اتفق علماء الاسلام والطب ان هناك أدوية وتوجيهات نبوية لا غني عنها أبداً مما صرح النبي صلي الله عليه وسلم بنفعه. وحث عليه. ومن ذلك الرقية والعسل والحبة السوداء والسواك. والحجامة. وغيرها كثير. وكان علاج النبي "صلي الله عليه وسلم" للمرضي علي ثلاثة أنواع: 1 بالأدوية الطبيعية "الأعشاب والنباتات.. وغيرها حسب ما كان سائدا في تلك البيئة وتوارثتها الأجيال". 2 بالأدوية الإلهية "الأدعية والأذكار من القرآن الكريم". 3 بالجمع بين الأمرين. ولقد جمعت الحكم النبوية التي ذكرها الرسول صلي الله عليه وسلم عن الأعشاب والنباتات في كتب كثيرة من أراد التوسع فليرجع إليها. وقد فرق بعض العلماء بين ما ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم من أحاديث طبية تعد بمنزلة الوحي وتعتبر شرعا يتبع وبين غيرها من الأحاديث التي وردت في مصنفات الطب النبوي. فقالوا: لا يعتبر حجة من الناحية الطبية حديث ما إن لم يكن ثابتا علي سبيل القطع وهو الحديث المتواتر أو علي شبه القطع وهو ما ورد من طريقين علي الاقل منفصلين من أول السند إلي آخره بحيث يعرف أنه لم ينفرد برواية الحديث واحد في أي طبقة من طبقات السند حتي ولو كان صحابيا. لاحتمال الوهم والغلط. أما الفئة الأخري من أحاديث الطب النبوي التي لا حجة فيها فهي كسائر الأحاديث النبوية الواردة في الطب والعلاج وليس فيها ما يشعر أنها من قبل الله تعالي أو أنها من قبيل الشرع. وهذه المسألة تدعونا لحث المتخصصين المسلمين في فروع الطب المختلفة لدراسة ما ورد في الطب النبوي من أحاديث لبيان درجتها ومدي الاستدلال بها ودراسة ما ورد من وصفات ومعالجات نبوية للتحقق من منافعها وفوائدها والاستفادة من وسائل التقنية الحديثة في تحضيرها وتقديمها علي هيئة حبوب أو أشربة أو غيرها من الاشكال الصيدلانية. وهذا ما فعلته بعض الشركات بإنتاج كبسولات لحبة البركة والعسل.. وغيرها.. الهدف من هذه المقالات إبراز جوانب إعجازية اكتشفها العلم التجريبي علي مدار سنوات طويلة من أقوال وأفعال وتوجيهات النبي المختار صلي الله عليه وسلم وصدق رب العزة إذ يقول: "وما ينطق عن الهوي "3" إن هو إلا وهي يوحي"4" علمه شديد القوي" النجم 4 5". وقال تعالي: "وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب" "الحشر: 7". وكذلك الرد علي كثير مما نشاهده علي القنوات الفضائية وهو دخول بعض الإعلاميين الذين يدعون أنهم مثقفون ويطلق عليهم ألقاب لا يستحقونها كالكاتب الاسلامي والمفكر الاسلامي والكاتب الصحفي. والاعلامي الكبير. وغير ذلك من الألقاب الزائلة الزائفة التي تجعله ينتقص حق عالم جليل بله باع طويل في ساحة الإعجاز العلمي. ويعيب علي أهل العلم وأهل السنة والجماعة. ويكون في إعلامه أو كتاباته دائما تلبيس وتزوير الحقائق حسب نظرياتهم التي درسوها في مدارسهم الأجنبية. وهؤلاء غاليا ما يدرسون في إعلامهم المضطرب للنيل من السنة النبوية المطهرة علي صاحبها أفضل صلاة وأزكي السلام ويأتون بافتراءات تلقفوها من ألسنة المستشرقين. لهذه الافتراءات هزيلة تزول بقراءة موضوعها في كتب السنة أو بمجرد عرضها علي صاحب عقل نقي فطري سليم لا تجد لها قبولا. فالحمد لله.. فهم ليسوا من علماء الاسلام بل إنهم بعيدون كل البعد عن ذلك. فهؤلاء لا قيمة لرأيهم مع أنهم يحملون ألقابا تتفق مع ألقاب العلماء فيكون أحدهم حاصلا علي دكتوراه في علم غير علوم الشريعة أو يحمل لقب أستاذ أو دكتور.. وغير ذلك. أسألك بالله. كيف يقبل كلام إعلامي أو مهندس وقانوني لا يحفظ القرآن الكريم؟ كيف يقبل قوله في مسائل في غاية الدقة في الإسلام؟ فعلمه الذي يدعيه لا يضيف شيئا للإسلام والمسلمين كما يعتقد هو أو حزبه. اللهم إلا أنه زاده جرأة علي الحق وتعاليا علي الخلق وبعدا عن الفكر السليم والمنهج القويم. وللأسف ظهر في هذه الآونة عدد من المحرضين علي إنكار السنة وإرباك فكر عموم الناس. وعلي الرغم من قلتهم رلا أنهم يكتبون كثيراً وتفتح أبواب الإعلام أمامهم لبث سمومهم إلي الناس ثم الطعن علي ما أثبته العلم الحديث. وتجاهلوا أن هذا ورد في كتابنا وسنة نبينا فيما ما يزيد علي أربعة عشر قرناً من الزمان. فهذه الهجمات الشرسة التي يتعرض لها الإسلام في قرآنه وسنته ليست جديدة بل قديمة عرفت منذ القدم فقد تعرضت السنة في القديم لهجمات بعض الفرق الاسلامية الخارجة عن الحق. وفي الحاضر تعرضت السنة لهجمات بعض المستشرقين المتعصبين من دعاة التبشير والاستعمار دعاة ابتغاء الفتنة وابتغاء هدم هذا الركن المتين من أركان التشريع الإسلامي. وللأسف تابعهم بعض المؤلفين من أبناء أمتنا اعتزازاً بما يضفيه هذا الهراء علي بحوثهم من زخارف علمية زائفة أو اندفاعا وراء ميول نفسية وشبهات فكرية دون البحث فيها والرجوع إلي الأصول التشريعية فصادف هواهم. وصدق القائل. أتاني هواها قبل أن أعرف الهوي فصادف قلبا خاليا فتمكنا وقد أكد الله سبحانه وتعالي ذلك في كتابه الكريم فبين أن هناك أعداء للأنبياء غرضهم أن يصدوا الناس عن طريق الهداية والحق بكلام يزخرفونه. قال تعالي: "وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلي بعض زخرف القول غرورا" "الأنعام: 112". فياأيها المسلمون: اعلموا أن كل كلام يخالف شرع الله إنما يزينونه حتي يروج بين الناس. فهؤلاء هم الأعداء الذين يتظاهرون بالإسلام ويكيدون له ليل نهار. وهذا ما يفعله السواد الأعظم من الإعلاميين والمفكرين إلا من رحم الله رب العالمين. إذن فما واجبنا تجاه السنة النبوية في مواجهة المشككين فيها؟ وللحديث بقية في العدد القادم إن شاء الله.