إن مولد النبي ليس مولد شخص أُضيف إلي تعداد البشرية. معصوم مَثَله مَثَل كل الأنبياء الذين يجب الاحتفال بمولدهم. يجب أن نحتفل بمولد ساداتنا إبراهيم وموسي وعيسي وسليمان وداوود وغيرهم. والاحتفال نوع من الفرحة بهم وبما حملوه إلينا من خصائص وصفات حسنة وطيبة. يقول سبحانه وتعالي : ¢قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون¢ . لكن السؤال الذي يشغلنا كل مولد نبوي هو كيف نفرح؟ إن من المستحيل أن نقول لشخص كيف يفرح ؟ فالفرح هو حالة شخصية ذاتية خاصة جدا. لو فرحت المرأة زغردت. لو فرح الرجل ابتسم. لو فرح الحصان رقص. لو فرح الكلب هز ذيله. إذن لا أحد يقول لنا كيف نفرح. ولا ما هي قواعد الفرح وأساليبه؟ كل ما علينا ونحن نفرح أن ننتهي عما حرم الله . ما لم يحرمه الله بخص لا نهي عنه. هناك من يضحك عندما يفرح. وهناك من يأكل. وهناك من ينام. وهناك من يذكر الله. وهناك من يشاهد فيلماً. وهناك من يأكل حلاوة. وكلها مظاهر حلال. لذلك قال الله : ¢فليفرحوا¢ ولم يقل كيف يكون ذلك؟ هناك من يقول : "علينا أن نفرح كما يفرح رسول الله" لكننا لسنا رسول الله . ولسنا الصحابة . كل ما علينا أن نفرح بما لا يخرجنا عن الشرع. هذا هو القيد الوحيد .ما لم يُحرِّمه الله من مأكل ومشرب هو وسائل للفرح. ولا ينبغي لأحد أن يحكم بغير نص. ولا يُحرِّم ما أحله الله. كما يفعل البعض من فوق المنابر بالنسبة لحلاوة المولد. لو قال هؤلاء : "نفرح بالصلاة" ليكن . لكنها تبقي وجهة نظر. مثلها مثل الفرح بالصوم. لكن من يُعبِّر عن فرحه بالأكل فهذا حقه. ومن يفرح بالنوم فهذا حقه. ومن يفرح بشراء العروسة والحصان الحلاوة فهو حقه. ما لم يَرِد فيه نص تحريم لا نحرمه. لا نريد مشرعين إضافيين. الشرع كاف . والحلال بين والحرام بين .لا أحد أشطر من ربنا حتي يستذكي عليه ويزايد عليه ويقول له : "لقد نسيت تحريم ذلك يا رب" أنت نسيت تحرم الحلاوة. أنت نسيت تحرم الضحك. أنت نسيت تحرم النوم. من يفرح بالأكل أو النوم أو الصلاة أو اللعب أو الضحك هو حُر. ولا ذنب عليه. الذنب علي من يُحرِّم ذلك عليه. وللحديث بقية.