أكدت الدكتورة عزة العشماوي أمين عام المجلس القومي للطفولة الأمومة أننا في مرحلة بالغة الأهمية تعتبر مرحلة استثنائية تتعرض فيها مصر والمنطقة العربية بأكملها للعديد من التحديات التي تتصل بظهور أنماط وأفكار إرهابية غريبة هدفها هو تفكيك المجتمع وطمس الهوية من خلال أفكار وشائعات وثقافات هدامة تثير الفتن والبلبلة وسلوكيات وممارسات تصدر العنف. جاء ذلك خلال افتتاح أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة لورشة عمل الإعلاميين التي ينظمها المجلس بالتعاون مع المجلس العربي للطفولة والتنمية وهيئة ¢بلان¢ الدولية لنشر ثقافة حقوق الطفل ومناهضة العنف تحت شعار "إعلام صديق للطفل" بحضور الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية ومدثر صديق ممثل منظمة بلان الدولية والدكتورة إيناس مكاوي مدير إدارة المرأة والأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية وممثلي المجتمع المدني. وقالت العشماوي خلال افتتاحها لأعمال الورشة ¢إن الخطر الأكبر هو سرعة نقل وتداول وانتشار هذه الأفكار والثقافات بسرعة من خلال التطور الهائل في وسائل الإعلام ودور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة التي لا يقل دورها عن دور الإعلام وأصبحت قرين الإعلام والداعم الرئيسي له مؤكدة أن تلك الفترة قد تكون أصعب فترة تمر بها مصر والمنطقة العربية بأكملها فضلا عن تحولات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية يشكل فيها الإعلام وجدان وعقول الأسرة العربية بصفة عامة والطفل العربي بصفة خاصة¢. وأضافت ¢أننا بحاجة إلي النظر لكافة الاستراتيجيات والسياسات التي تم صياغتها منذ مطلع الألفية لما استجد من أمور وتحديات انعكس العديد منها بالسلب علي عقل ووجدان أكثر الفئات تأثرا بهذه التحديات آلا وهو الطفل المصري والعربي¢. وأشارت إلي أن هذه التحديات تتطلب تضافر الجهود للاستخدام الأمثل للموارد المتاحة والاصطفاف لدعم حقوق الطفل للتصدي لما يوجهه الإعلام من خطورة وأن نجعله إعلام داعم وصديق للطفل وذلك من خلال حوارنا المستمر مع وسائل الإعلام والإعلاميين من أجل تحقيق المصلحة الفضلي للطفل. ونوهت العشماوي بأن ورشة العمل تعد بداية الالتزام بتهيئة إعلام صديق للطفل وداعم لحقوقه وتهدف إلي العمل سويا للخروج بخارطة مستقبل نلتزم بها لنرصد المخاطر التي يتعرض لها الطفل فضلا عن وضع خطة للتحرك المستقبلي وفق إطار زمني بالإعلام ومع الإعلام ونناقش آليات الاستجابة ليكون الإعلام صديقا للطفولة والأسرة فضلا عن التركيز علي دور الإعلام في كل مراحل تطور ونمو الطفل بداية من مرحلة الطفولة المبكرة مرورا بمرحلة ما قبل المراهقة ومرحلة المراهقة وصولا إلي مرحلة الشباب. ومن جانبه أكد الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية أن الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس أعلن دعمه لمصر بكل ما أوتي من قوة لاستكمال مسيرتها للتنمية وتأتي هذه الورشة كخطوة أولي بالشراكة مع المجلس القومي للطفولة والأمومة وكذلك تنفيذ مشروع تأهيل ودمج 1000 طفل من أطفال الشوارع بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة التربية والتعليم وهيئة تعليم الكبار. وقال ¢إن المجلس العربي للطفولة والتنمية قد أولي قضية الإعلام اهتماما متزايدا إيمانا منه بأن المجتمعات لا تنهض إلا بإعلام تنموي واع يؤازر جهود التنمية.. ولعل موضوع الطفولة من أهم الموضوعات التي يجب أن يدعمها إعلام تنموي مشددا علي أن المجلس يسعي بخطوات جادة لتأسيس مرصد إعلامي لحقوق الطفل العربي ليكون آلية لرصد بحيث يمكن من متابعة وتحليل ما يدور في الإعلام العربي من خروقات أو تأييد ومناصرة لقضايا حقوق الطفل والدفع نحو تعديل اتجاهات الإعلام العربي إيجابيا نحو تلك القضايا¢. وأوضح أن هذا المشروع يتكون من عدة مراحل حيث تم الانتهاء من المرحلتين الأولي والثانية من خلال شراكة قوية مع الجامعة العربية وتمثل الإنجاز في المرحلة الأولي ي إجراء دراسة عربية تناولت تقييم تناول الإعلام العربي لقضايا حقوق الطفل في حين تتمثل المرحلة الثانية الحالية في إعداد المبادئ المهنية لكي يسترشد بها الإعلامي ونفي تناولهم لقضايا حقوق الطفل. وأضاف ¢نتطلع إلي أن يستمر سعينا نحو بناء المرصد باعتباره المرحلة الثالثة من خلال التعاون مع مؤسسات إعلامية ورصد الأداء الإعلامي في مجال حقوق الطفل وإصدارها في تقارير وصولا إلي إعلام عربي مناصر لقضايا حقوق الطفل مبينا أن المرحلة الثالثة سوف تتم بشراكة ثلاثية كاملة بين المجلس العربي للطفولة والتنمية والجامعة العربية والمجلس القومي للطفولة والأمومة¢.