في مؤتمر مشكلات المرأة المصرية والعربية:

"يونس" يطالب مصر بتنفيذ "بنك الفقراء"..و"محلب" يعد بالتطبيق

أكد الدكتور محمد يونس. مؤسس بنك جرامين للفقراء في بنجلاديش. والحاصل علي نوبل عام 2006. أن تمكين المرأة في العالم يبدأ من التمكين الاقتصادي من خلال دعمها ليكون هناك عمل خاص بها ودخل مستقل ومساعدة زوجها مما يؤدي للنهوض بأسرتها..جاء ذلك خلال المؤتمر الذي نظمته مجلة نصف الدنيا بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة حول ¢رؤية المرأة المصرية والعربية 2030¢.
وأشار يونس. إلي أن هذه التجربة نجحت في بنجلاديش وستنجح في أي مكان آخر تتعرض فيه المرأة للتهميش مع العلم أن مصر خصبة تماما لتطبيق التجربة وقد تحقق نجاحا أكثر إذا تم تنفيذها بإتقان وخاصة ان مصر أحسن حالا من الناحية الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف: إن بنجلاديش وهي دولة مسلمة كانت تعاني الإهمال الشديد للنساء في الماضي والآن أصبحت من أفضل دول العالم في الرعاية الصحية للمرأة والتمكين الاقتصادي بعد أن نجحنا في إنشاء بنك خاص للفقراء النساء لتقديم قروض للمواطنين وكنا في البداية نمنح النساء قروضا ب5 دولارات ثم 10 دولارات. حتي وصلت القروض الآن إلي مبالغ كبيرة وهي قروض صغيرة تقدم للنساء دون ضمانات لإقامة مشروعات وصناعات متناهية الصغر وتساءل الدكتور يونس: لماذا لا تطبق هذه التجربة في مصر ودول عربية ومسلمة أخري وقد تؤتي التجربة ثمارها أفضل من بنجلاديش وتجربة بنك الفقراء لم تعد قاصرة الآن علي بنجلاديش فقط كما قد يظن البعض وإنما أصبحت موجودة في في كثير من بلاد العالم ولهذا نمتلك برامج تسمي ¢مايكرو فيليدج¢ أو ¢القرية الصغيرة¢ وتلك البرامج مصممة من قبل بنك جرامين علي نفس الأساس الذي أنشئ من أجله ولخدمة نفس الهدف ونحن لا ندير تلك البرامج في تلك الدول ولكنها تدار أحيانا من خلال الحكومة أو القطاع المصرفي أو البنوك وهناك برامج أخري نحن نديرها كما في الولايات المتحدة الأمريكية ¢جرامين أمريكا¢ والتي بدأنا في تنفيذها وإدارتها في 2008 في مدينة نيويورك ثم أنشأنا فروعا عديدة أهمها في لوس انجلوس وسان فرانسيسكو وهيوستن وغيرها من المدن الأمريكية الكبري وتعمل تلك البرامج لصالح الفقراء في الولايات المتحدة الأمريكية ولدينا أيضا برامج في أوروبا وخاصة في المملكة المتحدة وفرنسا والنرويج والسويد وايطاليا و اسبانيا والبرتغال وكذلك في منطقة الشرق الأقصي كالصين والهند ومعظم البلاد الأفريقية بل وبعض دول الخليج أيضا لأن الفقر موجود في كل دول العالم ولكن بدرجات متفاوتة.
سنطبق التجربة
من جانبه أكد المهندس إبراهيم محلب. رئيس مجلس الوزراء. أن الاهتمام بالمرأة هو حائط الصد الأول في مواجهة الإرهاب لأنها تربي الأجيال وبالتالي فإنه يجب علينا تثقيفها وتنويرها وهذا دور شديد الأهمية لتأمين المجتمع من هذه الأفكار المتطرفة وإذا كان قانون الانتخابات قد جعل في حكم المؤكد أن يصل إلي مقاعد مجلس الشعب القادم حوالي 70 سيدة فإن طموحات الدولة تستهدف أن يصل خلال الانتخابات علي المقاعد الفردية عدد آخر ليصبح تمثيل المرأة في البرلمان تمثيلاً واقعيًا للمجتمع.
وأشار محلب. إلي ضرورة تمكين المرأة وربطها بأساليب التنمية الاقتصادية ولهذا فإن حرص قيادات الحكومة علي المشاركة في هذا المؤتمر يعود الي لأسباب عديدة أهمها الترحيب بالدكتور محمد يونس الذي له تجربة في محاربة الفقر في بنجلاديش وتغيير واقع كان أكثر تعقيدًا مما تعيشه مصر اليوم ولهذا جاءت مشاركته من تقديره البالغ لدور المرأة المصرية التي أثبتت تفوقها وتميزها في الكثير من المجالات فمثلا في الأربعينات شهدنا وجود سيدة مصرية تقود طائرة ولدينا اليوم سيدات يعملن في كل القطاعات خاصة في مجال مشروعات الصناعات الصغيرة والمتوسطة كما أن لدينا أمهات تقدم الشهداء لهذا الوطن ومازالت تقدم الكثير لهذا الوطن الذي عليه أن يرد لها هذا الصنيع.
وتجاوب محلب مع فكرة بنك الفقراء قائلا: غن ما قام به الدكتور محمد يونس فكرة ملهمة خصوصًا لقدرتها علي إجراء تغيير حقيقي علي أرض الواقع في بنجلاديش حيث انخفضت معدلات الفقر من 95% قبل إنشاء بنك الفقراء لتصل إلي 25%. الأمر الذي جعل أكثر من 100 دولة في العالم تستلهم من بنك الفقراء أسلوبًا جديدًا للتنمية الاقتصادية ولهذا فإن من أولويات الحكومة خلق مسار إصلاحي وفتح جميع الملفات للاستثمار وبلا شك كان هناك معدل نمو في الماضي وصل إلي 7%. لكن لم يصل أثره إلي الجميع ما تسبب في زيادة نسبة الفقر ونحن اليوم نواجه تحديًا كبيرًا للقضاء علي الفقر الذي وصلت نسبته إلي 26% تقريبًا.
وأوضح محلب .أن تعمل علي تحقيق إصلاح اجتماعي اقتصادي فلا يمكن أن يكون هناك إصلاح اقتصادي علي حساب الفقراء لذا سنحرص علي خلق شبكة حماية اجتماعية وقد بدأنا في توسيع قاعدة معاش الضمان الاجتماعي ليضم 3 ملايين أسرة بدلاً من 1.5مليون أسرة. وكذا مظلة للتأمين الصحي ومنظومة إلكترونية لتوزيع الخبز وبدأنا في اقتحام المشكلات بنماذج مختلفة وأولويات متفاوتة أولها مواجهة مناطق العشوائيات وتطويرها كما أن هناك أهمية كبيرة لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة وهناك صناعات متوطنة ورائعة في المحافظات المختلفة.
عقدت علي هامش المؤتمر ورش عمل اشرفت عليها الكاتبة الصحفية أمل فوزي رئيس تحرير مجلة ¢ نصف الدنيا ¢ وشارك فيها عدد كبير من خبراء الصندوق الاجتماعي للتنمية والمجلس القومي للمرأة وجامعة الدول العربية والبنك الدولي والأمم المتحدة والبنوك وسيدات الأعمال وغيرهم من المهتمين بقضايا المرأة والتنمية وتم عرض نماذج ناجحة للمرأة في مكافحة الفقر ودفع جهود التنمية في مختلف المحافظات