حينما رحل عن دنيانا في التاسع والعشرين من يناير عام 9981م نعاه نقيب قراء الجمهورية آنذاك الشيخ أبوالعينين شعيشع "رحمه الله" بقوله: فقدت مصر عالم القراء وقال القارئ الشيخ راغب مصطفي غلوش عنه إنه أعظم من قرأ القرآن في العصر الحديث انه القارئ الفذ صاحب الحنجرة الفولاذية والمساحات الصوتية الشاسعة الشيخ شعبان عبدالعزيز الصياد الذي أبهر كل من استمع إليه داخل مصر وخارجها حتي بعد وفاته بخمسة عشر عاماً نجده مازال يصدح بصوته العذب والمتميز عبر تسجيلاته وتلاواته التي تقدمها الإذاعة المصرية. وبمناسبة ذكراه حرصت "عقيدتي" علي الذهاب إلي مسقط رأسه لتكريمه في اللقاء التالي: يقول ولده عادل شعبان الصياد- 40 عاماً أصغر الابناء- : رغم مرور خمسة عشر عاماً علي رحيل والدي - رحمه الله- إلا اننا مازلنا نتلقي رسائل ومكالمات واستفسارات من محبي الشيخ ليس من مصر وحدها بل من جميع دول العالم الذين يترحمون عليه ويتساءلون: هل عثرتم علي تسجيلات جديدة بصوت الشيخ؟ مكانته كقارئ وعن مكانة الشيخ شعبان الصياد كقارئ للقرآن قال: أذكر حينما توفي والد القارئ الشيخ محمود علي البنا- رحمه الله- اتصل بوالدي وطلب منه الحضور للمشاركة في ليلة العزاء.. وعندما ذهب الشيخ الصياد إلي قرية شبراباص مسقط رأس الشيخ البنا فوجئ بوجود العديد من أعلام التلاوة بالعزاء منهم المشايخ مصطفي إسماعيل وعبدالباسط عبدالصمد. عبدالعزيز علي فرج والطبلاوي وغيرهم وهنا قام الشيخ البنا باستئذان الجميع في أن يصعد الشيخ الصياد التخت ليقرأ فوافقوا جميعاً وقرأ الشيخ من سورة الاسراء وسط إعجاب وتشجيع من السادة القراء والمعزيين الذين تجاوبوا مع أدائه المبهر والمعجز في نفس الوقت. وصية محتضر ويواصل عادل شعبان: حينما مرض والد قارئ القرآن الشهير الشيخ عنتر سعيد مسلم بقطور غربية سأله ولده الشيخ عنتر: ألك حاجة أو وصية انفذها لك يا والدي؟ فلم يطلب والد الشيخ عنتر سوي شيء واحد وهو ان يقوم بتشغيل شريط قرآن علي رأسه للشيخ شعبان عبدالعزيز الصياد وبالفعل استجيب لطلبه حتي خروج الروح إلي بارئها. وعن حب الناس الجارف للشيخ الصياد قال عادل: أذكر ذات مرة أن دعي والدي بقرية الدكتور كمال الجنزوري وقام السميعة بحمل والدي عقب انتهائه من التلاوة حدث هذا رغم ان الشيخ كان رافضاً بشدة لكنه لم يستطع منعهم لانهم كانوا كثرة وذكر ان هذا المشهد كان قدتكرر في دولة إيران عندما حملوه علي الاعناق بحيث لا تلمس قدمه الارض حتي السيارة المخصصة لنقله إلي مكان إقامته. نبوءة تحققت ويحكي عادل: حينما نزح والدي لتلقي الدراسة بجامعة الازهر الشريف بالقاهرة كان لايجد مكاناً ينام فيه سوي الجامع الازهر.. وكان الشيخ مصطفي إسماعيل هو قارئ السورة بالمسجد فتقرب منه والدي وأسمعه صوته وهو يقرأ القرآن فأعجب به الشيخ مصطفي وأثني عليه واحتضنه وأصبح يصطحبه معه في السهرات وكان الشيخ شعبان الصياد يأخذ معه الكتب ليذاكر. وذات يوم حضر الشيخ مصطفي إلي الجامع الازهر وحوله العديد من محبيه فإذا به يري الشيخ شعبان ينام واضعاً حذاءه ملفوفاً بكيس تحت رأسه- مخدة- فالتفت إلي محبيه وقال لهم: إن هذا الشاب