أعتقد أن فرنسا تجرعت الآن مرارة الإساءة إلي الأديان والأنبياء بعد مقتل 12 صحفي ورسام في مجلة ¢شارلي إيبدو¢ التي اشتهرت بالإساءة إلي الدين الإسلامي والرسول محمد - صلي الله عليه وسلم - من خلال الرسوم الكاريكاتورية المسيئة تحت شعار الإبداع والحرية. والحقيقة هي تعبر عن كراهية شديدة للإسلام والمسلمين. وبرغم الإساءة المتعمدة للإسلام من هذه المجلة علي مر السنوات الماضية. إلا أننا كمسلمين ندين وبشدة الطريقة البشعة التي تم التعامل بها مع من أساءوا للنبي الكريم. لأن الإسلام دين سلام ورحمة لا يقابل السيئة بالسيئة. كما علمنا رسول الرحمة صلي الله عليه وسلم من خلال تعامله مع جاره اليهودي الذي كان يسيء له بالقاء القمامة أمام منزله. ولما غاب عنه ولم يجد شيئا أمام البيت سأل عنه فقالوا له أصحابه أنه مريض فزاره النبي ليسأل عنه فتعجب اليهودي وقال أي دين هذا الذي يقابل السيئة بالحسنة؟ هذا هو ديننا الحنيف السمح. نعم هؤلاء الصحفيون والرسامون أساءوا بشدة للدين الإسلامي ولنبي الإسلام برسومات حقيرة تنم عن عداء شديد لهذا الدين. مع أن الأديان السماوية خط أحمر مقدسة لا يجب المساس بها. وازدراء الأديان جريمة دولية يعاقب عليها القانون الدولي. ولكن قتلة صحفيوا مجلة ¢شارلي إيبدو¢ وهم ينتمون إلي تنظيم داعش الإرهابي المتطرف أساءوا أكثر للإسلام بجريمتهم النكراء التي هزت فرنسا والعالم. لم تتعظ أوروبا من تكرار الاساءة إلي الدين الإسلامي وكلنا يتذكر المبادرة التي أطلقها حزب اليمين المتطرف في سويسرا عام 2007 والتي تدعو إلي حظر بناء المآذن بدعوي أنها تهدد الأمن والسلم الاجتماعي ولا تتناسب مع القيم الديمقراطية والليبرالية التي تتمتع بها سويسرا!!. ونتذكر ايضا الصحيفة الدنماركية ¢يولاندس بوستن¢ التي نشرت رسوما تسخر من النبي محمد صلي الله عليه وسلم في 2005. مما أشعل فتيل موجة من الاحتجاجات في أنحاء العالم الإسلامي. ونتذكر أيضاالمخرج الهولندي. ¢أرنود فان دورن¢ صاحب الفيلم المسيء للرسول. أما آن الآوان أن تعترف الدول التي أساءات للدين الإسلامي أنها أخطأت في حق هذا الدين السمح وفي حق المسلمين حتي يعيش أصحاب كل الديانات في أمان؟.