في مصر نجد أن جميع الأعياد الدينية وحتي الاعياد والمناسبات غير الدينية عبارة عن احتفالات مرتبطة بالطعام والشراب وكل عيد أو مناسبة في مصر تتميز بأنواع محددة من المأكولات والمشروبات ولكن بصفة خاصة فإن عيد الأضحي أصلا مناسبة دينية يكون فيها لحم الأضحية هو الأساس والذي يتوفر في هذه المناسبة وتقوم السيدات بدورهن المعتاد المتوارث بصورة لا تتغير في بيوت المسلمين في بقاع الأرض بإعداد الفتة باللحم والثريد والرقاق باللحم والخضار باللحم إلي جانب أصناف اللحوم المسلوقة والمحمرة والمشوية والمسبكة والشوربة وفي مصر نجد هذه الأنواع مع الكباب والممبار وفي دول الخليح اللحم المندي والمظبي والحنيذ. احتياج الإنسان الي اللحوم بداية نظم لنا رَسُول اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبل الحياة والتعامل السليم مع كل شيء يحفظ لنا صحتنا في عافية وخير. فعَنْ مِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَا مَلأَ آدَمِيّى وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْني » بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاتى يُقِمْنَ صُلْبَهُ » فَإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ فَثُلُثى لِطَعَامِهِ وَثُلُثى لِشَرَابِهِ وَثُلُثى لِنَفَسِهِ. وهذا يعني أن هناك كمية مسموح بها يوميا حسب احتياج الجسم وهنا تظهر ضرورة الاعتدال في تناول الطعام والتوازن بين اللحم والعناصر الغذائية الأخري والموجودة في الخضراوات والفاكهة. وذلك للوقاية من الأمراض. ومع حلول عيد الأضحي المبارك تظهر مخاطر تناول اللحوم خاصة مرضي الفشل الكبدي وأيضا قصور الكليتين ومرض النقرس وهم علي قمة الأمراض التي تتأثر بتناول اللحوم دون رقابة وحساب طبي دقيق. ويعتبر اللحم غذائيا المصدر الوحيد للأحماض الأمينية الأساسية ليصبح أكل اللحم بالنسبة للإنسان العادي مع عدم الافراط فيه يشكل أهمية بالغة لحاجة الجسم الي البروتين الحيواني يوميا بنسبة توازي تقريبا جرام واحد لكل كيلوجرام من وزن الجسم بالنسبة للبالغين وتزيد الي 1.5 جرام/كجم في الأطفال والمراهقين وتصبح 2 جرام/كجم في الحوامل. وفي أبحاث التغذية وجد أن الأشخاص الذين صنفوا بأنهم يأكلون أعلي كمية من اللحوم يتناولون حوالي 160 جراماً وأكثرمن اللحم يومياً. أما الأشخاص الذين يأكلون كمية أقل من اللحوم فكانوا يتناولون 25 جراما يومياً وأثبتت الدراسات والأبحاث العلمية أن ما يستفيد منه الجسم من أكل اللحم يتراوح بين 100 إلي 200 جرام والباقي يذهب الي الكبد لتحويله الي مركبات نيتروجينية أغلبها تطرد من البول وإذا حدث اضطراب في تحويل الأحماض الأمينية الزائدة فسوف تتكون مادة في منتهي الخطورة وهو حامض البوليك المسبب للنقرس والذي يترسب في المفاصل والكلي مسببا الفشل الكلوي لذلك ينصح بعدم الإكثار من اللحم لأن ذلك سينقلب علي صحة الإنسان وتصبح اللحوم مصدر خطر ومسببة لعدد من الأضرار الصحية الخطيرة المترتبة علي الإكثار منها. ورغم أن الغالبية العظمي من المصريين لا يأكلون اللحم ليلاً ونهاراً مثل أهل دول الخليج والأمريكتين فإن أكل اللحم في العيد كمناسبة طارئة مرة واحدة في العام لا يشكل خطراً علي الصحة إلا في حالة أمراض محددة. بل إن عدم تناول اللحم وخاصة اللحم الطازج نهائياً يؤدي إلي ظهور أمراض عديدة أهمها نقص المناعة واعتلال الجسم لعدم حصول الجسم علي الأحماض الأمينية الأساسية والتي لابد وأن يكتسبها الجسم من الغذاء من مصادر حيوانية فالبروتينات التي يأكلها الإنسان من مصادر نباتية لا تحتوي علي الأحماض الأمينية الأساسية اللازمة لبناء أنسجة الجسم والنمو لدي