جعل الله سبحانه وتعالي أيام العيد أيام فرح وبهجة وسرور وعطف من الغني علي الفقير ولكن توجد عادات سيئة موروثة لم تكن لها وجود في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم كخروج النساء والأطفال إلي المقابر والمبيت فيها وأخذ الاطعمة اعتقاداً منهم أنها ثواب وأجر للمتوفي مما يسبب ازدحام المواصلات ومن العادات السيئة في العيد إرهاق رب الاسرة بشراء سلع قد لاتكون هناك ضرورة لها وكذلك الاسراف في شراء اللحوم. استطلعنا رأي العلماء في كل هذه العادات لنتعرف علي رأي الاسلام فيها. يقول الشيخ رجب سعد عثمان مدير عام سابق بوزارة الاوقاف: من ذبح الاضحية في الشريعة الاسلامية هو التوسع علي الفقراء وصلة الارحام وكذلك التوسع علي أهل المضحي ما له يصل إلي حد الاسراف.. ولأن كل التصرفات الاسلامية في الاكل والشرب محدودة بالأصل الشرعي لقوله تعالي: "كلوا واشربوا ولاتسرفوا" ولكن كثيراً من الناس تعودوا أن يسرفوا في أكل اللحوم إلي حد التخمة والاصابة بالامراض في حين أن آخرين لايجدون ما يسدون به رمقهم. وهذا ليس من البر في شيء فالعيد سرور لجميع المسلمين عن طريق التكافل الاجتماعي الذي شرعه الله. اختلاط الرجال بالنساء وقال: إن اختلاط الرجال وخروجهم إلي التنزه والتزاور يجب أن يكون في حدود ما أحله الله فلايصح الاختلاط بين الشباب والفتيات بثياب غير محتشمة حتي لاتكون فرحة العيد علي حساب أوامر الدين ونواهيه. زيارة القبور ويضيف الشيخ صلاح عيد امام بأوقاف العبور من العادات السيئة في العيد زيارة المقابر. وزيارة القبور في حد ذاتها مندوب إليها للرجال والنساء من أجل العظة والاعتبار وتذكر الاخرة في حدود الادب الشرعي ومن غير نواح ولاعويل ومن غير تبرج ولاسفور. ومن غير مواقف تتنافي مع عقيدة التوحيد. هذا هو الأصل.. لكن النساء تتخذن من الزيارة في تلك المناسبات مواقف لتجديد الاحزان وأحياناً مواقف للهو واللعب للأطفال. وأحياناً أخري مواقف فيها تبذل وانحرافات أخلاقية وهذا كله يتنافي مع الدين. ويضيف الشيخ أيمن كامل إمام وخطيب بأوقاف القليوبية هذه عادة يجب ان نتخلص منها فالعيد فرح وسرور. وقد حدد رسول الله صلي الله عليه وسلم "أيامنا هذه أيام أكل وشرب وذكر لله تعالي" فكيف نحول العيد إلي يوم هم وغم ومعصية. الازعاج ويستكمل الشيخ أيمن كامل حديثه عن العادات السيئة كذلك استخدام أبواق السيارات. أي الضوضاء المنبعثة من السيارات ينهي عنها الاسلام فليس من حق أحد أن يزعج الاخرين فقد يكون هناك مريض يحتاج إلي الراحة أو طالب علم يجتهد في دروسه وقد قال الله تعالي "واغضض من صوتك إن أنكر الاصوات لصوت الحمير" وفي التشبيه بصوت الحمير إشارة إلي التنفير من الاصوات المرتفعة فضلاً عن الاصوات المزعجة. وحول أجهزة الاعلام واسرافها في الاحتفال بالعيد يقول الشيخ محمد بركات من أئمة وزارة الاوقاف: إن أجهزة الاعلام عليها واجب عظيم في هذه الايام الفاضلة وفي غيرها من الايام. والمفروض في هذه الاجهزة أن تكون مدرسة لنشر الوعي الاقتصادي الديني والاخلاق لكي يتعاطف الناس فيما بينهم ويتعاونوا علي الخير وأن تكون البرامج الترفيهية معتدلة فلا يكون فيها مثلاً الأغاني الخليعة والرقصات التي تؤدي إلي إثارة الغرائز بالشباب بل تركز علي ما يفيد الافراد والمجتمع.