* الإنسان بنيان الله خلقه بيده ونفخ فيه من روحه.. وكرمه علي سائر خلقه.. وقد أتت كل الأديان بفلسفة إحياء النفوس ¢وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً¢.. ونهت عن قتلها وشبهت من قتل نفساً بمن قتل الناس جميعاً. * وقرر فقهاء الإسلام جميعاً بعبارات واضحة ¢أن الأصل في الدماء العصمة¢.. ولكن قوماً من بني وطننا وديننا يرون أن الأصل في الدماء هو الإهدار.. ناسين أن الله أدخل امرأة مسلمة النار في هرة حبستها.. فكيف بالإنسان إذا أزهقت روحه. * ولقد ظل فقهاء الإسلام جميعاً يعتبرون ¢حفظ النفس¢ أي نفس من الضرورات الخمس في الإسلام.. ولكن أتي البعض ليخرق في الدين والفقة والشريعة خرقاً لم يرتق حتي اليوم.. فبعضهم أباح القتل بالجنسية مثل القاعدة التي أباحت قتل الأمريكان واليهود.. وبعضهم أباح القتل بالمذهب مثل الميليشيات الشيعية وداعش ومن سار علي دربها.. وبعضهم أباح القتل بالاسم مثل الميليشيات الشيعية.. أو القتل بالوظيفة مثل المجموعات التكفيرية التي تنتشر في مصر ك¢أنصار بيت المقدس¢ التي تقتل ضباط وجنود الشرطة والجيش المصري حتي دون أن تعرفهم فيكفي وظيفتهم لتكون مبرراً لقتلهم.. وهذا هو الموجز واليكم ما ذهبوا إليه بالتفصيل: * 1- القتل بالوظيفة: وهذا النوع من القتل تبيحه معظم المجموعات التكفيرية ومن أمثلتها في مصر جماعة أنصار بيت المقدس أو أجناد مصر.. وهي تكفر الجيش والشرطة وكل المؤسسات الأمنية.. ولذلك تقوم بتفجير الأقسام ومديريات الأمن وتقتل الجنود في الكمائن أو في المعسكرات.. ومن مذابحها الشهيرة مذبحة رفح الأولي والثانية.. والفرافرة الأولي والثانية.. وكمين مسطرد للشرطة العسكرية ..وهكذا. * فهؤلاء لا يعرفون شيئاً عن هذا الجندي أو الضابط.. ولا يعرفون مدي تدينه وصلاحه.. ولكنهم يجعلون من أنفسهم قضاة يحكمون عليهم بالكفر ثم ينفذًون الحكم بالموت دون محاكم ولا محامي أو استئناف أو نقض أو أي شيء ودون الاستماع إليه. * 2- القتل بالمذهب: وهذا القتل ابتدعه فريقان كلاهما عدو للآخر: * أولهما: الميليشيات الشيعية والتي قامت بمذابح لأهل السنة في العراق بعد زوال حكم صدام حسين.. وكان يكفي أن يكون أهل هذه المنطقة من السنة ليقتلوا ويذبحوا ويهجروا أو ينكل بهم في مأساة خطيرة.. وكأن كل هؤلاء مسئولون عن جرائم صدام حسين.. أو كأنهم الذين قتلوا الحسين رضي الله عنه.. ومن هذه الميليشيات ميليشيات ¢المهدي¢ و¢بدر¢ و¢عصائب أهل الحق¢ التي فجرت مسجد عمرو بن العاص في ديالي بالعراق مؤخراً. * ثانيهما: داعش والمجموعات القاعدية في العراق فهي تكفر كل الشيعة بلا استثناء فضلاً عن تكفيرها للكثير من أهل السنة وتستبيح دماءهم وهي تقتل أي شيعي لمجرد أنه شيعي.. وكلا الفريقين لا يفهم شيئاً من قوله تعالي ¢أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةى وِزْرَ أُخْرَي¢ وأن ليس للإنسان إلا ما سعي¢ وقوله تعالي ¢كُلُّ نَفْسي بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةى¢.. وأن الإنسان مسلماً أو غير مسلم سني أو شيعي مسيحي أو يهودي معصوم الدم في الأصل.. وأنه ليس معني أن يكون هناك إنسان غير مسلم أو علي غير مذهب السنة أن يكون مباح الدم أو المال أو العرض. * 3- القتل بالاسم: لم يعرف الإسلام ولا الإنسانية طوال تاريخهما القتل بالاسم.. أو أن يكون اسم الإنسان سبباً في قتله وذبحه وترحيله من عالم الدنيا إلي عالم الآخرة حتي ابتدعته الميليشيات الشيعية في العراق.. فإذا بها تقتل كل من يتسمي باسم ¢أبوبكر أو عمر أو عثمان¢ وحتي النساء لم يسلمن من ذلك فأي امرأة اسمها ¢عائشة أو حفصة¢ كانت تلقي مصيراً أسود علي أيدي هذه الميليشيات.. وكأن اسم الإنسان سبة.. وكأن تسميته باسم وزيري النبي صلي الله عليه وسلم العظيمين الكريمين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما سوءة وعار. * 4- القتل بالجنسية: حارب المسلمون أعداءهم قروناً طويلة.. ولكن لم يصدر عن أحد من علماء المسلمين فتوي تبيح قتل كل من ينتمي لجنسية أو ديانة أو عرق معين. * فقد قاتلوا الروم والفرس ولم يصدر عن الصحابة أو التابعين فتوي بقتل كل رومي أو فارسي. * ولكن القاعدة خرقت في الفقه الإسلامي خرقاً خطيراً لم يحدث من قبل حينما أصدرت فتوي بقتل كل أمريكي أو يهودي وذلك بعد تكوينها للجبهة العالمية لقتال اليهود والصليبيين عام 1997.. وهذه فتوي باطلة لا تستند إلي أي دليل شرعي. * فهناك أمريكي مسلم.. وهناك أمريكي متعاطف مع قضايا المسلمين.. وهناك أمريكي يعارض سياسة بلاده. * فلا يمكن أن يكون هناك شعب أو أهل ديانة أو عرق علي نسق واحد من الخير أو الشر.. وقد كان القرآن عظيماً حينما أشار إلي أهل الكتاب من اليهود والنصاري بقوله تعالي ¢ليسوا سواءً¢.. وهي حكمة قرآنية عظيمة نسوقها ونكررها علي مسامع قادة القاعدة وأخواتها والمقتنعين بفكرهم الذين يملأون الآن ساحات بلادنا العربية.. وهذه الآية تمثل قمة العدل القرآني مع الخصوم والمخالفين في العقيدة والدين.