1⁄41⁄4 "إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين. قال يا بني لا تقصص رؤياك علي اخوتك فيكيدوا لك كيداً ان الشيطان للإنسان عدو مبين. وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلي آل يعقوب كما أتمها علي أبويك من قبل إبراهيم واسحاق إن ربك عليم حكيم. لقد كان في يوسف واخوته آيات للسائلين". 1⁄41⁄4 في السورة التي يصفها ربنا سبحانه وتعالي بأنها أحسن القصص.. ننظر إليها بعين الدراما الحديثة سواء من ناحية القصة أو الحكاية أو الحدوتة أو حتي الفكرة.. ثم إلي أسلوب المعالجة.. من أين تبدأ القصة وكيف يتم سردها حتي تبلغ نهايتها؟. 1⁄41⁄4 في الآية رقم "3".. وحتي نبلغ الآية رقم "6" نكون قد تعرفنا علي شخصيات القصة والحدث الرئيسي الذي ستجري حوله مجريات القصة.. وفي الدراما تلعب البداية دائما دوراً هاماً في تهيئة المتفرج أو المستمع أو القاريء للجو العام للقصة. 1⁄41⁄4 وهو أمر يتطلب مهارة خاصة.. وكلما دخلنا في صلب الموضوع بأسرع ما يمكن ووضعنا المتلقي في دائرة من الأسئلة نجحنا في جذب اهتمامه.. واثارة فضوله لان أساس كل حكاية.. حدث وشخصية.. الحدث يأتي من تصرف الشخصيات.. ومن سمات الدراما الجيدة أن تكون تصرفات وأفعال كل شخصية متناسبة مع الحدث.. والعكس صحيح.. 1⁄41⁄4 في الآية التي قدمناها.. وهي في مستهل السورة التي تتميز عن باقي سور القرآن الكريم بأنها ذات بداية ونهاية وشخصيات محددة الحدث الرئيسي هو الرؤيا التي جاءت لسيدنا يوسف عليه السلام.. وكيف انه رأي أحد عشر كوكباً.. وهو عدد اخوته وهي بلاغة درامية كما ان رؤية الأنبياء حق.. ونري في السياق تحذير الأب يعقوب لابنه من كشف سره أمام اخوته فهم أشرار وسوف يكيدون له.. وبلغة الدراما نحن أمام تمهيد يكشف لنا عن الشر الذي يضمره الاخوة ليوسف وأخيه.. اعتقاداً منهم ان الأب يعقوب يحنو عليهما أكثر من الآخرين وهذا صحيح.. فهما الأصغر سناً.. ويعانيان من فقدان الأم.. وهو مبرر نفسي وعاطفي جيد.. والتبرير مطلوب لانه يعطي المصداقية للشخصية وبالتالي للأحداث.. وتكشف لنا الآيات جانباً من شخصية يوسف الابن.. ويعقوب الأب وآل إبراهيم الذين أتم الله سبحانه وتعالي العليم الحكيم عليهم نعمته.. واختص يوسف بتأويل الأحاديث.. وهي لمحة مستقبلية في شخصية يوسف.. سوف تتحقق بعدها بسنوات. 1⁄41⁄4 وتستمر السورة.. بين حدث تقوده شخصية أو العكس.. وتتغير الأحداث بين ما هو عاطفي أو اقتصادي أو بوليسي.. وهنا أنا لا أتناول السورة من منظور درامي لاني سوف أعود وأسرد القصص القرآنية في مشاهد متتابعة بطريقة سهلة ونسأل الله أن يوفقني في هذا العمل لانه سوف يحكي قصص القرآن.. بأسلوب درامي تاريخي من فيض الكتاب العظيم والسنة النبوية المشرفة.. وعلي الله قصد السبيل.