أقامت اسرة القارئ الاذاعي الكبيرالشيخ شعبان عبدالعزيز الصياد احتفالية اسرية حضرها جميع افراد العائلة الذين قرأوا القرآن الكريم كاملا -ختمة قرآنية- ترحما علي روح والدهم الطاهرة بمناسبة مرور 17عاما علي رحيله. بحضور العديد من محبي الشيخ ومريديه وعشاق سماع صوته الندي العذب. بقرية صراوة مركز اشمون بمحافظة المنوفية. رغم مرور سبعة عشر عاماعلي رحيل القارئ العملاق الشيخ شعبان عبدالعزيز الصياد. الملقب ب¢الصوت الملائكي¢ وصاحب الحنجرة الفولاذية إلا انه مازال يأتي صوته الذي لقب اثناء حياته ب ¢استاذ جواب الجواب¢ "اعلي طبقة في الصوت" مازال يأتي في مقدمة الاصوات العذبة الندية التي تُشعر المستمع اليها وكأنه يتعايش مع صوت معجز.. اخَّاذ.. يسبح مرفرفا في عنان السماء في جو تصحبه ملائكة الرحمن في خشوع وخضوع وانكسار لله رب العالمين .. هذا الصوت الذي اعتبره القارئ العملاق الشيخ راغب مصطفي غلوش- رغم انه احد افذاذ وعباقرة التلاوة علي مر العصور في مصر والعالم- انه اعظم من قرأ القرآن مما جعل قارئ مصر الاول الشيخ مصطفي اسماعيل ينبهرعند سماعه ويتنبأ له بالعالمية المبكرة. حرصت عقيدتي كعادتها في تكريم العلماء وقراء القرآن ان تكرم الصوت الملائكي الشيخ شعبان الصياد في ذكري رحيله ال 17: هبة من السماء يقول عادل شعبان الصياد- نجل الشيخ 42 عاما-: رغم مرور 17عاماعلي رحيل والدي الا اننا بحمد الله مازلنا نشعر بوجوده بيننا ويرجع سبب هذا الاحساس بسيرته الحسنة وباسمه الذي مازال محفورا في قلوب مستمعيه الذين نسعد بهم في كل مكان وزمان فهم يتواصلون معنا ليطمئنوا عن احوالنا ويسألونناعن الجديد من التسجيلات التي تظهر من وقت لاخر. اضاف عادل: اننا نعتبر صوت والدي عليه رحمة الله. هبة وعطية من السماء وهبها الله تعالي لوالدي. فرغم انه مواليد/1940اي انه قد اتي الي الدنيا بعد مجئ جيل العمالقة الكبار امثال المشايخ محمد رفعت ومصطفي اسماعيل والمنشاوي والحصري وعبدالباسط والبنا وشعيشع والشعشاعي الزناتي وغلوش وابوعامر او حصَّان وحمدي الزامل إلا أن الله تعالي قد كتب له ان يعلو شأنه ليرتفع اسمه الي جوار اصحاب هذه الاسماء الكبيرة. ملك الجواب ويقول القارئ الاذاعي الشيخ طه النعماني: لقد انعم الله تعالي علي منذ نعومة اظفاري بحب هذا القارئ العملاق الذي وهبه الله عذوبة في الصوت غير مسبوقة مما جعلني احاول اردد ما يقول الي ان اصبحت اقلده باتقان ونزحت الي القاهرة تاركا الفيوم بحثا عن الشهرة والمجد وما من يوم يمر الا واترحم علي شيخي شعبان الصياد الذي جعله الله تعالي سببا في حبي وعشقي لتلاوة القران الكريم بفضل ما حباه الله تعالي باداء عال يعتمد علي القوة في الاداء مع الاحتفاظ بالاحكام دون الاخلال بقواعد التجويد عكس ما نراه اليوم من بعض الزملاء الذين يقعون في الاخطاء التجويديه بسبب التلوين النغمي حيث يطغي النغم عندهم علي قواعد التجويد. واختتم النعماني: ورغم مرور هذه الاعوام علي رحيله الان