فقدت الأمة الإسلامية الأسبوع الماضي واحدا من أبرز رجالات الدعوة الإسلامية وهو احد القلائل الذين استحقوا عن جدارة لقب العالم الجليل هو الدكتور القصبي زلط عضو هيئة كبار العلماء و الذي عرف عنه أنه كان منتهجا المنهج الوسطي بعيدا عن الإفراط أو التفريط. مؤكدا أن الدعوة الإسلامية ستظل شاهدة علي إسهاماته وعطائه والذي نعاه الإمام الأكبر قائلا انه من رجال الدراسات القرآنية. وله في تفسير آيات الأحكام أربعة كتب. ولم يشغله ذلك عن الفكر المعاصر فأعدَّ واحدة من أوسع الدراسات عن ظاهرة المراجعات الشرعية. التي كانت بادرة الرجوع عن منهج العنف لدي بعض الجماعات الإرهابية. كما شغَل عدَّة مناصب. كان آخِرها نائب رئيس جامعة الأزهر. ثم تفرَّغ لهيئة كبار العلماء التي كان أحد أعضائها المؤسِّسين وكانت المراجعات التي أجراها وعدد من علماء الأزهر مع الإرهابيين التائبين بالسجون واحدة من أبرز اعماله التي مازال يستفاد بها في التعامل مع شباب الجماعات المتشددة حتي اليوم. ولد المرحوم الدكتور القصبي محمود حامد زلط عام 1942 في محافظة الغربية. حفظ القرآن الكريم في كُتاب القرية . تدرج تعليمه فحصل علي ليسانس أصول الدين "قسم الدعوة" عام 1963م. ثم أكمل دراساته العليا حتي حصل علي درجة التخصص الماجستير في الدعوة عام 1966م. ثم حصل علي الدكتوراة في التفسير عام 1972م. تم تعيينه بإدارة الوعظ بالغربية بتاريخ 6/11/1963. ثم تم نقله إلي جامعة الأزهر بتاريخ 2/8/1986. كما عين مدرسًا بقسم التفسير بكلية أصول الدين القاهرة بتاريخ 28/2/1973. وتمت ترقيته إلي درجة أستاذ مساعد بقسم التفسير وعلوم القرآن الكريم بتاريخ 7/4/1978. ثم نقله إلي كلية أصول الدين طنطا بتاريخ 23/10/1980. وترقيته إلي درجة أستاذ بتاريخ 1/7/1982 وتمت إعارته للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لمدة ثلاثة أعوام اعتبارًا من العام الدراسي الجامعي 1984/1985م وحتي العام الدراسي الجامعي 1986. وتسلم العمل بعد قطع الإعارة بتاريخ 23/6/1987. وأعير مرة أخري إلي جامعة الإمارات العربية المتحدة بتاريخ 29/8/1990. وتم تحويل إعارته من الإمارات العربية المتحدة إلي دولة قطر خلال العام الجامعي 1992/1993. وقطع الإعارة وتسلم العمل بالكلية في 19/9/1993 وعمل وكيلاً لكلية أصول الدين طنطا اعتبارًا من 6/5/1981 حتي 13/10/1982. وعين عميدًا لكلية أصول الدين طنطا اعتبارًا من 14/10/1982 حتي23/9/1984. وتعيينه عميدًا للكلية بعد قطع الإعارة اعتبارًا من 30/8/1978 حتي 28/8/1990. كما عين عميدًا للكلية بعد قطع الإعارة أيضًا اعتبارًا من 26/10/1993 حتي 18/11/1999. وعين نائبا لرئيس الجامعة لفرع أسيوط اعتبارًا من 18/11/1999 حتي 30/7/2004م وعمل أستاذا متفرغا بقسم التفسير وعلوم القرآن بالكلية اعتبارًا من 1/8/2004 وحتي توفي في 1/1/2015م وفي عام 2007 تم تعيينه عضوا بمجمع البحوث الإسلامية. وشارك في العديد من المؤتمرات العلمية الدولية. وحاضر في كثير من المراكز الإسلامية بالدول الأوروبية والغربية. ودول شرق آسيا. رحم الله فقيد الأمة الذي رحل في وقت نحتاج فيه إلي أمثال هؤلاء العلماء الأجلاء الذين أناروا الدعوة الإسلامية بالفهم الصحيح الوسطي المعتدل لأمور الدنيا والدين.