پهناك شرذمة من الأقزام تطاولوا علي أصول الدين ومبادئه. ونالوا من كل ما هو مقدس في الإسلام. وعدوا ذلك تحضرًا ومدنية. وظنّوا أن التهجّم علي ما لم يحيطوا بعلمه. ولم يعلموا قيمته وقدره مباح. ونسوا أن هناك رجالًا قيضهم الله لنصرة دينه.ومن أصول الدين قام هؤلاء بحربه وتشويه صورته مكانة الصحابة وعدالتهم رضي الله عنهم. ثم الطعن في صحيح البخاري رحمه الله تعالي. وإنكار ما أجمع عليه أهل العلم الثقات. واستقر في وجدان الأمة.وهي شبهات خطيرة تثار الآن ضد الإسلام. لا علي الفرعيات والجزئيات. بل علي الثوابت والأصول والكليات. وليس الغريب أن يتولي كبر هذه الافتراءات مستشرقون أو أجانب عن هذا الدين. إنما الغريب أن يتولي كبر هذه الفري رجال من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا. وينتسبون زورًا لإسلامنا. وصدق ربي إذ يقول: "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَي مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ" البقرة 204 وبكل أسف أعلي الأعلام بعض المجاهيل المناكير. وأشار إليهم بأنهم من أرباب الفكر. وأفاض عليهم من الدعاية الكاذبة ما يغطي انحرافهم ويستر جهلهم. وينفخ فيهم ليكونوا شيئًا مذكورًا ليصرفوا بسطاء المسلمين إليهم ليلبسوا عليهم دينهم. تلك الثلة من أصحاب الجنوح الفكري التي رفعت الآن علي الأعناق. بل وعلمت أن أقصر طريق للوصول إلي الشهرة الكاذبة هو النيل من ثوابت وأصول الإسلام. هم في الحقيقة كالطبل الأجوف ,فيتهجّم الجهال علي ثوابت ديننا. وينتقصون من البخاري ويذكرون الصحابة بسوء وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا. پ والكتابة عن الصحابة الأطهار تحتاج إلي صفاء في العقيدة. وأمانة في النقل. وإخلاص في النية. ودقة في الفهم فكيف بمن كان زائف العقيدة. مريض القلب. مجوف الفكر؟!!! وأهل الأهواء يعلمون يقينًا أن ما يقولونه لا يمت بأدني صلة إلي حرية الفكر والرأي. فقد سكتوا سكوتًا أقرب للخرس علي أمور لا تحتمل السكوت. فسكتوا حين وجب أن يتكلموا. وتكلموا حين وجب ولزم أن يسكتوا. تلك إذن قسمة ضيزي. فهل التطاول علي دين الله من حرية الفكر والرأي؟! هل الغمز واللمز بأصحاب النبي من حرية الفكر والرأي؟! هل التطاول علي صحيح البخاري من حرية الفكر والرأي؟! هل التطاول علي ثوابت الإسلام وأصوله من حرية الفكر والرأي؟! فالإسلام لا يعارض حرية الفكر والرأي أبدًا. لكن بضوابط الإسلام الذي تدين به الأمة. فالإسلام دين الحرية. دين يدعو إلي الحريات لكن بالضوابط الشرعية. أما أن يتطاول علي ثوابت وأصول الدين باسم حرية الفكر والرأي فليس هذا من الدين. بل ولا من الأخلاق. بل ولا هو من الأدب في شيء. بدأ هؤلاء بإعلان الحرب علي الصحابة. ونسوا أنّ الطعن في الصحابة زندقة. يقول الحافظ أبو زرعة: إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب النبي فاعلم أنه زنديق. وذلك لأن الرسول حق. والقرآن حق. وما جاء به النبي من عند الله حق. والذي نقل إلينا كل ذلك هم الصحابة. وهؤلاء يريدون أن يجرحوا الصحابة ليبطلوا القرآن والسنة. انظروا إلي كلام العلماء. لو شككت في أخلاقي لشككت فيما أنقله إليك من العلم. فالصحابة هم الذين نقلوا إلينا التركة المباركة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم. نقلوا إلينا القرآن. نقلوا إلينا السنة. والطعن في الناقل طعن في المنقول. فهؤلاء يريدون أن يهدموا الصحابة وصولا لإبطال القرآن والسنة. ويأبي الله إلا أن يتم نوره. قال الإمام مالك : "من وجد في قلبه غيظاً علي أحد من أصحاب النبي فقد أصابه قوله تعالي: { لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ" "الفتح:29". وقرأ الإمام مالك قول الله جل وعلا: "مُحَمَّدى رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَي الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعي أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَي عَلَي سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا" "الفتح: 29". وقال الإمام الطحاوي في عقيدته المشهورة: ونحب أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم. ولا نفرط في حب أحد منهم. ونبغض من يبغضهم. وبغير الخير يذكرهم. فحبهم دين وإيمان وإحسان. وبغضهم كفر ونفاق وطغيان. ونحن لم نمنح الصحابة هذه المنزلة تفضلًا منا عليهم. وإنما الذي رفع قدر أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم ورضي الله عنهم وزكاهم هو رب العالمين. فهم المخاطبون بقوله تعالي: "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةى وَرِزْقى كَرِيمى" "الأنفال: 74". والصحابة هم المخاطبون بقول الله جل وعلا: "لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا" "الفتح: 18" والصحابة هم المخاطبون بقول الله تعالي: "إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ" "الفتح: 10". والصحابة هم الذين قال الله في حقهم: "مُحَمَّدى رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَي الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعي أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَي عَلَي سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا" "الفتح: 29".