تحدي المصريون العصابات الإجرامية وعملياتهم الإرهابية. وتوافدوا علي أرض المعارض في طوابير طويلة. حرصا علي الاستمتاع العقلي والترفيهي بالعرس الثقافي السنوي¢ معرض الكتاب¢.. وبالرغم من هذا الزحام. إلا أن الكثير من مسئولي دور النشر يشكون من ضعف الاقبال والكساد الشديد في حركة البيع. مرجعين هذا للظروف الاقتصادية التي يعانيها الكثيرون. واللافت للنظر أن الغالبية العظمي من زائري المعرض هذا العام هم من فئة الشباب. بنين وبنات. منهم طلبة جامعة ما زالوا يدرسون. ومنهم طلبة مدارس. كما توجد الاسر التي اصطحبت اطفالها لزيارة المعرض وشراء الكتب المختلفة. واللافت ايضا أن هذا القطاع العريض من الشباب يُقبل بشراهة علي شراء قصص وروايات للأدباء الشبان. وهذا ما أكده لنا محمود جمال- مسئول دار الغد الجديد- حيث قال : الشباب يطلبون بالاسم الروايات الجديدة لنور عبد المجيد واحمد مراد وغيرهما من شباب الكتاب. في حين يقل الطلب علي كتب التراث وامهات الكتب إلا من الباحثين والمتخصصين خاصة خريجي الازهر والأكاديميين في مجال الدعوة والوعظ. أضاف : بالرغم من الخصم الرهيب الذي وضعته كل دور النشر داخل المعرض علي منتجاتها. الا أن الاقبال ضعيف للغاية مقارنة بالأعوام الماضية تحديدا العام الماضي والذي شهد بالنسبة لنا رواجا منقطع النظير. أشار جمال الي أن الدار تعرض اشكالا متنوعة من كتب التراث وأمهات الكتب مثل إعراب القرآن للشيخ الشعراوي وإحياء علوم الدين للإمام الغزالي وتفسير ابن كثير وغيرها من كتب التراث القيمة ويبدو أن بعض دور النشر كانت تظن انه بعد الهجمة الشرسة علي كتب التراث في الفضائيات المختلفة سيقبل الناس علي شرائها لمعرفة ما تحتويه لكن أحدا لم يفعل ذلك وصارت الامور كسابقيها لا يبحث عنها ويطلبها سوي المتخصصين والباحثين. مؤكدا أن أسعار الكتب في متناول الجميع بل انها في نفس سعر السنوات الماضية ولم تطرأ عليها أي زيادة كما انه لم يشكُ احد من الزائرين من ارتفاع اسعار الكتاب. وافقه الرأي يسري هشام- مسئول دار الافاق العربية- مؤكدا عزوف الناس عن كتب التاريخ بكل عصوره سواء العصور الوسطي او حتي تاريخ أوروبا باستثناء الباحثين والمتخصصين في هذا المجال. واللافت للنظر أن كتب الاطفال وكل ما يتعلق بالكمبيوتر والانترنت من برمجيات وجرافيك لاقي قبولا واستحسانا من جمهور المعرض وكان حظه أفضل من غيره من الكتب تحديدا كتب التراث وأمهات الكتب ¢والتي تفاني اصحابها لترويجها بأن جعلوا موسوعة من سبعة مجلدات من كتب التراث بمائة وعشرين جنيه دون وضع أي هامش ربح لهم وبسعر التكلفة بل انه أقل في بعض الاحيان من سعر التكلفة ¢ورغم ذلك لم تحقق أي رواج داخل أجنحة المعرض المختلفة وقد اشار لنا مسئول احدي دور النشر الاليكترونية الي الاقبال الشديد من الشباب علي شراء كتب واسطوانات كل ما يتعلق بالكمبيوتر والانترنت وقد ساعد الخصم الذي تم وضعه علي المنتجات المختلفة علي زيادة الاقبال حيث وصل الخصم عليها لأكثر من عشرين بالمائة. وبالرغم من ان الكتاب الديني لم يحتل مساحة تذكر في المعرض هذا العام الا ان كتاب مصطفي حسني الداعية الشاب قد سجل اعلي الايرادات بين الكتب الدينية حيث وجد اقبال عليه من الشباب والسيدات رغم ارتفاع سعره مقارنة بباقي الكتب فقد وصل سعره لاربعين وخمسين جنيه كما أنه ليس كتابا من تأليفه بالمعني المعتاد انما هو مجموع الحلقات التليفزيونية التي كان يخرج بها علي الناس في برنامجه الشهير علي احدي الفضائيات وقد تم وضع اسطوانة مع الكتاب عليها كل الحلقات. وأشار مسئول دار الكرمة الي الاقبال منقطع النظير علي كتابي ¢شربة الحاج داوود¢ و¢الهول¢ لأحمد خان خاصة من الشباب. في حين ضعف الاقبال بشكل ملحوظ علي الكتب السياسية بكل اشكالها وانواعها رغم أن المعرض زاخر بها. وأرجع ذلك لحالة الملل التي يعيشها الشباب بسبب تردي الاوضاع بشكل عام. وعلي العكس من ذلك تماما أعرب مسئول دار ¢الراية توب¢ عن تفاؤله بالمعرض مؤكدا أن الاقبال مبشر رغم ما يعانيه الناس عند الدخول. خاصة اننا ما زلنا في الايام الاولي للمعرض. وكطبيعة المصريين التي لا تتغير فقد لاقت كتب التنمية البشرية وتحديدا كتب ابراهيم الفقي مؤسس التنمية البشرية في مصر رواجا منقطع النظير وأقبل عليها الشباب والاسر علي حد سواء. وعلي طريقة ¢كل حاجة بجنيه ونص¢ وقف بائعو سور الازبكية. كما اعتادوا ينادون بأعلي الصوت ¢اي كتاب بعشرة جنيه ¢ لجذب الزبائن اليهم وترويج بضاعتهم متفوقين في هذا علي اصحاب دور النشر المختلفة. وكعادة قصور الثقافة كل عام فقد خصصت خيمة كبيرة للأطفال يمارسون فيها الرسم والتلوين طوال أيام المعرض من 11 صباحا - 6 مساء دون أن تتكلف الاسر اي مبالغ مالية. ولا أحد يستطيع انكار الزحام الشديد الذي حظي به جناح الهيئة العامة للكتاب بسبب كمية الكتب المتنوعة المعروضة وسهرها الخيالي فقد وصل سعر الكتاب او المجلة داخل الهيئة خمسين قرشا وارتفع ليصل خمسة جنيهات. اضف الي ذلك المخطوطات النادرة التي عرضتها الهيئة بأسعار لا يصدقها عقل والتي كانت السبب في تكالب الناس عليها خاصة الشباب.