لم أجد وصفا يليق بعمق العلاقات بين مصر والإمارات التي تتسم بالحب والود منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله. الذي أرسي هذه العلاقة الأخوية بدعمه لمصر في حرب 6 أكتوبر حينما أعلن أمام العالم كله أن الدم المصري أغلي من البترول العربي في إشارة قوية بأنه علي استعداد تام بإيقاف تصدير البترول للدول التي تحارب مصر. هذا الرجل الذي نحبه جميعا لم يكتف بمساندة مصر في وقت الحرب فقط. بل ظل طوال حياته يدعم ويساند مصر وشعبها. ومن كثرة عشقه الكبير بمصر وأهلها أمر ببناء مدينة كاملة تحمل اسمه في محافظة الإسماعيلية وهي مدينة الشيخ زايد. التي مولها وقام بافتتاحها بنفسه وقد كنت في زيارة لمدينة فايد منذ فترة قريبة ولمست بنفسي عشق وحب أهالي هذه المدينة للشيخ زايد الذي توفي الي رحمة الله وبقيت أعماله الخيرة في كل مكان نذهب إليه. ومن عشق وحب الشيخ زايد رحمه الله بمصر وأهلها أوصي أبناءه بمصر خيرا. فنفذوا الوصية علي خير وجه بعد تولي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة مقاليد الحكم. وخير دليل علي ذلك الدعم المالي والإقتصادي لمصر من خلال المكتب التنسيقي للمشروعات التنموية الإماراتية في مصر. والذي أنشيء خصيصا لمساعدة مصر في أزمتها الإقتصادية الراهنة بدعم يصل إلي أكثر من 10 مليارات دولار تصب كلها في صالح المواطن المصري من خلال مشروعات الإسكان والصحة والتعليم والأمن الغذائي والطاقة والبنية الأساسية وتدريب وتأهيل الشباب. ولا ننسي الدعم الذي قدمته الإمارات للأزهر الشريف لما له من مكانة كبيرة في قلوب الإماراتيين. وهو قبلة العلماء في العالم وعنوان الوسطية والاعتدال الذي يحارب التطرف والتشدد والإرهاب. أنشأت الإمارات مبان لسكن الطلاب لتخفيف التحديات التي تواجهه. وقامت ببناء مكتبة جديدة ومتطورة تكنولوجيا تسهم في ربط الأزهر إلكترونيا بالعالم. وإنشاء معهد الشعبة الإسلامية الأزهري ومركز الشيخ زايد للغة العربية. الذي يدرس اللغة العربية لأكثر من 1200 طالب من 102 دولة. أعتقد أن الزيارة التي قام بها الرئيس السيسي للإمارات تأتي تتويجا للعلاقات الأخوية بين البلدين. وتؤكد علي عمق هذه العلاقة التاريخية. وأن مصر والإمارات شعب ومصير واحد. وسيظل هذا العطاء بين البلدين حكومة وشعبا.