلة. يدعونا للوقوف بجوارهم عنداً في مثل هذه الأقلام.. ماذا يعني بقوله: كل عام وأنت قاتلة يا ست الحبايب!! فليس لأمهات الإخوان. ولا الإخوانيات قاتلات ولكن هي في النهاية مصرية وأم.. وأخت وزوجة.. فليست بناتنا قاتلات فهي أم لها احترامها ووقارها. ولنا أن نقول لها كل سنة وأنت طيبة. أما ما تقتنع به فلا أوافقها وأسعي لإخلاء دماغها مما علق به. فعلي المستوي الشخصي لي أخت تحمل عاطفة مجتمعية نحو فكر الإخوان.. لكنها سيدة صالحة. تحب مجتمعها وتسعي للخير. وتربي أولادها علي تقوي الله. والفضائل وعشق مصر. أما قوله: "ان الخلافة اخترعت أسوأ أنواع التعذيب" فأنا أرشده إلي أصغر كتاب في تاريخ مصر الحديث ليعرف وأظن انه يعلم كيف قُتل سليمان الحلبي علي يد الجنود الفرنسيين الذين كانت فرنسا وقتها أعظم الدول التي تنشد حرية الإنسان. والشفقة علي الإنسان. لقد قطع الفرنسيون أيدي سليمان الحلبي. ووضعوه علي خازوق في تل العقارب خلف السيدة زينب. وماذا يريد صاحب العناوين بقوله: "لماذا طلق النبي 26 مرة؟!" هل يريد الطعن بصورة أكثر وضوحاً في شخص رسول الله صلي الله عليه وسلم. وإلي أي المراجع استند إليها في نقله المزعوم ولماذا سلم بصحة ما نقله ولم يسلم بما نقله الامام البخاري؟!. إن مصر تمر الآن بحالة سمحت فيها أو تركت الأبواب مفتوحة لأقلام تهدم ثوابتها. وتاريخها. وبالتالي مستقبلها وسيقرب المصريين حتماً للإخوان وربما للجماعات الجهادية فهل نفيق؟ وهل نحمي تاريخنا وديننا؟.