النائم. - وأشار إلي الطالب شعبان- صوته ملائكي وسيصبح له شأن عظيم في دنيا التلاوة يفضل القرآن علي الدكتوراه أضاف: كان الشيخ متفوقاً في دراسته الجامعية كما كان متميزا في مرحلة تعليمه بالمعهد الديني الازهري الابتدائي حيث كان اساتذته يحرصون علي أن يقرأ في طابور الصباح لمدة ربع ساعة يومياً وحين تخرج من المعهد التحق بكلية أصول الدين قسم العقيدة والفلسفة الاسلامية وجاء ترتيبه من الخمسة الاوائل علي الكلية وصله خطاب ترشيح من جامعة الازهر ليتسلم عمله كمعيد بالكلية إلا انه رفض نظراً لاهتمامه بالقرآن ليسعد به عشاقه ومحبيه ولضيق العيش في تلك الفترة وسبحان الله أكرمه ربه بعد ذلك وأصبح يمتلك من الخير الكثير كما عاد علي جميع أفراد الاسرة بالنفع العميم وتلك هي بركة القرآن الكريم الذي وهبه الله إياه. مناشدة وتنتهز أسرة الشيخ شعبان الصياد الفرصة ليقدموا مناشدة عن طريق جريدة "عقيدتي" للسيد وزير الاعلام والقائمين علي الاعلام المرئي والمسموع أن يقدموا للسادة محبي الشيخ شعبان الصياد تسجيلاته وابداعاته التي لم تخرج إلي النور بعد ولم تذع من قبل. من جانبها قامت "عقيدتي" بطرح المناشدة علي كبير مخرجي التليفزيون العربي عبدالعزيز عمران الذي أفاد قائلاً: بحمد الله عثرنا علي العديد من التلاوات المصورة النادرة لفضيلة الشيخ شعبان عبدالعزيز الصياد- رحمه الله- منها: تلاوة بدولة أثيوبيا ويري في الصورة خلف الشيخ وهو يقرأ العديد من حراس أحد المسئولين بالدولة.. كما عثرنا علي تلاوة للشيخ بدولة كينيا وكذا تلاوات بمساجد سيدنا الحسين والسيدة نفيسة والسلطان أبوالعلا وإن شاء الله سنعرضها في رمضان القادم. غواص في بحر النغم يقول محمد حسني الصياد ومحمد فريد الصياد ابن شقيقا الشيخ إن الشيخ كان معشوقاً ومحبوباً في جميع أنحاء الجمهورية وبالاخص في صعيد مصر ووجه بحري وإذا أردنا ان نعطي الشيخ حقه في الثناء علي أدائه المتميز فلن يستطيع أحد أن يصف أو ينقل الشعور وصدق من قال: ليس من سمع كمن رأي ولكنا بكل أمانة نستطيع أن نقول أن اداء الشيخ شعبان الصياد كان أداء ربانياً والفنيات التي كانت عنده كانت ملكات ربانية هبة من السماء فالشيخ عليه رحمة الله كان موسوعة قرأنية.. ينفرد ويتميز بموهبة فذة عن غيره من السادة القراء ولا ننسي يوم أن فاجأنا الموسيقار الكبير عمار الشريعي- رحمه الله- بقوله في الحلقة الشهيرة من برنامجه الشهير: "غواص في بحر النغم": انني فوجئت بالأمس بصوت "كسر" كل قواعد الموسيقي المتعارف عليها في دنيانا سمعت شيخا اسمه شعبان الصياد وهو يصعد في تلاوته بانسيابية مطلقة ثم ينزل بمنتهي السهولة واليسر كانسياب الماء من الصنبور. وذلك لانه تربي وتأصل في مدرسة القرآن الكريم.. وزاد علي ثقله واتقان دراسته في الازهر الشريف وعمل مدرساً ثم ظل يترقي حتي وصل إلي درجة وكيل وزارة.. مما جعل بعض الفقهاء والعلماء يقولون ان الله تعالي انعم علي الشيخ الصياد بنعمة العلم ونعمة القرآن فقد كان قارئاً عظيماً وعالماً جليلاً رحم الله الشيخ شعبان عبدالعزيز الصياد رحمة واسعة بقدر ما أسعد الملايين من محبيه وعشاق صوته العذب اللهم أمين.