احتلت بورسعيد علي مدار السنوات العشر الأخيرة. المركز الأول علي مستوي الجمهورية. في ارتفاع معدلات الطلاق بين الشباب وقد ساهم ذلك في انتشار ظاهرة استغلال الأطفال في النزاعات الأسرية من قبل الزوجين لتحقيق الفوز علي الطرف الآخر. لدرجة أن بعض الآباء والأمهات يذهبون بالأطفال لقسم الشرطة لإثبات حالة بعينها.. بشكل لا يتفق وأي دين أو عرف ويؤثر علي هؤلاء الأطفال نفسيا واجتماعيا. حول ظاهرة استغلال الأطفال في النزاعات والخلافات الأسرية التقت ¢عقيدتي¢ بعدد من الشخصيات العاملة في هذا المجال لتتعرف منهم علي آرائهم لمعالجة الجريمة التي ترتكب في حق الأطفال الصغار. في البداية أكدت المهندسة سحر لطفي- مدير فرع المجلس القومي للمرأة ببورسعيد- أن مشكلة ارتفاع معدلات الطلاق واستغلال الأطفال في النزاعات الأسرية ظاهرة تعاني منها المحافظة منذ عدة سنوات. لذلك فنحن نطالب بتشريع جديد يسمح لمحكمة الأسرة إيداع الأطفال بدور إيواء متخصصة تقيمها الدولة علي أعلي مستوي تحت رعاية منظمات المجتمع المدني. في حال ثبوت عدم أمانة الزوجين علي الأطفال.. كما يجب تنظيم دورات تدريبية قبل الزواج حول كيفية اختيار شريك الحياة وكيفية معالجة العلاقات الأسرية وتربية الأبناء علي يد خبراء متخصصين في مجال علم النفس والاجتماع ورجال الدين. علي أن تكون هذه الدورات من بين الأوراق المطلوبة لصحة عقد الزواج. الجهل الديني وقال الشيخ محمد الغرباوي- مدير عام منطقة الوعظ-: أكثر من 90% من الحالات التي تعرض علي أعضاء لجنة الفتوي من الحالات الأسرية ويتم احتواء الكثير من الحالات من خلال الفترة الطيبة للناس وبمجرد علمهم بأمور الدين.. لأننا لابد وأن نعترف أن هناك جهلا بالكثير من أمور الدين وعدم تحمل للمسئولية من قبل الزوجين وعدم علمهما بحقوق وواجبات كل منهما تجاه الطرف الآخر. التقط خيط الحديث الشيخ محمد الحديدي- الإمام بأوقاف بورسعيد- موضحا أن الشرع الحنيف أكد من خلال آيات الذكر الحكيم علي ¢ فتسريح بإحسان¢و¢ولا تنسوا الفضل بينكم ¢ إلا أن العادات والتقاليد التي توارثها الناس يمكن القول أنها أصبحت في معتقدهم أقوي من الأحكام الشرعية التي تحافظ علي الترابط الأسري وحقوق الأطفال حتي وإن وقع الطلاق. ولعل امتلاء قاعات المحاكم بالقضايا يدل علي الجهل بالكثير من أمور الدين وضعف الوازع الديني لدي بعض الناس. ومن الغريب أن تشكيل محكمة الأسرة يضم خبيرا اجتماعيا ونفسيا. ولا يضم رجلا من أهل الدين! لذلك نطالب بضرورة وجود لجنة من رجال الأزهر والأوقاف منتدبة داخل محكمة الأسرة للبت في المنازعات ويكون لها رأي يحترم من المحكمة. استغلال الأطفال من جانبه يشير صفوت عبد الحميد- نقيب المحامين ببورسعيد- إلي أن الشريعة الإسلامية لا تسمح باستغلال الأطفال في الخلافات الأسرية لتحقيق أهداف نفعية شخصية لأحد الطرفين علي حساب الطرف الأخر وعلي حساب الأطفال أنفسهم.. لذلك نطالب المشرع بالتدخل للحد من ظاهرة استغلال الأطفال في المنازعات الزوجية. وتفعيل دور الإخصائيين النفسيين والاجتماعيين وعلماء الدين لرفع تقرير يكون محل تقدير المحكمة حال الحكم في الدعوة وزيادة الحدين الأقصي والأدني للعقوبة الجنائية في حالة عدم سداد النفقة أو تكرار الامتناع عن سداد النفقة. وقالت مديحة كمالو- المحامية سابقا بمكتب شكاوي المرأة التابع للمجلس القومي للمرأة-: أن العناد بين الزوجين يؤثر بشكل مباشر علي الأطفال من خلال طرد الأم بمفردها أو بأطفالها. وعدم الإنفاق عليها ومن ثم تبدأ رحلة المحاكم بطلب التمكين والنفقة وبيت الطاعة ويظل السجال قائما علي حساب الأطفال. لذلك لابد وأن يكون هناك موقف من علماء الدين للتصدي لهذه الظاهرة ببورسعيد من اجل الحفاظ علي الأولاد الذين يخرجون للمجتمع مرضي نفسين لا يؤمنون بفكرة الأسرة.ومنهم من يهرب للانضمام لأطفال الشوارع ولابد من قيام المسئولين بالبحث عن وسيلة أخري للحصول علي شقق المحافظة التي جعلت الشباب يقدمون علي الزواج فقط من أجل الحصول علي وحدة سكنية. طبيعة خاصة أوضح المحامي هشام عبد اللطيف- الموظف السابق بمكتب التسوية بمحكمة الأسرة- أن بورسعيد لها طبيعة خاصة علي مستوي مصر وربما العالم العربي. من حيث ظاهرة ارتفاع معدلات الطلاق. ويمكن أن نلخص أسباب هذه الظاهرة في عدم احترام كل من الزوجين للآخر. وعدم تقدير الحياة الزوجية كما هو الحال في الأرياف والصعيد. ويؤدي ذلك لاستغلال الزوجين للأطفال في الحرب بينهما بشكل يخالف كل القيم الدينية والأخلاقية من أجل تحقيق أكبر مكاسب شخصية بغض النظر عن مصلحة الأطفال الذين يخرجون للحياة مشوَّهين نفسيا.