رحب علماء الازهر بدعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي حيدر البغدادي أول أمس الأحد. بضرورة حجب المواقع الإلكترونية للتنظيمات والجماعات الإرهابية كوسيلة فعالة لمواجهة توسع تلك الجماعات في تجنيد الشباب وكذلك الترويج لأفكارها الهدامة والضالة. يقول الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الاسبق أن الفترة السابقة كشفت بالفعل عن استغلال الجماعات التكفيرية والإرهابية لشبكة الإنترنت كوسيلة من وسائل جذب الشباب للانضمام إليها وتنفيذ عملياتها الإجرامية والإرهابية. لهذا فمن الضروري إيجاد وسيلة قانونية فعالة تتيح التصدي لوسائل الإعلام المشبوهة لتعزيز الحرب علي الإرهاب. مؤكدًا علي دور المنتديات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة في محاربة الإرهاب باعتبارها الأكثر تأثيرًا والمتصدرة لأساليب التغرير. منوِّهًا إلي أن التنظيمات الإرهابية تستخدم أنشطة خطيرة ومستحدثة باستمرار لتجنيد الشبابِ والنساء والتغريرِ بهم واستقطابِهِم لأماكنِ القتال ونشر الفكر الضال المتطرف بينهم وفي هذا الإطار لابد من إيجاد قوانين رادعة للحد مِن هذه الظاهرة الخطيرة. لوسائل الإعلام المشبوهة التي تمارس أدوارًا تحريضية مدمرة تهدف إلي التأثير في عقول الشباب وتهديد أمن الشعوب والمجتمعات. إلي جانب التصدي للمعلومات الهدامة التي تبرز علي شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي ومعالجتها من خلال التشريعات الكفيلة بإغلاق المواقع التي تروِّج للعنف وللأفكار المتطرفة والرد عليها من قبل الجهات المختصة. مقترحًا إقامة مركز أو جهة رسمية مركزية لتوحيد الخطاب الإعلامي لرفع مستوي نوعية التوعية. والابتعاد قدر الإمكان عن الإثارة في طريقة نشر الأخبار المتعلقة بالأحداث الإرهابية. ظاهرة مقيتة وتقول الدكتورة أمنة نصير أستاذ الفقه بجامعة الأزهر أن دعوة الرئيس السيسي تؤكد بما لايدع مجالا للشك أن العالم الإسلامي وعلي رأسه مصر يسعي وبقوة لمواجهة ظاهرة الإرهاب المقيتة وإذا كان الغرب يريد فعلا لا قولا تجفيف منابع وامكانيات الإرهابيين فعليه أن يستجيب وبسرعة لمطالبات الرئيس إما الإستمرار في فتح باب الشبكة العنكبوتية أمام الجماعات الإرهابية فهذا يعني أن الغرب يتلكأ في مواجهة الإرهاب ويسعي لتقديم خدمات مثيرة للريبة للجماعات الإرهابية باختصار لابد من التعامل بجدية مع دعوة رئيس مصر خاصة وقد أثبتت التجربة أن التحذير المصري المستمر سواء من قبل المؤسسات الحكومية أو المؤسسات الدينية بشأن امتداد الإرهاب ليهدد العالم كله تحذير صحيح بغلق المواقع التكفيرية. وتحد من انتشار الإرهاب. الدكتور اسماعيل عبد الرحمن أستاذ الفقه المقارن بجامعة الازهر قال من جانبه. أن الدعوة لغلق المواقع التكفيرية دعوة طيبة وجاءت في وقتها المناسب ولابد من أن تقوم مؤسسات الدولة وعلي رأسها وزارة الخارجية والمؤسسات الدعوية والأزهر الشريف في مقدمتها بالتأكيد أهمية حجب تلك المواقع كوسيلة فعالة من وسائل تجفيف منابع الإرهاب بالإضافة إلي ضرورة أن تلعب وسائل الإعلام الإسلامية دورها في حجب كل الأخبار التي تتناول تلك التنظيمات الإرهابية منعا