أكد علماء الرابطة العالمية لخريجي الأزهر أن الجهاد فرض عين علي كل مسلم. لكن يجب أن يسبقه إدراكهم لمفهوم الجهاد الأكبر أولا وهو جهاد النفس. محذرين من الانجراف وراء المفاهيم الخاطئة وسوء التفسير للأمور الدينية مثلما تفعل ¢داعش¢ حاليا من قتل وجرائم يندي لها جبين البشرية جمعاء وليس الإسلام أو الأديان السماوية جميعها. جاء ذلك خلال الدورة التدريبية التي أقامها فرع الرابطة ببورسعيد تحت عنوان ¢ سد الذرائع.. تطبيقا وتأصيلا ¢ للأئمة الوعظ والأوقاف. بحضور أحمد عبد الحميد- مدير المكاتب الداخلية بالرابطة- والشيخ ياسر عبد الوهاب- رئيس قسم الإعلام بالرابطة ببورسعيد. أوضح الدكتور إسماعيل عبد الرحمن- أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر. رئيس فرع الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بدمياط- أن مفهوم الجهاد في الإسلام المقصود به جهاد الكفرة . ورغم أن الجهاد فرض عين علي كل مسلم وهو الفريضة الثالثة في الإسلام إلا أن المسلمين لم يصلوا لهذه المرحلة إلا بعد أن عرفوا حقيقة جهاد النفس وفهم الكثير من أمور الإسلام الذي لا يعرف ترويع النفس.. لأن الإفساد في الأرض يبدأ بالكلمة ومن ثم فقتل المسلم الذي يقول لا إله إلا الله. ومحمد صلي الله عليه وسلم رسولنا الكريم. كفر. ومجاهدة الكفار تكون وفقا لشروط من أهمها إذا اعتدوا علينا. التاريخ الإسلامي أضاف الدكتور سيف قزامل- عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا. رئيس فرع الرابطة بالغربية- : هناك الكثير من المُسَلَّمات في قضية الخلافة الإسلامية ومنها أن الأمة الإسلامية واحدة . ورسولنا هو خاتم المرسلين . والأمة المحمدية هي الخاتمة والرسالة المحمدية هي المهيمنة علي كل الرسالات. ورغم أن التاريخ الاسلامي كتب بأيدي غير المسلمين إلا أننا عرفنا من التاريخ الاسلامي كيف تكونت الأمة الإسلامية وكيف انفصمت عري الخلافة وتقاتل الأمراء والملوك فيما بينهم إلي أن تم الانتداب البريطاني علي بعض هذه الدول.. وهناك من يدعو في العصر الحديث إلي عودة الخلافة وهذا حلم جميل. ولكن عندما تدعو ¢داعش¢ إلي الخلافة الإسلامية فهذا شيء يسيء إلي الإسلام ومن الواضح أن هذه الحملة مدبرة وهناك من يمول هذه الجهات التي تعتبر طاعون وورم سرطاني في جسد الأمة. وقال الدكتور خالد عمران- أمين الفتوي بدار الإفتاء- : أن المسلمين اعتنوا بدراسة خريطة الوجود. وبناء علي حسن التصور يكون التصديق. ومن هنا اهتم الأزهر الشريف منذ أكثر من ألف عام بالمنهج وهو العلم الذي يهتم بالأصول. للوصول إلي الفروع. ووجود المنهج يحفظ العلم ويحفظ الفتوي. وضياع المنهج يعني الاحتكام للهوي ومن ثم الفوضي والعنف. ولعل البعض يتصور أن كلمة الوسطية التي أصبحت متداولة بين كل من يريد أن يتحدث عن الإسلام حتي الذين ينكرون السنة النبوية في الإعلام وهم ليسوا أصحاب منهج من الأساس. إذا غاب المنهج أو اعوج يغيب الحوار وغياب الحوار يؤدي إلي العنف. ومن هنا تأتي أهمية وجود منهج واضح ومتكامل يمكن تطبيقه ويراعي المواقف ويحفظ الأولويات. لغة الحوار وأشار الدكتور تامر خضر- المدرس بكلية الدراسات الإسلامية والعربية- إلي أن الإسلام دين حوار وليس دين شقاق أو نزاع أو عنف. وأول حوار في الكون كان بين رب العزة سبحانه وتعالي وبين الملائكة . كما حاور الله تعالي الرسل والأنبياء. وحاور الرسل أقوامهم. وقد تربينا في الأزهر الشريف علي لغة الحوار وهو نوع من الأدب يجب أن يتمتع به كل مسلم لأن الحوار مخرج لكل مشكلة وأساس لعلاج الكثير من الأزمات. دون تعصب أو عنف وهذا هو منهج الدين الحنيف. من جانبه أكد الشيخ إبراهيم لطفي- رئيس فرع الرابطة ببورسعيد- أن القيادة السياسية أصدرت توجيهات لجميع المحافظين بتسهيل عمل أنشطة الرابطة . وسوف تعمل الرابطة خلال الفترة المقبلة علي تطوير الخطاب الديني بما لا يمس ثوابت الدين ووفقا لمفهوم الوسطية والاعتدال التي ينشرها الأزهر الشريف والتصدي للهجمة الشرسة التي يشنها البعض علي الأزهر ورجاله. كما أشاد بقرار مجلس إدارة دار القرآن العظيم الذي قرر فتح الدار لاستقبال جميع أنشطة الرابطة ببورسعيد.