الكبار والأطفال. وعندما قَالَ رَسُولَاللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ¢مَا مَلأَ آدَمِيّى وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْني » بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاتى يُقِمْنَ صُلْبَهُ¢ فقد أقام الرسول الكريم حدود ملء البطن التي هي أساس كل داء وقد وجد الباحثون في العصر الحديث. خلال دراسة شملت 500 ألف شخص. أن هؤلاء الذين تحتوي وجباتهم علي أعلي كميات من اللحوم الحمراء أو اللحوم المصنعة يعانون من ارتفاع المخاطر المسببة للوفاة خاصة خطر الموت بسبب أمراض القلب وجلطات تصلب الشرايين والفشل الكبدي والكلوي والسرطان مقارنة مع من يأكلون أقل. وفي دراسة عن أضرار الإفراط في تناول اللحوم كشف علماء في معهد السرطان القومي بالولايات المتحدةالأمريكية أن الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من اللحوم ترتفع لديهم مخاطر الموت خلال عقد من الزمان وفي المقابل فإن تناول كميات كبيرة من الأغذية الأخري أدي إلي تقليل خطر الموت خلال نفس الفترة. اللحوم ومريض الكبد أما تناول اللحوم في مرضي الكبد فيجب تحديد نوعية كل مجموعة من المرضي التي تتوقف علي عاملين أساسيين مهمين: الأول: درجة الاصابة بالقصور الوظيفي للكبد وتعني كفاءة الخلايا الكبدية ويحددها الكشف الطبي الاكلينيكي الدقيق علي المريض ونتيجة الفحوص المعملية وغيرهما التي تقيم الحالة المرضية لوظائف الكبد وهذا يعني أن المريض يجب أن يلجأ الي طبيبه أخصائي الكبد لتحديد حالته. الثاني: مريض الكبد يجب أن يصاحبه فحص شامل للأمراض الأخري التي تؤثر حتما علي حالة الكبد وبالتالي القدرة علي الصيام مثل حالة الكليتين أو ارتفاع ضغط الدم أو أي أمراض أخري مصاحبة وعلي ذلك بالنسبة لتناول اللحوم لمرضي الكبد هناك ثلاثة أنواع من مرضي الكبد: أولا: مريض الفشل الكبدي الذي يعاني من اضطراب حركي ودماغي واضح علي هيئة إهتزاز ورعشة بالاطراف وصعوبة في التكلم واضطراب في الوعي والتفكيرأو يكون قد عاني من نوبات لفقدان الوعي بسبب الغيبوبة الكبدية هذا النوع من مرضي الكبد عليهم عدم تناول اللحوم إلا بمقدار لايزيد عن عشرة جرامات يوميا وهو يساوي قطعة تماثل "علبة الكبريت الصغيرة" مع الاكثار من الخضروات والفاكهة. ثانيا: مجموعة مرضي القصور الوظيفي للكبد وغير المصاحب بأعراض الفشل الكبدي وتسمي أحيانا حالة ¢التليف المستقر¢ فهناك شروط مرتبطة بالكمية يحددها درجة الإصابة وكفاءة الكبد وهي تخضع للتقييم لتحديد بداية المظاهر المرضية التي تؤدي الي حدوث ماقبل الغيبوبة الكبدية والتي يجب أن يحددها طبيب الكبد وهي تشمل ثلاثة مظاهر مرضية رئيسية هامة: وجود الاستسقاء البريتوني وهو تجمع مائي في البطن خاصة مع تورم الساقين الاحتباس الصفراوي ويظهر علي هيئة اصفرار بالعين وأحيانا الجلد والمصحوب بالبول الداكن ارتفاع ضغط الوريد البابي ودوالي المريء التي تنتج عنها القيء الدموي. وحرصا علي حياة المريض وعدم تطور المرض ودخول المريض في منظومة ماقبل الغيبوبة التي تؤدي الي الغيبوبة الكبدية الكاملة فيجب الاحتراس بعدم الافراط في تناول اللحوم بل ينصح بالكمية المسموحة حسب وزن الجسم. ثالثا: مجموعة مرضي الاصابة الكبدية المستقرة وهم نوعية المرضي الذين يحملون الفيروس ولكن لايعانون من أي أعراض تنبأ عن القصور الوظيفي للكبد بالإضافة الي أن الكشف الاكلنيكي والفحوص المعملية تثبت عدم وجود أعراض لمظاهر اضطراب وظائف الكبد هؤلاء المرضي يعاملون مثل الانسان الطبيعي مع الاحتراس في عدم الافراط. "وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" الأعراف31