استهوتني فكرة الحوار مع إبليس بعد أن سئمت الحوارات مع مدعي الفضيلة. فبعضهم في الغالب منساق لإبليس. حاولت استكمال حوار الأسبوع الماضي.. إلا أن إبليس كان في قمة غضبه مما نشر بالعدد الماضي فكان يرغب ألا تنكشف ألاعيبه في فتنة "رفع المصاحف" فهو كما يؤكد ينفث في النفوس بصوت خفي* لا يريد الإعلان عما يفعل. وبإلحاح مني وافق بشرط أن يكون في أسوأ أماكنه.. في مكان يزكم الأنوف.. ثم عدل المكان بعد إلحاح مني. أسرع في بداية الكلام قائلاً: إياك تظن أنني تركتك بعدما كتبته الأسبوع الماضي. فلم أتركك تهنأ.. فحركت النفوس المريضة حولك. ويكفيك تطاول الصغار علي الكبار والنساء علي الرجال.. أتمني أن تكون قد فهمت!! * سألته أراك "مركز قوي" علي مصر وكأنها الجنة التي تريد إخراج أهلها منها كما فعلت مع أبينا وأمنا في السابق.. لماذا؟ ** قال: لو تركت مصر وأهلها ولم أعشش في وجدانهم لفلت مني العالم الإسلامي كله. بل ضاع مني العالم كله ولقابلت الله يوم الدين وأنا حاسر خاسر وكأني لم أفعل شيئاً. لو تركت مصر ورجالها لأمن كل العالمين. ولرضي الله علي جميع الخلق كلهم. فلابد أن توجه سمومي إلي مصر. * قلت: لماذا مصر وعندك السعودية فلو أفسدتها أفسدت الإسلام كله؟ ** قال: أتصور أنني بعثت لمصر فقط.. أما السعودية ففيها الكعبة والحرمين.. وهناك يتم رجمي. أما هنا فعندكم من يعبدني فضلاً عن أن خطواتي فيها محدودة بأمر من الله. فلم يؤثر فيها أفعالي طالما فيها بيت الله والملايين التي ترجمني. * ضحكت قائلاً: وماذا تفعل فيمن رجمك في موسم الحج؟ ** قال: أنتظره حينما يعود إلي بلده.. وأقعد له علي الصراط المستقيم لأزين له الحياة مرة أخري.. ولا تتعجب إنني أجد الكثير من يستجيب لي وهو في المطار بالسعودية أو في مطار القاهرة. * قلت كيف؟ ** قال: لا أستطيع أن أبوح بما أفعل.. لكني سأقول لك لعلك تكون في يوم ما من رجالي!! * أعوذ بالله.. * قال: أحذرك أن تنطق بهذه الكلمة مرة ثانية في حضوري وإلا لن تجدني أبداً.. وأعود للموضوع.. أحد الرجال وهو في المطار حينما سأله عامل الجمرك عن أشياء الكترونية معه فيكذب ويقول لا.. وهذه أول ذنب بعد حجته. وآخر سب الدين لابنه فور خروجه من المطار بسبب عدم حضور سيارة كبيرة تنقله إلي مقر إقامته. وآخر وهو كاتب كبير بعد أن استراح من رحلته وأمسك بقلمه كنت أجري في مداد قلمه وكتب كفراً مؤلها الحاكم وضاعت حجته. * قلت: والله أنت إبليس بحق.. أتمني أن نستكمل الحوار في الأيام القادمة. * قال: ممكن.. لكنك لو أردت أن تحصل علي أسرار لم يحصل عليها صحفي آخر فأنا علي استعداد بشرط أن تؤهل نفسك لتكون جندياً من رجالي..!! * قلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. فاختفي مهرولاً غاضباً.