لانبهار العامة بهم. فمن العجيب علي سبيل المثال أن نطلق علي تنظيم داعش الإرهابي اسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. فاستخدام هذا المصطلح اعلاميا يتيح للإرهابيين فرصة مخاطبة وجدان العامة والبسطاء الذين ينهبرون بتلك المفاهيم دون ان يدركوا خطورة الانبهار بتلك الجماعات والتنظيمات الإرهابية. يذكر أن دولا عديدة منها الجزائر والمملكة العربية السعودية وتركيا لجأت لسياسة حجب المواقع الإليكترونية التابعة لتنظيمات وجماعات متشددة للحفاظ علي أمنها الداخلي في ظل نجاح تلك التنظيمات في تطوير استخدام مواقع الانترنت في جمع المعلومات وتمريرها لأعضائها وكذلك الترويج لأفكارها وتجنيد الشباب والفتيات لدرجة أن إحصائية رسمية صدرت من إحدي المؤسسات الامريكية العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات أشارت إلي أنّ 40% من المواقع الإلكترونية والمنتديات التابعة للتنظيمات الإرهابية ومنها القاعدة وداعش تديرها وتشرف عليها نساء. بحسب ما أعلنته. حروب الجيل الرابع كانت دار الإفتاء المصرية قد اكدت في تقرير لمرصدها أن الجماعات الإرهابية وعلي رأسها تنظيم داعش تجيد حروب الجيل الرابع التي تقوم علي الاعلام وقنوات التواصل الاجتماعي. وأن مواجهتها بحرب اعلامية مضادة بات واجبا شرعيا ووطنيا. ولفت الي تدشين داعش مطبوعات إعلامية مؤخرًا باللغة الإنجليزية تحمل فكره التطرف. ويستند فيها الي أدلة وحجج واهية تخدم فكره البعد عن وسطية الدين الإسلامي وباقي التشريعات السماوية. مما يسهم في زيادة أعداد المنضمين تحت لواء هذا الفكر الإرهابي لتزداد وتيرة العنف وتعم الفوضي. وقال د. ابراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية: إن مركز الحياة الإعلامي التابع لتنظيم داعش أصدر مجلة إلكترونية ناطقة باسمه باللغة الإنجليزية. ويتم توزيعها عبر البريد الإلكتروني في الداخل السوري وتشبه في تصميمها مجلة "انسباير" التي أصدرها فرع تنظيم القاعدة باليمن. ولفت الي انها تضمنت تعليمات حول كيفية تصنيع القنابل وتجنيد أشخاص يشنون هجمات بمفردهم. ويتجنب القائمون علي المجلة نشر صور الفظائع التي يرتكبها التنظيم ضد المسلمين ومساجدهم وأضرحتهم. حكم سابق وسبق أن علقت وزارة الاتصالات المصرية علي حكم قضائي يقضي بحجب المواقع الإباحية علي شبكة الإنترنت قائلة : أن الانترنت شبكة عنكبوتية لا يمكن التحكم التام فيها.. وأن الحجب العام للمواقع الإباحية سوف يحجب المواقع الجيدة أيضاً و قال أنه لا يوجد دولة بالعالم نجحت في غلق المواقع الإباحية بنسبة 100% ولا حتي الألعاب أو الشات الذي يجري بين الشباب وبعضهم. قال إن الحل في برامج ¢الفاميلي انترنت¢ التي تحمي الشباب من هذه المواقع حيث تضمن حجبها وهي خدمة تقيمها الشركات المقدمة لخدمة الانترنت مجاناً ومنها شركة ¢تي اي داتا¢ التي تستحوذ علي 70% من المشتركين. ولكن خبراء الإنترنت يقولون أنه من الممكن التفاهم مع الشركات مقدمة خدمة الانترنت وبعض الجهات المعنية الأخري واستحداث وسائل تكنولوجية جديدة للحد من الدخول علي المواقع الإباحية بقدر الامكان.. مشيراً إلي صعوبة إيجاد تقنية تكنولوجية لتحقيق الحجب الكامل.