الشيخ شعبان الصياد مازال في مقدمة عباقرة التلاوة من حيث القوة في الصوت عنده -التي وهبها الله تعالي اياها حيث تسمي ب-جواب الجواب مما جعل البعض يلقبونه في حياته وبعد مماته ب"ملك الجوابات" واستاذ جواب الجواب. الاستاذ والتلميذ ويواصل الابن عادل: ومن المشهور في رحلة والدي- عليه رحمة الله- مع التعلم وتلاوة القران الكريم انه حين نزح لتلقي التعليم بجامعة الازهر الملاصقة بالجامع الازهرالشريف. التقي فضيلة القارئ العملاق الشيخ مصطفي اسماعيل رحمه الله -وكان قارئا للسورة بالجامع الازهر-وحين تقرب والدي منه وتعددت اللقاءات وسمع صوته وهو يقرأ القرآن. فأعجب الشيخ مصطفي بصوته واثني عليه واحتضنه واصبح يصطحبه معه في السهرات وكان دائما ما يردد لمحبيه مسيرة نجاح الشيخ شعبان الصياد قائلا لهم: انظروا الي هذا الشاب -فصوته ملائكي-وسيصبح له شأن عظيم في دولة التلاوة ان شاء الله. القارئ العالم يقول محمد حسني الصياد-ابن شقيق الشيخ-: يعد عمي من القراء القلائل الذين يستحق كل واحد منهم ان نطلق عليه القارئ العالم. نظرا لانه تخرج في جامعة الازهر الشريف وتدرج في السلك الوظيفي حتي وصل الي درجة مدير عام لمادة القران الكريم وشئون القران مما جعله يقرأ القرآن بتدبر وتمعن موصلا المعني باتقان للمستمع في سهولة ويسر مما يعني ان دراسته بكلية اصول الدين ثم ممارسة عمله بالازهر في مجال القرآن بالاضافة الي نبوغه في كتاب قرية صراوة مركز اشمون منوفية جعلته متمكنا من مادته العلمية ودولة التلاوة مما كان يستحق ان يطلق عليه لقب القارئ العالم الذي يعي ويفهم ما يقول. صوت من الجنة من جانبه قال خبيرالاصوات والمحكم الدولي طه عبدالوهاب :الشيخ الصياد معشوق من جميع متابعي دولة التلاوة داخل مصر وخارجها واذا اردنا ان نعطيه حقه في الثناء علي ادائه المتميز وصوته العذب الاخاذ فلن نستطيع حيث كان يتمتع بأداء رباني يصعب علي الواحد منا ان يصفه او ينقل الشعور الذي كنا نعايشه عند سماعه للاجيال الجديدة التي لم تعاصر الشيخ اثناء حياته . وما نستطيع ان نقوله عن الشيخ الصياد باجتهاد: هو ان الله تعالي قد رزقه اداء ربانيا فالفنيات التي كان يتمتع بها ما هي الا ملكات ربانية وخاصة في تلك اللحظلت التي كان يسبح بصوته العذب بجواب الجواب الذي اشتهر به فتلك قدرات لم توهب لكثير من غيره من القراء علي مر العصور. حيث كان يبدع ويتألق في تلاوته بجميع المقامات الموسيقية بمهارة فائقة تجعل القارئ ينفعل معه بكل جوارحه حيث كان ينتقل من مقام الي مقام دون حدوث نشاذ لا في تلاوته ولا السلم الموسيقي وكان يتجلي الله عليه عندما يدخل علي مقام الحجاز ثم ينزل بعدها الي القرار وقرار القرار لتكون محطة هامة لينتقل الي مقام اخر يكون محيرا حتي للموسيقيين انفسهم مما يجعلهم يضربون الكفوف وقتها اندهاشا واستغرابا مما سمعوا منه من اداء معجز ومبهر. رحم الله الشيخ شعبان عبدالعزيز الصياد الذي رحل عن عالمنا في التاسع والعشرين من يناير1998م .