لم أكد أنتهي من جلسة في إحدي القنوات الفضائية. دُعيت فيها لمناقشة مسألة تجديد الخطاب الديني. حتي فوجئت فيها بمريض نفسي يلقي سمومه عبر الهواء علي الأزهر ومناهجه وعلمائه. والغريب أن مؤهلات الرجل وتقديراته العلمية ضئيلة في هذا الفن ووظيفته لا تزيد عن كونه محاميا بعد أن تقاعد من عمله بالجيش ولم ينجح في أي شئ بعد ذلك لكن لكونه محاميا قد أقول: إن كل ما يستطيع أن ينجح فيه هو قضية خُلع في محكمة أسرة إن نجح فيها فسيملأ مكتبه بزبائن من هذا القبيل وبالمطلقات! لكن يبدو أنه لم يصل لهذا النجاح فاتخذ من الهجوم علي الأزهر في الإعلام طريقا لجذب الأنظار. تماما كالرجل الذي بال في بئر زمزم الطاهر ليشتهر بين الناس حتي وإن صفع بالأكف. أقول: لم أكد أنتهي من الحلقة حتي اتصل بي حبيب فاضل مخلص للأزهر ليقول لي: أرجو أن تسمع المدعو ابراهيم عيسي علي قناة أخري يضرب في الأزهر بعنف. بل زاد جنونا عن صاحبه في القناة التي أسجل فيها! فسلط لسانه علي الإمام الأكبر مدعيا "أن فضيلته. كلامه قديم وفاشل ولا يدري ماذا يفعل!!... الخ" وتمالكت أعصابي وسمعته بالفعل!! فرأيت شخصا يجب ألا يخرج حقا في الإعلام. إذ المرض النفسي أيضا بلغ به منتهاه والعلامات دالة علي ذلك. فالرجل من خلال كلامه ومشهد عينيه ورفع يديه وصراخه وعويله وقذفه للأزهر وإمامه كل ذلك يؤكد للمشاهد والسامع. أن هذا الوجه لا يصح أن يظهر إعلاميا. ويدخل علي الناس الهادئين في البيوت ليسوؤا وجوههم وأسماعهم. بل أنصح ¢والدين النصيحة¢ أن يحوّل فورا وعلي جناح السرعة هو وسابقه وأمثالهما إلي مستشفي العباسية.وعنبر رقم أربعة أحوال مستعصية! والبراهين تؤكد صحة ما أقول. فالذي يدعي فشل شيخ الأزهر في عمله ورسالته. لم يصل لعلمه الناقص ما يقوم به الأزهر وشيخه في مصر وخارج مصر من توضيح صحيح الإسلام. وما يرسل من مبتعثين للخارج لبيان حقائق الدين. وما يحمل من منهج وسطي يعلّمه علماؤه للمسلمين. ولا يدري كيف يرسل أكثر من مائه وعشرين بلدا أبناءه ليتفقهوا الدين في الأزهر الشريف. والذي يعتلي كرسيه هذا الإمام الذي يصفه أراجوز مصر بالفاشل! ثم لم يصل إلي مدارك فهم هذا الرويبضة ما يواجهه الأزهر وشيخه الكريم من تحديات خارجية فكرية وعقدية. ومع ذلك يواجه الأزهر هذه التحديات بكل قوة. ورأيناه ومصر في قمة قلقها من الفكر المتطرف الداخلي والخارجي يقوم إمام الأزهر بجمع علماء الأمة من كل أنحاء الدنيا ليعقد مؤتمر التكفير في الأشهر الماضية ويرد بهدوء وبعلم وبراهين علي من يروّج لهذا الفكر بضلال. وفي كلمته الهادئة التي يجب أن تكون وثيقة تكتب بماء الذهب يحفظها أبناء الأمة : وضح فضيلة الإمام هذا الأمر. ووصلت رسالته بأسلوبه الهادئ إلي الناس جميعا بكل مستويات ذكائهم المتنوع. فإين كان هذا الرويبضة وأمثاله وأصحاب مدرسته آنذاك؟! والآن وفي هذه الأيام. بل وبعد ساعات معدودة سيعقد الأزهر مؤتمره الفكري لمواجهة تحديات الفكر المعاصر. وقد أعددنا محاور المؤتمر بتوجيه من فضيلة الإمام ومعنا مستشاره النشط المخلص لبلده وأزهره. وبرئاسة فضيلة وكيله الهمام علي أرض مكة الطاهرة ونحن نرافق بعثة الحج المصرية ونوضح لها مفاهيم الدين بتكليف من مكتب فضيلة الوكيل. حسبة لله وخدمة لأبناء مصر من أبناء الأزهر ومن أبناء شيخ الأزهر. فهل علم هذا المذيع المريض بذلك أم لا ؟! فهذا شأنه. بل لم يعلم هذا الرويبضة أن الأزهر كل يوم يقوم وكيله وشيخه بجهود لا قبل لغيرهما بها.ومعهما أكابر العلماء. ينقحون المناهج ويضعون الضوابط والشروط لتجديد الخطاب الديني. ويوجهون الاساتذة والطلاب لخدمة البلاد والعباد. ويدعون إلي التمسك بالأصالة. والمعاصرة ويشددون علي دعوة الناس لنبذ العنف وتعلم الوسطية وترجمتها لواقع في محيط بلدنا مصرنا المحروسة والمحفوظة بعون الله تعالي. فهل من يفعل ذلك يقال عنه: إنه فاشل وكلامه قديم ؟! علي كل حال. نحمد الله أن هذه الألفاظ وهذا التقويم لم يصدر إلا عن رويبضة مريض وليس من رجل له قدم صدق في دنيا العلماء. ومدرسة الرجل معروفة بأن نشاطها هو الهدم لا البناء. والناس بلا شك يعرفون هذه المدرسة الهدمية الجديدة. ومن هو إبراهيم عيسي وتاريخه الفكري . ومع ذلك ندعو له ونقول: هداه الله ورده لرشده. فنحن نريده وغيره ليكونوا معول بناء لا هدم. وحفظ ربي مصر وأزهرها وشيخها وعلماءها وكل المخلصين فيها من كل سوء. اللهم آمين.